
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــَبٌّ إلَيْــكَ عَـنِ الأَنـامِ مَعَـاجُهُ
بِهــوىً عَلَيْــكَ تَزاحَمـتْ أَفْـواجُهُ
ومُــوَلَّهٍ قَــدَّ الغَــرامُ بِقَلْبِــهِ
فَــأَزالَ قُــرَّةَ عَيْنِــهِ إِزعــاجُهُ
إِنْ أخْطَــأَتْ عَيْنـاكَ ثُغْرَتَـهُ فَقَـدْ
رَمَتنــا فُــؤَاداً قُطِّعَـتْ أَوْداجُـهُ
أَنْــتَ الـدَّواءُ لَـهُ وَإِنْ أَلْبَسـْتَهُ
داءً يَشــُقُّ عَلــى الطَّـبيبِ عِلاجُـهُ
أَضـْناهُ شـُرْبُ صـُدودِهِ صـِرْفاً وَلَـوْ
مُــزِجَ الوِصـالُ بِـهِ لَصـَحَّ مِزاجُـهُ
النَّـــارُ مـــا تُحْنَــى ضــُلوعُهُ
والْمـاءُ مـا تَنْشـَقُّ عَنْـهُ حِجَـاجُهُ
مَــوْلايَ أَطْلِــقْ بالطَلاقَـةِ مِقْـوَلاً
خَرَجَـتْ عَلَـيَّ مِـنَ العُبُـوسِ خراجُـهُ
قَــدْ كــانَ يُـذكِرُ دَغْفلاً مِنْطيقُـهُ
فــاليَوْمَ يُنْســي بــاقلاً لْجلاجُـهُ
عُفْـتُ الشـَّرابَ سِوى رضابِكَ فاسْتَوى
مِنْـــهُ لَــدَيَّ فَراتُــهُ وَأُجــاجُهُ
ومَنَحْـتُ عَيْنـي عَـنْ سوِاكَ عَمَىً فَلا
استِحْســانُهُ مِنِّــي ولا اسْتِسـْماجُهُ
وَلَجَجْــتُ إِذْ لَـجَّ العَـذولُ فَرُعتُـهُ
وَلَرُبمَّــا ضــَرَّ اللَّجــوجَ لَجـاجُهُ
شـَرَعَ الْوَفـاءُ خِلافَـهُ فيما أَرْتَجى
مِـنْ فَتْـحِ بـابٍ لَـمْ يَخُنْـهُ رِتاجُهُ
يَــأْبَى لــودِّي أَنْ تُحَــلَّ عُقـودُهُ
فيَقــول قَــوْلاً لَـمْ يُشـَدَّ عَنـاجُهُ
حاشــا جَنــاني أَنْ يُجِـنَّ لِصـاحِبٍ
خَلَلاً ولَـــوْ مَلأَتْ حشــايَ زجــاجُهُ
وأَنــا الأَشــَمُّ تَرَفَّعَــتْ هامـاتُهُ
وأَنــا الخِضـَمُّ تَـدافَعَتْ أَمْـواجُهُ
وأَنــا الملاذُ لِكُـلِّ طـالِبِ سـُؤْدُدٍ
قَـــذَفَتْ بِهِمَّتِــهِ إِلــيَّ فِجــاجُهُ
لَيْــنٌ نــوائلُ عُرْفِــهِ تَنكيــرُهُ
شــــَرِسٌ يُلازِمُ كَيَّـــهُ إِنضـــاجُهُ
وَإِذا الأكـارِمُ أَحْجَموا أَنْ يَطْرقُوا
بـــابَ المَليــكِ فــإِنَّي وَلاَّجُــهُ
وَلئِنْ دَجـا بـذوي البَلادَةِ خـاطِري
فـابْنُ المُوَفَّـقِ بالـذَّكاءِ سـِراجُهُ
يَهْـدِي الرُّدودَ إلى الصَّوابِ مُنيرُهُ
وَيهيْــجُ كَــرْبَ حَســودِهِ وهَّــاجُهُ
فالزَّبْرِقـانُ مِـنَ البَصـيرَةٍ نـورُهُ
والأفْعُــوانُ مِـنَ الجِـدالِ مُجَـاجُهُ
وَهُوَ الجَوَادُ إلى القريضِ جَرَى فَلمْ
يَلْحَــقْ مَثــارَ عَجــاجِهِ عَجّــاجُهُ
وَعَنَــا لَـهُ فـي النَّحـوِ زجّـاجيُّهُ
وَصــَفَتْ معــانٍ صــاغُها زَجّــاجُهُ
وافَــى إِلــيَّ ســَحابُهُ مُسـْتَنْجِداً
أَدَبــي فغــرَّقَ أَبحُــري ثَجَّــاجُهُ
ولَكَــمْ ســَرى لِلَحـاقِهِ سـارٍ وَلا
تـــأَويبُهُ أَجْـــدى وَلا إِدْلاجُـــهُ
أَقْسـَمْتُ بـالبيتِ العَتيقِ ومَنْ دنا
مِنْــهُ وَمــا نَســكتْ لـه حُجَّـاجُهُ
لقَدْ اصْطفيتُكَ مُصفياً لكَ في الهوى
