
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــل زورة تَشــفي فُــؤاد مـتيّم
يـا أَهـل مَكّـة وَالحَطيـم وَزَمـزَم
أَو حظـوة بـالجزع وَالخيـف الَّذي
مــا خلتـه يَومـاً تجافـاه فَمـي
أَنّـى أَنـا وَبـذي الحَليفة موردي
وَببانــة الجرعــاء ثـم مخيمـي
أَو بـالحجون وَذي طـوى لـك هجعة
حيـث الهَـوى عـذب لَذيـذ المطعم
يـا هَـل لطرفـي نحـوهم من نجعة
وَلطرفــي الأرق اِنتشــاء النـوم
وَمَـتى أواصـل وَخـد سَيري في كَدا
حَتّـــى أَرى الآمــال ذات تبســم
فَعسـاي أَرمـي مـن مِنـي جمراتها
وأبـرّد الجَمـرات مـن قلـب ظَمـي
هَـل لـي بـذات الأثـل يَوماً مرتع
وَببطــن رامـة مربـع المستسـلم
يـا بارِقـاً قَـد لاحَ لـي من بارِق
بِــاللَه صــافحني بكــف مســلّم
وَإِذا عــبير النـد فـاح وادخـى
فهلــم لـي ريـح الصـبا بتنسـم
بِــاللَه أَدِّ تحيَــتي يــا نسـمة
لأهيـــل ودي مــن محــب مغــرم
وَإِذا مـررت عَلـى ربـا أَم القرى
أَبلـغ لهـم شـَوقي وفـرط تنيمـي
مـا إِن يَطيـب العيش لي حَتّى أَرى
وَبحومــة التَنعيـم صـفو تنعمـي
رقـي لرقـي يـا لُيَيلـى واعطفـي
نُصـب الحَشـا هـدف وَمـا قَـطُّ رُمى
مَـن لـي بـأن احتـل بطـن تهامة
فَيَــروق حـالي بـاطراح المـأثم
يـا هَـل يَطـوف بمضجَعي من طيفها
لَـو كنـت أَحسـب فـي عَديد النوم
واحـرّ قَلـبي لَـم أطـق صَبراً عَلى
لَيلـى وأَنّـى لـي بها في الموسم
كَيـفَ التأسـي واِصـطِباري خـانَني
عَـن جيـدها الحـالي وَبارق معصم
فالصــبر فـانٍ وَالفـؤاد بزفـرة
وَالشــوق بــاق ذو لَهيـب مضـرم
وَلطالمـا اِشـتاق الفـؤاد لطيبة
شـوق العَليل إِلى الدَواء المحكم
كَــم برهَــة قضـيتها فـي لوعـة
ذا عــبرةٍ تَهمــي وَلكـن بالـدم
وَلكــم لَيـال بـت أَرعـى زهرهـا
وَالفكـر سـاه وَالحَشـا فـي مأتم
مـا إِن قطعـت سـوادها وَبياضـها
إِلا بصـــبر طعمـــه كـــالعَلقم
هَـل بعـد لَيلـى لـي مَقام يرتجى
أَم بعـد طيبـةَ بغيـة فـي مغنـم
مَـن لـي بِهـا وَبقبلـة في خالها
وَأَقـول يـا خَضـراء دومي واسلمي
لا أَبتَغــي بَـدلاً بهـا أَبـدا وَلا
أَهلاً يعــــز وَلا ذوات المحـــرم
أَو ليسـت الآمـال قِـدما وَالمنـى
وَعُــرى وثـاق الحـب لَـم تتصـرم
شـط المـزار وَبيننـا حالَ العدا
يــا بغيــتي ومحـلّ ودي الأقـدم
لَيلـى أَيـا لَيلـى هـبي لي نفحة
تـــدني أقاصــي ودك المتلــوم
قسـماً بهـا لَولا العَوائِق كنت أَوّ
ل واصــل لجنابهــا المســتعظم
ولأهجــرّن الأهــل وَالأَوطــان وال
ملـك العَظيـم بهجـر من لَم يندم
أَبغـي بـذاكَ رضـاء خالقنـا ومن
يَرضـى عليـه فَيـا لـه مـن مكرم
وَرضـاء طـه المُصـطَفى خير الوَرى
مــن خُــصّ بالإِسـرا بليـل مظلـم
علـم الهُدى مسدي النَدى مردي ال
