
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلِـفَ السـُهادَ فَلَيلُـهُ كَنَهارِهِ
دَنِــفٌ يُعَــذّبُه هَـواكَ بِنـارِهِ
شـَهِدَت عَلَيـهِ بِـالغَرامِ جُفُونُهُ
وَلِسـانُهُ قَـد لَـجّ فـي إِنكارِهِ
راضـَتهُ لَـوعَتهُ وَضـَمَّرَهُ الهَوى
فَجَـرى فَحازَ السَبقَ في مِضمارِهِ
فَلِأَجــلِ ذَلِــكَ قَلَّـدَتهُ دُمُـوعُهُ
دُرراً وَحَلّاهُ الضــَنى بنُضــارِهِ
قَـد كانَ قَبلُ صَحا وَأَقصَرَ قَلبَهُ
وَاليَـومَ أَقصَرَ فيكَ عَن إِقصارِهِ
كـانَ التَسـَتُّرُ في هَواكَ مُرادَهُ
فَـأَبى عِـذارُكَ غَيرَ خَلعِ عِذارِهِ
فَجَـأَ الفُـؤادَ فِراقُـهُ فَأَطارَهُ
يَـومَ الوَداعِ فَلَم يَعُد لِقَرارِهِ
يُبـدي لِـيَ الإِعراضَ خَوفَ رَقِيبِهِ
وَلَـو اِستَطاعَ لَكنتُ دُونَ خِمارِهِ
يَفدِي المَفارِق لِي وَسابِقَ عَهدِهِ
قَلـبٌ يُطـالبُ مُقلَتَيـهِ بِثـارِهِ
قَلبِـي لَدَيهِ فَلَو هَجَعتُ وَزارَني
طَيـفُ الخَيالِ سَأَلتُ عَن أَخبارِهِ
شـَطَّ المَـزارُ وَحالَ دُونَ لِقائِهِ
أُسـدٌ حَمَتنِـي أَن أَدُورَ بِـدارِهِ
كَيـفَ الوُصـولُ إِلى مَزارِ مُحَجَّبٍ
يُضـحي غُبارُ الخَيلِ مِن أَستارِهِ
إِن حيـلَ ما بَينِي وَبَينَ لِقائِهِ
بِحـذارِ شـِيعَتِهِ وَنَـأي قَـرارِهِ
فَلَقَـد شَمَمتُ المِسكَ مِن أَردانِهِ
وَلَثَمـتُ بَـدرَ التمِّ في أَزرارِهِ
وَتَرَكـتُ مِـن بَرّي بِهِ إِذ زارَني
أَثَـراً مِـن التَقبيلِ في آثارِهِ
لَـم أَنسَ لَيلَةَ بِتُّ وَهُوَ مُنادِمي
أُسـقى بِعَينيـهِ وَكَـأسِ عُقـارِهِ
عـاطيتُهُ الكَأس الرِويَّةِ موهِناً
فَأَضـاءَ جُنحُ اللَيلِ مِن أَنوارِهِ
وَشـَدا فَأَغنـانِي بِحُسـنِ غِنائِهِ
عَـن أَن يُمـدّ يَداً إِلى أَوتارِهِ
فَكَأنَّمـا هـارُوتُ تَحـتَ لِسـانِهِ
يُلقـي عَلَيهِ السِحرَ مِن أَشعارِهِ
مـا زِلـتُ أُصـلِيهِ حَريقَ رَحِيقِهِ
حَتّــى رَمَـت وَجَنـاتُهُ بِشـَرارِهِ
وَبَـدا فُتُورُ السُكرِ في أَجفانِهِ
وَبَلَغـتُ مـا أَمَّلـتُ مِن إِسكارِهِ
فَسـَقَيتُ مِـن شَفَتَيهِ حَرَّ جَوانِحي
وَأَفَقـتُ مِن سُكرِ الهَوى بِخُمارِهِ