
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بكـت عنـد تـوديعي فمـا علم الركب
أذاك ســقيط الطــل أم لؤلـؤ رطـب
وتابعهـــا ســرب وانــي لمخطيــء
نجـوم الـدياجي لا يقـال لهـا سـرب
لئن وقفــت شــمس النهــار ليوشـع
لقـد وقفـت شـمس الهـوى لي والشهب
عقيلـة بيـت المجـد لم ترها الدُجى
ولا لمحتهـا الشـمس وهـي لهـا تـرب
ظُـبى الهنـد ممـا ذبّ عنهـا وانمـا
تلطــف لــي فيهــا بخـدعته الحـب
ســرت وبــروج النيــرات حبابهــا
وقــدّامها مــن كــل خاطفــة قُــبّ
ومــا دخلــت الا المجــرة واديــاً
فليــس لهــا الا باعطائهــا شــرب
مــن الــبيض كافوريــة غيـر لمـةٍ
أبيحـت سـواد المسـك فهـو لها نهب
وبحـرٍ سـوى بحـر الهـوى قـد ركبته
لامــر كلا البحريــن مركبــه صــعب
لـه لجـج خضـر كمـا اخضـرت الربـى
الـى أُخَـرٍ بيـضٍ كمـا ابيضـت الكثب
غريــب علــى جنــبي غـرابٌ نهوضـهُ
بقــادمتي ورقــاء مطلبهــا شــعب
هـوى بيـن عصف الريح والموج مثلما
هـوى بيـن اضـلاع المعنـى بـه قلـب
كــأني قـذى فـي مقلـة وهـو نـاظر
بهـا والمجـاذيف الـتي حولهـا هدب
ولمــا رأت عينــي جنــاب ميــورق
أمنــت وحســب المـرء بغيتـه حسـب
نزلـــت بكـــافورٍ وتــبر وجــوهر
يقـال لهـا الحصباء والرمل والترب
وقلـت المكـان الرحـب أين فقيل لي
ذَرى ناصــر العليــاء أجمعـه رحـب
براحتـــه بحـــر محيـــط مســـخر
يفـاد الغنـى فيـه ولا يـذعر الركب
حـوى قصـبات السـبق عفـوا ولو سَعى
لها البرق خطفا جاء من دونها يكبو
ويرتــاح عنــد الحمـد حـتى كـأنه
وحاشــاه نشــوان يلـذ لـه الشـرب
لـو اسـتمطر النـاس الغمـام بذكره
لقـام علـى الصلد الصفا لهم الخصب
يجــود ولا يكــدى وينــوى فلا ينـي
ويقضــي فلا يفضـي ويمضـي فلا ينبـو
سـألت أخـاه البحـر عنـه فقـال لي
شــقيقيَ الا أنــه البــار العــذب
لنــا ديمتــا مـاء ومـال فـديمتي
تماســـك أحيانــا وديمتــه ســكب
اذا نشـــأت بريــةٌ فلــه النــدى
وان نشــأت بحريــة فلــي الســحب
أحــاجيكم مــا وحـد يجمـع الـورى
ولا مريــةٌ فــي أنــه ذلـك النـدب
أقلــو عليــه مــن ســماع صـفاته
فـــاني لاخشــى ان يــداخله عجــب
غفــرت ذنــوب الـدهر لمـا لقيتـه
ودهــر بــه القـاه ليـس لـه ذنـب
أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة.من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد.وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً.له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة)، و(نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و(سقيط الدرر ولقيط الزهر).