
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـذا مـن شـام بارقة العذاب
ومنتـه المنـى رشـف الرضـاب
يلاقـي الـدهر مصـفر الحواشي
ويرعـى العيـش مغـبر الجناب
أأن قدح الصبا في الأفق ناراً
تركـت الجفـن مخضـلَّ السـحاب
أأن سـجع الحمـام طربت وجداً
وعادتـك العـوائد مـن رَبـاب
أوجـداً سـرْع هـذا واكتئابـا
حلفــت لتــوكلَن بغيـر نـابِ
ألـم أنـذرك عن طلب الصبايا
ألـم أخـبرك عن نكدِ التصابي
حيـاءك يـا حمـام وبعـضَ هذا
لعـل جميـع ما بك بعض ما بي
فقــدت حمامـة وفقـدتُ ليلـى
وأسـود مثـل خافيـة الغُـرابِ
أليـس الشـيب أغزانـي جيوشاً
فـآبت بالسـبايا مـن شـبابي
أليـس الـدهر غيـر في عذاري
بوفــديه وذلــك مـن مُصـابي
فعللنــي بأعــذب مـن شـرابِ
وأخلفنــي بأكـذب مـن سـرابِ
وقــاريّ القميــص لـه ذمـاء
تقطــع دونــه مهـج الضـَّبابِ
حــذاريّ الجنـاح أرقـت فيـه
لغيــر حــزازة ولغيـر عـابِ
ولمــا أسـمع القاضـي نـداء
وأعجلنـي المثـول عن الجوابِ
حبــاني مـن قريضـك عقـد در
وأســمعني بـه فصـل الخطـابِ
نســيباً لــو تجسـم مجتنـاه
لضــمن حليــة صـدر الكعـاب
ومـدحاً لو يصيب على المساوي
لعــدن مســاعياً وشـك انقلاب
ولفظــاً كنـت أحسـبه شـروداً
تحــاوَلُ دونـه عصـم الهضـاب
ومعنــى كنـت أعهـده نفـوراً
عـن الألبـاب أحـذر مـن غُرابِ
قــواف تُســتطاب إذا أعيـدت
وحســبك مــن معـاد مُسـتطابِ
وليـت نشـيدها وجلـوت منهـا
علـى الأسـماعِ أبكـار النقابِ
وظلـت أذوب في يدها اهتزازاً
وكـدت أشـق مـن طـرب ثيـابي
وصـرت إذا سـردت البيت منها
لفـرطِ العجـب أخرج من إهابي
فظنـك فـي سـواي وتلـك حالي
ووهمـك في الجميعِ وذاك دابي
وكُلفــت الجـواب فقلـت غُنـم
لعمـر أبيـك لم يك في حسابي
ولــولا مـا أؤكـد مـن ذمـامِ
يقــل لـه نشـاطي وانتـدابي
أخا العشرين أنت من المعالي
بمنزلـةِ الْحُسـامِ مـن القرابِ
تراضـعنا معـاً ثـدي الليالي
وذلــك بيننـا رحـم انتسـابِ
فرأيـك فـي مطـالبتي إذا ما
نشــطت فــإنه عيـن الصـوابِ
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل.أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر.ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380ه فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382ه ولم تكن قد ذاعت شهرته.فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق.ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه.كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.وفاته في هراة مسموماً.وله (ديوان شعر -ط) صغير و(رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و(مقامات -ط)