شــُرْباً بتَسـنيمِ الوفـاءِ مِزاجُـهُ
وَلَئِنْ عَتبْــتَ فـرُبَّ ذي جُـرْمٍ جَنـى
إِخْراجَــهُ عَــنْ حِلِمِــه إِحْراجُــهُ
وَلـو اغْتَـدى مَنْ بالعِراقِ مُطاوعاً
لأَبـي الوَليـدِ لَمَـا طَغَـى حَجَّـاجُهُ
فَصــُنِ الهَــوى عَــنْ كـلِّ مُخـادعٍ
لا شـــَرْعُهُ شـــَرْعي ولا مِنْهــاجُهُ
وَاشـدُدْ يَـديْكَ إِذاً على وُدِّي الذي
بوثَيـــقِ وُدِّكَ شـــُيِّدَتْ أَبْراجُــهُ
وَلأَنْــتَ أَولـى مَـنْ لَهِجْـتُ بـذِكِرهِ
وَنمــى لِقَلــبيَ عِنْــدَهُ إَبهـاجُهُ
وَلأَنْـتَ بَحـرٌ فـي الفضـائِل زاخِـرٌ
جاشـــَتْ بـــرائعِ دُرِّهِ أَثْبــاجُهُ
إِنجـابُ ذي الـدُّنيا بِأنْكَ نِتاجُها
وحُلــيُّ هـذا الـدِّينِ أَنَّـكَ تـاجُهُ
عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الأوسي، شرف الدين المعروف بشيخ شيوخ حماة (1) ويعرف ايضا بابن الرفا: شاعر وزير، من كبار شعراء العرب، وعرف بالصاحب لتوليه الوزارة لصاحب حماة الملك المنصور (2) محمد بن الملك المظفر عمر بن شاهنشاه بن أيوب ولأبنائه من بعده وقد بالغ الصفدي في تفضيله فقال: (لاأعرف في شعراء الشام بعد الخمسمائة وقبلها من نظم أحسن منه ولا أجزل ولا أفصح) ونعته ابن شاكر بقوله: (احد أذكياء بني آدم)وفي خزانة الأدب لابن حجة في باب الانسجام (ص190) بعدما عرف الانسجام بأنه ما يكاد لسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه أن يسيل رقة ...وغالب شعر الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري ماش على هذا التقرير) وكان ابن نباتة قد اختار مختارات من شعره كما فعل بشعر ابي العتاهية وغيره من فحول الشعراء. (انظر حول ذلك كتاب د. عمر موسى باشا quotابن نباتة المصريquot (ص219) وقد افاد اليونيني ان اشعاره كاملة لا يجمعها ديوان.ولد عبد العزيز في دمشق في درب الكشك، =حارة اليهود اليوم= ضحى الأربعاء 22/ جمادى الأولى 586هـ وأصله من quotكفر طابquot بين معرة النعمان وحلب، انتقل أبوه (القاضي زين الدين النصاري) منها إلى دمشق، بعد سقوطها في يد الروم، فولد في دمشق وسرعان ما انتقل أبوه إلى حماة بطلب من صاحبها الملك المنصور ليشغل منصب قاضي القضاة والنظر في أوقاف الملك المنصوروأوقافدار الخلافة فيها، فنشأ عبد العزيز في حماة وصحب اباه في تنقلاته إلى القاهرة وبغداد ودمشق وبعلبك وحل مكان ابيه بعد وفاته فتولى الوزارة للملك المنصور وابنه المظفر الثاني وحفيده المنصور الثاني ثم ابنه المظفر الثالث، وطالت أيامه في العز والهناء، وكان محببا إلى الناس، عفيف الذيل سمحا جوادا، وبقيت في يده مقاليد الدولة حتى وفاتهليلة الجمعة الثامن من رمضان عام 662هـ ودفت في التربة التي اعدها لنفسه قبل وفاته في ظاهر حماة،وصلي عليه في دمشق صلاة الغائب في الجمعة التي تلت جمعةوافته.