
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـيَ الـدنيا وأنـتَ بها خبيرُ
فكَـمْ هَـذَا التَّجـافي والْغُرورُ
تُــدلْي أهْلَهــا بحبـالِ غـدْرٍ
فكــلٌّ فــي حَبَائِلِهــا أَسـيرُ
إلـى كـمْ أنـتَ مُرتكِـنُ إليها
تلـذّ لـكَ المنـازلُ والقصـورُ
وتَضـحكْ مِلْـءَ فيـكَ ولَسْتَ تدري
بمـا يـأتي به اليومُ العسيرُ
وتُصـبحُ لاهيـاً فـي خَفْـضِ عَيـشٍ
تَحــفّ بـكَ الأمـاني والسـّرورُ
وعمـرَكَ كـلّ يـومٍ فـي انْتقاصٍ
تَسـيرُ بـه اللّيـالي والشَهورُ
وأنتَ على شفا النّيرانِ إنْ لَمْ
يُغثـكَ بعفـوهِ الـربّ الغفـورُ
تنبَّـهْ ويـكَ مِـنْ سنةِ التّجافي
ولا تغفـل فقـد جـاء النَّـذيرُ
وشـــمِّر للتَرَحُّــلِ باجْتهــادٍ
فقــد أزفَ الترحُّـل والمسـيرُ
وخـذ حصـناً مـن التقْوى ليومٍ
يقـلَ بـه المـدافعُ والنصـيرُ
ولا تَغْــترْ بالــدُّنيا وحـاذِرْ
فقــد أودَى بِهـا بَشـَرٌ كـثيرُ
فكَـمْ سـارتْ عليهـا مِـن ملوكٍ
كــأنّهمو علهـا لَـمْ يسـيروا
وكـم شـادُوا قصـوراً عاليـاتٍ
فَهَــلْ وســعتْهُمُ إلاّ القبــورُ
فَهَــلْ يغـترّ بالـدّنيا لَـبيبّ
وهَـلْ يصـبو إلى الدنيا بصيرُ
رُويـــدك رُبًّ جبّـــارٍ عنيــدٍ
لــه قلــبٌ غـداةَ غـدٍ كسـيرُ
ومُفتقــر لــه جــاهٌ صــغيرٌ
وقــدرٌ عنــدَ خــالِقهِ كـبيرُ
ورُبّ مؤمِّــــلٍ أمَلاً طــــويلاً
تُخُـرِّمَ دونـه العُمُـرُ القصـيرُ
فـوا أسـفا وهـل يشْفي غَليلي
وينقـعُ غُلّـتي الـدَّمعُ الغزيرُ
ومَـنْ لـي بالـدّموعِ ولي فؤادٌ
تَليـنُ ولـم يَلِـنْ قـطّ الصَخورُ
وكَـمْ خَلـفَ السُّتورِ جَنَيتُ ذنباً
وربُّ العـــرش مُطلِّــعٌ خــبيرُ
ومـا تغني السُّتورُ ولَيْس يَخْفى
عليــهِ مـا تُـواريهِ السـُّتورُ
إلامَ الاغْــترارُ بمَــنْ إليــهِ
لعمْــري كــلُّ كائنــةٍ تصـيرُ
ومـا لـي لا أخـافُ عـذابَ يومٍ
تضـيقُ بـه الحنـاجرُ والصَدورُ
وأتــركُ كـلَّ ذَنـبٍ خـوف نـارٍ
بخَالِقهــا أعــوذُ وأســتجيرُ
ولــي فيـهِ تَعَـالى حُسـْنُ ظَـنٍ
وذَنــبي عِنــدَ رَحْمتِـه يسـيرُ
تعـالى عَـن عَظيم الشكر قدراً
فَمـا مِقْـدارُ مَا يَثني الشكورُ
وقُــدِّسَ عَــنْ وَزيـرٍ أو مُعيـنٍ
فلا وزَرٌ لَــــدَيهِ ولاَ وَزيـــرُ
إلّـه الخلْـقِ عفـواً أنتَ أَدْري
بمـا أُبْـدي وما يُخفِي الضّميرُ
عصـيتُ وتُبـتُ مـن ذَنْـبي وإنّي
إلـى الغُفـران محتـاجٌ فقيـرُ
فـإن تَغْفِـرْ فَفضـْلاً أو تُعـاقبْ
فَعَـدْلاً أيّهـا العَـدْلُ القـديرُ
وحُسـْنُ الظـنّ فيـكَ يـدلُّ أنّـي
إلـى إحْسـانِكَ الضـافي أصـيرُ
وصـَلّ علَـى شـَفيع الخلـق طُرّاً
إذا مـا الخلـق ضمَّهُم النشورُ
وعُـترتِه الهـداة الغُـرّ حقّـاً
جميعـاً مـا تَعـاقبتِ الـدَهورُ
حسن بن علي بن جابر الهبل اليمني.شاعر زيدي عنيف، في شعره جودة ورقة يسمى أمير شعراء اليمن.من أهل صنعاء ولادة ووفاة.أصله من قرية بني هبل هجرة من هجر خولان.له ديوان شعر.