عِدا وَالشرك مسدول الرداء الأسحم
يـا خَير من وطىء الثَرى طرا ومن
هــو أَصـدق المَخلـوق دون تـوهم
انــي مشــوق هــائم بـك مولـع
شـاكي الحَشـا ذا عـبرة وَتحمحـم
يـا نُخبـة الرحمـان يا من نوره
مــن قبــل طينـة آدم المتقـدم
قَلـبي إِلـى أَرجـاء طيبـةَ طـائِر
يَنشــي وَينشــد ســجعه بــترنم
يـا سـر إِيجـاد الوجـود وَرحمـة
للكـــون أَعرابيـــه وَالأَعجَمــي
أَوَ يغلـب الخَوف الرَجاء وَأَنتَ لي
ركــن شــديد عصــمة المستعصـم
يــا صــَفوة المختـار إِنّـي لائذ
بــك مُســتَجير للكَريــم الأَكـرم
ممـا جنـت أَيدي الصبا من جَهلها
وَالنَفـس فـي شـَهواتها كالضـيغم
إِن لَــم تغثــه وَسـيلة بشـَفاعة
تنجيــه أَخـرى مـن عَـذاب جَهنّـم
وَتغثـه فـي دُنياه من مكر العدى
وَتنجّـه مـن كيـد مـن لـم يرحـم
فمـن الَّـذي يَرجـوه عبـدك سـَيدي
ومــن الَّــذي لأسـير ذنـب معـدم
أَنــتَ الَّــذي تَرجـى لكـل ملمـة
ولكشـف مـا أَوهـى قـواي وَأعظمي
أَبلـغ عَبيـدك منـه ما يَرجوه في
الــدارين وانصـره بنصـر مـبرم
واعطـــف عَلــي بهمــة نبويــة
تَجـري القَضاء عَلى المراد الأَعظم
ليتـمّ لـي الترحـال نحـوك آمنا
كَيـد العـدى وَالظـالِم المتظلـم
فَجَميــع خلــق اللَــه أَفجعَهــم
بأَنواع البَوائق وَالعَذاب المؤلم
مـا بـاتَ مِـن ذَنـب عَلى ندم وَلَم
يَقلـــع واكــد فعلــه بتصــمم
وَبَنـوه مـا فـاقوه إِلّا في الخَنا
وَتَسـابَقوا رَكضـاً لنهـب الـدرهم
قَــوم تجمعــتِ المَخــازي فيهـم
فَفعــالهم لا تَرتَضــي مـن مسـلم
لا يَفلَحــوا أَبَـداً لئام أَجمعـوا
وَتواطــأوا عَـن فعـل كـل محـرم
حاشـاك يـا وهـاب يـا قَهّـار يا
ذا البطـش أَن تَرضـى فعـال مذمّم
ويــل لهــم وَلحزبهـم وَلنسـلهم
ولمـن غَـدا لهـم جَميعـاً يَنتَمـي
واجعلهـم هـدف المَنايـا عـاجِلاً
ترميهــم نــوب الزَمـان بأسـهم
يــا رب أن طويــتي طـويت عَلـى
رفــق العِبــاد وبرهـم بـالأنعم
وَكمـا علمـتَ خلوصـها فاِرحَم بِها
ممــا تراجــي سـيل فضـل مفعـم
واِرحَـم عَبيداً لا يَروم الملك إِلّا
للمعــــاد وَزاده المســــتغنم
لـي أَربـع أَرجـوك تنجينـي بِهـا
وَأَفــوق بالإِسـعاد يـوم المغـرم
حبّــي النَـبي وآلـه وَصـفاء بـا
طنـتي وانـي للنَـبي الهادي سَمي
ثــم الصـَلاة عَلـى النَـبي وآلـه
وَصــحابه الغـرّ الكِـرام الأنجـم
مــا أَمّ مشــتاق وأخفـق للحمـى
مــن كــل مغــبر ملــبّ محــرم
محمد بن حسين بن علي تركي أبو عبد الله.أمير تونس، ولد فيها وولاه أبوه بعض الأعمال وبرع في الأدب.ولما قتل أبوه (سنة 1153هـ ) قصد الجزائر، وعاد منها بجيش قاتل به الباشا علي بن محمد وتم له الفوز، فدخل تونس وبويع فيها (سنة 1169 ) وحسنت سيرته، ومات بتونس.له (ديوان شعر ).