من آثاره مجلد كبير في لزوم ما لا يلزم ذكره الصفدي في مقدمة كتابه ( كشف المبهم في لزوم ما لا يلزم)، وسماه: ( إلزام الضروب بالتزام المندوب).و(تذكار الواجد بأخبار الوالد) و(نظرة المشوق إلى وجه المعشوق) ونشر ديوانه بعنوان ( ديوان الصاحب شرف الدين الأنصاري ـ ط)المجمع العلمي العربي بدمشق. تحقيق د. عمر موسى باشا. معتمدا مخطوطة اليتيمة في العالم وهي التي تحنفظ بها مكتبة بايزيد بإستنبول(1) انوه هنا إلى أن اسم الشهرة للشاعر في نشرات الموسوعة السابقة (الصاحب شرف الدين) وهو ما اختاره محقق الديوان، ويجري الحديث عنه في معظمالمصادر بلقبه(شيخ شيوخ حماة) وقد تسقط حماة فيقال (شيخ الشيوخ) وجاء اسمه على مخطوطة الديوان (ديوان عبد العزيز الحموي بخطه) ونبه المحقق إلى عدم صحة كون المخطوطة بخط الشاعر، ولا انها ديوانه، وإنما هي مختارات من ديوانه جاء في آخرها (فرغه اختيارا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عفا الله عنه في شهور سنة 812هـ) وتقع في 91 ورقة مكتوبة بالخط الفارسي. وقد عثر المحقق في quotمرآة الزمانquot على قصائد كثيرة لا وجود لها في المخطوطة.(2) وهو الملك العلامة البحاثة المؤرخ الكبير صاحب التاريخ الضخم المسمى quotمضمار الحقائق وسر الخلائقquot في عشر مجلدات وquotطبقات الشعراءquot في عشر مجلدات، أيضا، كان قصره في حماة أكبر مجمع بحوث في عصره، يعمل فيه حسب قول شهاب الدين القوصي أكثر من مائتي متعمم من الفقهاء والأدباء والفلاسفة والمنجمينوالكتاب، واستمر معززا مكرما طيلة أيام حكمه التي استمرت ثلاثين سنة وانتهت بوفاته سنة 617 وهوجد والد الملك المؤيد أبي الفداء وكان قد عهد من بعده لولده الملك المظفر وأمه بنت الملك الكامل وكان وقت وفاة ابيه في مصر، فأعلن أخوه الملك الناصر قليج ارسلان، نفسه ملكا على حماة بمساعدة خاله الملك المعظم عيسى صاحب دمشق، فكانت الحرب بين الأخوين وانتهت بانتصار الملك المظفر عام 626هـ وكان الشاعر من كبار أعوانه. واستقبله عند دخول حماة بقصيدته التي يقول فيها :(وعَزَّتْ حَماةُ في حِمىً أَنْتَ غابُهُ بِصَوْلَتِه تُحْمَى كُليبٌ ووائلُهْ)واستوزره المظفر فور دخوله حماة، ولما توفي المظفر بويع لابنه الملك المنصور (الثاني) وهو في العاشرة من عمره فقام الشاعر بمهام المملكة فكان وصيا على العرش فلما بلغ الرشد اتخذه وزيرا له، وكان معه في هروبه من وجه التتار ثم كان معه لما عاد إلى حماة وقد جلا التتار عنها ووصف كل ذلك في شعره، وفي ديوانه مطارحات جمة مع الملك المنصور، وامتدت حياته حتى أوائل عهد المظفر الثالث كل هذه المعلومات التي اشتملت عليها الترجمة استخلصتها من مقدمة محقق الديوان د. عمر موسى باشا،ومن اطرف ما أشار إليه فيها قصة مارية جارية الشاعر التيغرقت في نهر العاصي ورثاها بالأبيات التي يقول فيها:وقد كنت أغرق في حبها وما كنت اخشى عليها الغرق