
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا صــَخْرُ إِنْ كُنْــتَ ذا بَـزٍّ تُجَمِّعُـهُ
فَــإِنَّ حَوْلَــكَ فِتْيانــاً لَهُــمْ خِلَــلُ
أَوْ كُنْــتَ ذا صــارِمٍ عَضــْبٍ مَضــارِبُهُ
صــافِي الْحَدِيــدَةِ لا نِكْــسٌ وَلا جَبِــلُ
وَســَمْحَةٍ مِــنْ قِســِيِّ النَّبْــعِ كاتِمَـةٍ
مِثْـــلِ الســَّبِيكَةِ لا نــابٌ وَلا عُطُــلُ
يــا صـَخْرُ فَـاللَّيْثُ يَسـْتَبْقِي عَشـِيرَتَهُ
قُنْيَـةَ ذِي الْمـالِ وَهْـوَ الْحازِمُ الْبَطَلُ
يــا صــَخْرُ تَعْلَــمُ يَوْمـاً أَنَّ مَرْجِعَـهُ
وادِي الصـَّدِيقِ إِذا مـا تَحْـدُهُ الْجُلَـلُ
يــا صـَخْرُ وَيْحَـكَ لِـمْ عَيَّرْتَنِـي نَفَـراً
كــانُوا غَــداةَ صـَباحٍ صـادِقٍ قُتِلُـوا
يــا صــَخْرُ ثُـمَّ سـَعَى إِخْـوانُهُمْ بِهِـمُ
سـَعْياً نَجِيحـاً فَمـا طُلُّـوا وَلا خَمَلُـوا
بِمِنْســـَرٍ مَصـــِعٍ يَهْـــدِي أَوائِلَـــهُ
حـــامِي الْحَقِيقَـــةِ لا وانٍ وَلا وَكَــلُ
مُشـــَمِّرٌ وَلَــهُ فِــي الْكَــفِّ مُحْدَلَــةٌ
وَأَصــْمَعٌ نَصــْلُهُ فِــي الْكَــفِّ مُعْتَـدِلُ
يَكـــادُ يُـــدْرَجُ دَرْجــاً أَنْ يُقَلِّبَــهُ
مَـــسُّ الْأَنامِــلِ صــاتٌ قِــدْحُهُ زَعِــلُ
يــا صــَخْرُ وَرَّادَ مــاءٍ قَـدْ تَمـانَعَهُ
ســَوْمُ الْأَراجِيــلِ حَتَّــى جَمُّــهُ طَحِــلُ
يـا صـَخْرُ جـاءَ لَـهُ مِـنْ غَيْـرِ مَـوْرِدِهِ
بِصــارِمَيْنِ مَعــاً لَــمْ يَثْنِــهِ وَجَــلُ
يـا صـَخْرُ خَضـْخَضَ بِالصـُّفْنِ السَّبِيخَ كَما
خــاضَ الْقِــداحَ قَمِيــرٌ طــامِعٌ خَصـِلُ
يـا صـَخْرُ ثَـمَّ اسـْتَقَى ثُـمَّ اسْتَمَرَّ كَما
يَمْشــِي الســَّبَنْتَى سـَرُوبٌ ظَهْـرُهُ خَضـِلُ
يا صَخرُ هُمْ يَبْعَثُونَ النَّوْحَ مُنْقَطِعَ اللْـ
لَيْــلِ التَّمـامِ كَمـا تُسـَتَوْلَهُ الْعُجُـلُ
فِيهِــمْ طِعــانٌ كَسـَفْعِ النَّـارِ مُشـْعَلَةً
إِذا مَعاشــِرُ فِــي وادِيهِــمُ تُبِلُــوا
تَــاللَّهِ لَــوْ قَـذَفُوا صـَخْراً بِفـاقِرَةٍ
إِذاً لَقِيلَ: أَصـابُوا الْمَيْـلَ فَاعْتَدَلُوا
فَانْبُــلْ بِقَوْمِــكَ إِمَّـا كُنْـتَ حاشـِرَهُمْ
وَكُـــلُّ جـــامِعِ مَحْشــُورٍ لَــهُ نَبَــلُ
كُلُـــوا هَنِيئاً فَــإِنْ أَنْفَقْتُــمُ بَكَلاً
مِمَّـا تُجِيـزُ بَنُـو الرَّمْـداءِ فَابْتَكِلُوا
أَبُو المُثَلَّم الهُذَلِيّ، شاعرٌ جاهليٌّ مِن بَنِي هُذَيْل كان له معَ صَخْرِ الغَيّ مُناقَضاتٌ شعريّةٌ بسببِ قَتْلِ صَخْرِ الغَيِّ جاراً لأَبِي المُثَلَّم. ومعَ ذلك، رثى أَبو المُثَلّم صَخْراً بعد موتِه. يغلبُ على شعرِهِ الحماسةُ والفخر، ولم يصل له سوى بضعة قطع دارت كلّها مع صخرِ الغَيّ، وهي موجودةٌ في ديوان الشّعراء الهذليين.