
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علـيّ أن لا أريـح العيـش والقتبـا
وألبـس البيـد والظلمـاء واليَلَبا
وأتــرك الخــود معســولاً مقبلهـا
وأهجـر الكـأس تغـذو شـربها طربا
حسـبي الفلا مجلسـاً والبـوم مطربة
والســير يسـكرني مـن مسـه تعبـا
وطفلــة كقضــيب البــان منعطفـاً
إذا مشــت وهلال الشــهر منتقبــا
تظــل تنــثر مـن أجفانهـا حببـاً
دونـي وتنظـم مـن أسـنانها حببـا
قــالت وقـد علقـت ذيلـي تـودعني
والوجـد يخنقهـا بالـدمعِ منسـكبا
لا دَرَّ دَرّ المعــالي لا يــزال لهـا
بــرق يشــوقك لا هونــاً ولا كثبـا
يـا مُشـرعاً للنـدى عـذباً مـوارده
بينــاه مبتسـم الأرجـاء إذ نضـبا
اطلعــت لـي قمـراً سـعداً مطـالعه
حـتى إذا قلـت يجلـو ظلمـتي غربا
كنـت الشـبيبة أبهـى ما دجت درجت
وكنـت كـالورد أذكـى ما أتى ذهبا
اسـتودع اللّـه عينـاً تنتحـي دفعاً
حــتى تـؤوب وقلبـاً يرتمـي لهبـا
وظاعنـاً أخـذت منـه النـوى وطـراً
مـن قبـل أن أخذت منه المنى أربا
فقلــت ردي قنـاع الصـبر إن لنـا
إليــك أوبــة مشــتاق ومنقلبــا
أبـى المقـام بـدارِ الـذل لي كرم
وهمــة تصــل التخويــد والخببـا
وعزمــة لا تــزال الــدهرَ ضـاربةً
دون الأميـر وفـوق المشـتري طنبـا
يـا سـيد الأمـراء افخـر فمـا ملكٌ
إلا تمنــاك مــولى واشـتهاك أبـا
إذا دعتـك المعـالي عُـرْفَ هامتهـا
لـم تـرض كسـرى ولا مـن قبله ذنبا
أيـن الـذين أعـدّوا المال من ملكٍ
يـرى الـذخيرة مـا أعطى وما وهبا
مـا السـيفُ محتطماً والسيلُ مُرتكماً
والبحـر ملتطمـاً والليـل مقتربـا
أمضـَى شـبا منـك أدهـى منك صاعقة
أجـدَى يمينـاً وأدنـى منـك مطلبـا
وكـاد يحكيـك صـوب الغيـث منسكبا
لـو كـان طلق المحيَّا يُمطر الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت
والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
يـا مَـن يـراه ملـوك الأرض فـوقهم
كمـا يـرون علـى أبراجهـا الشُّهبا
لا تكــذبَنَّ فخيــر القــول أصـْدقه
ولا تهــابنَّ فـي أمثالهـا العَربـا
فمـا السـموءَلُ عهـداً والخليل قِرى
ولا ابـن سـُعدى ندى والشنفري غلبا
مـن الأميـر بمعشـار إذا اقتسـموا
مـآثر المجـد فمـا أسـلفوا نَهَبـا
ولا ابـن حُجـر ولا الـذبيان يعشرني
والمــازني ولا القيســي منتــدبا
هـــذا لركبتـــه هــذا لرهبتــه
هــذا لرغبتــه هــذا إذا طربــا
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل.أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر.ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380ه فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382ه ولم تكن قد ذاعت شهرته.فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق.ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه.كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.وفاته في هراة مسموماً.وله (ديوان شعر -ط) صغير و(رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و(مقامات -ط)