
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمــولاي إِن النَفــس لمـا تعـودت
جَميلــك راحَــت بالفَواضـِل تنطـق
إِذا كـانَ فضـل النـاس يُشكر لازما
فشــكرك رَبـي منـه أَولـى وأخلـق
مننــت علينــا بالإِمـارة مرشـدا
فـــدانَ إِلَينــا مغــرب وَمَشــرِق
وَأَلهمتنــا رُشـداً طَريـق صـَوابنا
بعلــم شـَريف زاننـا منـه منطـق
أقمنـا بقـدر الجهـد قائم شرعنا
فترشــيش أَضــحى علمهــا يتـدفق
وَجـرت ذيـول الفخـر عَـن نظرائها
فَلا الشـام يحكيهـا وَمـا هـو جلق
كَــذاك عــراق عرقــت منـه غـرة
وَأَمســى ســديرٌ مبكتــاً وَخورنـق
فَمـا فـي جَميـع الأَرض مصر يفوقها
وَلَيــتَ لَهــا نيـل عليهـا محلّـق
لئن ردنــي ربّــي اليهـا بفضـله
لأجـري لَهـا نَهراً كَما النيل يدفق
أتـونس بعـد الأنـس نالتـك وَحشـة
فســحيّ دموعـاً بـل دمـاً يـترقرق
وَيا أَهلها كَم قَد بلغتم مِن المنى
وَأَيــامكم أَعيــاد وَالأمـن مطلـق
وَخـــولكم بــراً وحســن سياســة
أَميــر حَليــم بالرعيــة مشــفق
لهفـت عَلـى تلـك الديار وَيا لَها
قصــور بهــا حــور وفـرش تنمـق
أَبـي اللَـه أَن تعفـى ديـار أَعزة
وَتــدرس آثــار المَعـالي وَتمحـق
أَيـا رافِعـاً اسمي لكم نصب العَدا
لخفضـــي فعلاً جازِمــاً فتعوّقــوا
وَكَــم نعمــة أَسـبغتها لـي جمـة
فَأَمســَت قُلــوب الحاسـدين تمـزق
وَكَـم مِـن مَفاتيـح فتحـت لَنا بها
حصـين قفـال كَـم لَهـا وَهـي غلّـق
وَكَـم بـارق مـن سـحب عيـن عناية
غَـدا للعـدا بالبيض وَالسمر يرشق
جفــون سـعادات غـدوا يرمقـونني
واركبتنـي متـن العلا فَهـي أَينـق
فخضـت بهـا بحـر المفـاخر سابِحاً
وَظلـتُ بهـا حجـب المَكـارِم أَخـرق
فَشــُكراً لمــا أَوليتنيـه مقـدماً
وَحمـداً أَخيـراً عنـدما الحال ضيق
أمــولاي صـبرني عَلـى مـا قضـيته
فَــإِنّي راض غيــر دَمعــي يســبق
دَهـى عيشـنا المخضـر محمـرّ حادِث
فصــــفر مــــبيض وَســـود أَزرَق
وكـدرّ صـفو الـورد عَـن صَدري فَلَم
يعرنــي ســِوى صـدّ لِصـَدري يحـرّق
عَزيـز ديـار الشـرق صـار غَريبها
بمغربهــا يَرجــو ســعوده تشـرق
ومـن كـانَ مَعروفـاً غَـدا متنكـراً
فَكَيـفَ حَيـاة بعـد مـا زالَ رونـق
إلهــي ظنــوني فيـك حسـن تجمّـل
وَمـا لـي رجـاء غيـر بابـك موثق
فَجـــودك مرجـــوّ لكــلّ كَريهــة
فَحــلّ عِقــالي إِن فضــلك مغــدق
أَيـا راحـم العاصـين إِنّ قلوبنـا
ذوت وغــدت مِمّــا تعـانيه تخفـق
وأكبادنـا قَـد أُصـليتت نار جمرة
فَمــا لمرامــي مـن سـواك محقـق
فَخُـذ لـي بِثـأري مـن عـدوّي فإِنَّه
كفــور ظلـوم فـي مَعاصـيه موبـق
عَلــيَّ عَلا رمحـاً وَيـونس صـار مـا
همـا وابـي شـران وَالفـرع أَسـبق
أَبـوه أَبـىَ فـي الفحـش إِلّا كَبيرة
كَـذا الابـن يـروي عَن أَبيه وَيخرق
عليـك بـه اللهـم فـي قتلـه أَبي
وَعمّـي وَأَرجـو أَن يلاقـي مـا لقوا
عبــادك أَفنـى واسـتباح فروجهـم
وَشـــتت أَطفـــالاً لهــم تتشــوق
وَمــا ذو غنـى إِلّا وجـرّد مـا لـه
فــراح ســواء ذو يَســار ومملـق
وَأَهلـك حرثـاً ثـم نَسـلا وَلَـم يذر
وَلَـم يبـقِ حَتّـى كادَ لَم ينج ملصق
بغوا وَعتوا في الأَرض ظُلماً وَمنكراً
فَقـوم ثمـود مـن منـاهلهم سـُقوا
فَخــذهم إِلَهــي عـاجِلاً غيـر آجِـل
فســجنهم للخلــق منهــم تشــفق
وردّ علينـــا ملكنــا فَعيوننــا
تســح أَسـى إِنسـانها كـاد يَغـرق
ولــمّ شـتات الشـمل عنـد مقرّنـا
فأَرواحنــا مِمّــا عَراهــا تغلـق
وَلَــولا تمنيهــا بقــرب رجوعهـا
بريــح ومــن ريحانهــا تتنشــق
لألـوت بهـا ريـح الهمـوم وَأَذبلت
أَعاصــيرها قَلـب العَليـل فَيصـعق
أَغِثنـا بجـاه المُصـطَفى خير مرسل
نَــبي أَتــى بــالمعجزات مصــدق
وأشــرف مَبعــوث نَحـا نحـو أمـة
غَــدا بعقـود الـدر دينـاً يطـرق
وَبـالآل وَالصـحب الكِـرام ومن غَدا
بــآدابهم طــول المَــدى يتخلـق
وَبالأنبيـا وَالمرسـلين وَبيتك الح
رام وَمــن يرمــي وَيَسـعى وَيحلـق
بكتبــك بــالوَحي المنــزّل كلـه
بتربــة طــه نشــرها لـي يعبـق
وَبالأوليـا وَالصالحين أَولي النُهى
بأســمائك الحُسـنى أَلـوذ وأعلـق
تبلّــغ آمــالي وَتــدني مَقاصـدي
وَتختـم بالحسـنى إِذا الذَنب مغرق
وَأَنهـى مَرامـي حـجّ بَيـت وَزَورَتـي
ضـَريحاً حَـوى نـوراً وَنـورا مخلـق
وَصـلّ عَلـى خيـر الـوَرى كلهم ومن
تنـــزُّل جِبريـــل عليــه محقــق
كَـذا الآل وَالأصـحاب مـا لاح فـاخِتٌ
وَمـا انهـلّ دمـع مـا وشـبب شـيق
محمد بن حسين بن علي تركي أبو عبد الله.أمير تونس، ولد فيها وولاه أبوه بعض الأعمال وبرع في الأدب.ولما قتل أبوه (سنة 1153هـ ) قصد الجزائر، وعاد منها بجيش قاتل به الباشا علي بن محمد وتم له الفوز، فدخل تونس وبويع فيها (سنة 1169 ) وحسنت سيرته، ومات بتونس.له (ديوان شعر ).