
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعَرَفْـتَ رَسـْمَ الدَّارِ بِالْحُبْسِ
فَأَجـارِعِ الْعَلَمَيْـنِ فَـالطُّلْسِ
فَـــوَقَفْتَ تَســْأَلُ هامِــداً
كَالْكُحْـلِ بَيْـنَ جـواثِمٍ حُلْـسِ
وَمُثَلَّمـاً رَفَـعَ الْقِيـانُ لَـهُ
عَضـُدَيْهِ حَـوْلَ الْبَيْتِ بِالْفَأْسِ
فَانْهَلَّ دَمْعُكَ فِي الرِّداءِ وَهَلْ
يَبْكِـي الْكَبِيرُ الْأَشْمَطُ الرَّأْسِ
أَفَلا تَناســـَاهُمْ بِذِعْلِبَـــةٍ
حَـرْفٍ مُسـانِدَةِ الْقَـرا جَلْـسِ
أُجُدٍ تَجِلُّ عَنِ الْكَلالِ إِذا اكـْ
تَـنَّ الْجَوازِئُ مِنْ لَظَى الشَّمْسِ
وََكَـأَنَّ رَحْلِـي فَـوْقَ ذِي جُـدَدٍ
بِشــَواهُ وَالْخَـدَّيْنِ كَـالنِّقْسِ
لَهَـقِ السَّراةِ خَلا الْمُرادُ لَهُ
بِصـَرايِمِ الْحَسـَنَيْنِ فَـالْوَعْسِ
حَتَّــى إِذا جَــنَّ الظَّلامُ لَـهُ
راحَــتْ عَلَيْـهِ بِوابِـلٍ رَجْـسِ
فَأَوَى إِلَى أَرْطاةِ مُرْتَكِمِ الـْ
أَنْقـادِ مِـنْ ثَـأَدٍ وَمِـنْ قَرْسِ
فَــأَكَبَّ مُجْتَنِحــاً يُحَفِّرُهــا
بِظُلُـوفِهِ عَـنْ ذِي ثَـرىً يَبِـسِ
حَتَّـى أَضـاءَ الصُّبْحُ وَانْحَسَرَتْ
عَنْــهُ غَمايَــةُ مُظْلِـمٍ دَمْـسِ
وَغَــدا كــأَنَّ بِقَلْبِـهِ وَهَلاً
مِــنْ نَبْـأَةٍ راعَتْـهُ بِـالْأَمْسِ
فَـأَحَسَّ مِـنْ كَثَـبٍ أَخـا قَنَـصٍ
خَلْـقَ الثِّيـابِ مُحالِفَ الْبُؤْسِ
ذا وَفْضــَةٍ يَســْعَى بِضـارِيَةٍ
مِثْـلِ الْقِـداحِ كَوالِـحٍ غُبْـسِ
حَتَّــى إِذا لَحِقَـتْ أَوائِلُهـا
أَوْ كِـدْنَ عُرْقُـوبَيْهِ بِـالنَّهْسِ
بَلَغَــتْ حَفِيظَتُـهُ فَكَـرَّ كَمـا
كَـرَّ الْحَمِـيُّ الْأَنْفِ ذُو الْبَأْسِ
فَقَصــَرْنَ مُزْدَهَــفٌ وَذُو رَمَـقٍ
مُتحــامِلاً بحُشاشــَةِ النَّفْـسِ
وَانْصــاعَ عَرْضـِيّاً كَـأَنَّ بِـهِ
لَمَمـاً مِـنَ الْخُيَلاءِ وَالْفَجْـسِ
فَلَـــرُبَّ فِتيــانٍ صــَبَحْتُهُمُ
مِـنْ عـاتِقٍ صَهْباءَ فِي الْخِرْسِ
عانِيَّـةٍ تُصـْبِي الْحَلِيـمَ إِذا
دارَتْ أَكُـفُّ الْقَـوْمِ بِالْكَـأْسِ
وَمُناجِــدٍ بَطَــلٍ دَبَبْـتُ لَـهُ
تَحْـتَ الْغُبـارِ بطَعْنَـةٍ خَلْـسِ
جَيَّاشــَةٍ تَرْمِــي إِذا سـُبِرَتْ
بِسـِبارِها الْمَسـْمُورِ كَالْقَلْسِ
وَكَـواعِبٍ هِيـفٍ مُخَصـَّرَةِ الــْ
أَبْـدانِ مِـنْ بِيـضٍ وَمِـنْ لُعْسِ
حُـورٍ نَـواعِمَ قَـدْ لَهَوْتُ بِها
وَشـَفَيْتُ مِـنْ لَـذَّاتِها نَفْسـِي
وَجَسـِيمِ هَـمٍّ قَـدْ رَحَلْـتُ لَـهُ
حَتَّــى تَــؤُوبَ بَلِيَّـةً عَنْسـِي
فَفَرَجْـتُ هَمِّـي بِالْعَزِيمَةِ إِنْ
نَ الْعَـزْمَ يَفْـرُجُ غُمَّةَ اللَّبْسِ
وَلَقِيــتُ مِـنْ ثَكَـلٍ وَمَغْبَطَـةٍ
وَالـدَّهْرُ مِـنْ طَلْـقٍ وَمِنْ نَحْسِ
زُهَيْر بن مسعود الضّبيّ، ولقبُهُ "الأعسر"، شاعرٌ جاهليّ من شعراء الفروسية والوصف، لم تذكر المصادر الأدبيّة ترجمةً وافيةً له، لكنّها أشارت إلى كونِه فارساً جاهليّاً، وقد شهد مع قومه يوم "أبضة" حين أغار قومه بنو ضبّة على بني "بحتر" فقتل زهير الحُلَيْس بن وهب وقال فيه شعراً. وقد وُصِفَ زُهَيْرٌ بالأعسر الّذي أَشَلَّ يَدَ زيدِ الفوارس، ويدور شعرُه حول الحرب والفتك والقتال. وهو من معاصري عنترة وزيد الخيل وحاتم الطائي. روى طرفاً من شعرِهِ ابنُ ميمون في كتابه "منتهى الطلب"، كما وثّقَ له أبو تمّام قطعةً من الحماسةِ في "الوحشيّات".