
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تبكــي السـماء بمـزنٍ رائحٍ غـادي
علـى البهاليـل مـن أبنـاء عبـاد
علـى الجبـال الـتي هـدت قواعدها
وكــانت الارض منهــم ذات أوتــاد
والرابيـات عليهـا اليانعـات ذوت
أنوارهــا فغـدت فـي خَفـضِ أوهـاد
عِرِّيســةٌ دخلتهــا النائبـات علـى
أســـاود لهمـــو فيهــا وآســاد
وكعبــة كــانت الامــال تعمرهــا
فــاليوم لا عــاكف فيهـا ولا بـاد
تلـك الرمـاح رمـاح الخـط ثقفهـا
خطـب الزمـان ثقافـاً غيـر معتـاد
والـبيض بيـض الظـبى فلت مضاربها
أيـدي الـردى وثنتهـا دون اغمـاد
لمـا دنـا الـوقت لم تخلف له عدةٌ
وكـــل شـــيء لميقــات وميعــاد
كـم مـن درارى سـعدٍ قـد هوت ووهت
هنــاك مــن درِرِ للمجــد أفــراد
نــورٌ ونــور فهــذا بعـد نعمتـه
ذوي وذا خبــا مــن بعــد ايقـاد
يـا ضـيف أقفـر بيت المكرمات فخذ
فـي ضـم رحلـك واجمـع فضله الزاد
ويـــا مؤمــل واديهــم ليســكنه
خـفّ الفطيـن وجـف الـزرع بالوادي
ضـلت سبيل الندى بابن السبيل فسر
لغيـر قصـد فمـا يهـديك مـن هادي
وأنـت يـا فـارس الخيل التي جعلت
تختــال فــي عـدد منهـم وأعـداد
ألــق السـلاح وخـلّ المشـرفي فقـد
أصـبحت فـي لهـوات الضيغم العادي
مـن يـؤت مـن مـأمن لـم يجده حذر
وقاتــل نفســه مــا أن لــه راد
ومــن يســّد عليــه الضـّر نـاظره
فليــس ينفعــه أن الضــحى بــاد
لا عطــر بعــد عـروس فـي حـديثهم
قـد أقفـر الحـي مـن هند ومن عاد
خــانت أكفهـم الاعضـاد فـانقطعوا
وكيــف تقــوى أكــف دون أعضــاد
غـابت عـن الفلـك الأرضـي أنجمهـم
فليــس للسـعد فيهـم نـور اسـعاد
ويـدلوا غيرنـا قومـاً فنحـن نـرى
تركيـب أرواحنـا فـي غيـر أجسـاد
هـي المقـادير لا تبقـي علـى أحـد
وكـــل ذي نفـــس فيهـــا لآمــاد
وأســوة لهــم فــي غيرهـم حسـنت
فمـــا شـــماتة أعــداء وحســّاد
ان يخلعـوا فبنو العباس قد خلعوا
وقــد خلـت قبـل حمـص أرض بغـداد
نقــول فيهـم وهـم أعلـى برامكـة
فالحـال ذا الحـال إفسـاد كافساد
كــانت أســرتها مـن فضـلها بهـم
مثــل المنــابر أعـواداً بـأعواد
انـا الـى اللَـه فـي أيامهم فلقد
كــانت لنـا مثـل أعـراس وأعيـاد
هــم الشـواهق فيهـا كهـف معتصـم
مثــل الأباطـح فيهـا خصـب مرتـاد
تبــاً لــدنيا أذاقتهـم حوادثهـا
بـرح العـذاب ومـا دانـوا بالحاد
أضــحت مكســرة أرعــاط أســهمهم
واســهم الـدهر فيهـم ذات اقصـاد
ذلـوا وكـانت لهـم في العزّ مرتبةٌ
تحـــط مرتبـــتي عـــادٍ وشــداد
كـانوا ملوكاً ملوك الأرض فانصرفوا
ومــالهم حومــة فيهــا ولا نــاد
حمــوا حريمهــم حـتى اذا غُلبـوا
سـيقوا علـى نسـقٍ فـي حبـل مقتاد
تبـدلوا السـَجن بعـد القصر منزلةٌ
وأحــدقوا بلصــوص عــوض أجنــاد
وأنزلـوا عن متون الشهب واحتملوا
فويــق دهـم لتلـك الخيـل أنـداد
وعيــث فـي كـل طـوق مـن دروعهـم
فصــــيغ منهــــن أغلال لأجيـــاد
وغُيــرت نشــوات اللائذيــن بهــم
بمثــل مـا قصـفوا مـن كـل منـاد
تُـرى نـرى بعـد أن قـامت قيامتهم
مــن يـوم بعـث لهـم فينـا وميلاد
وهـل يكـون لهـم زنـدٌ يُـرى فيـرُى
لنــارهم هبــة مــن بعـد إخمـاد
نســيتُ الاغــداة النهــر كــونهم
فــي المنشــآت كــأموات بألحـاد
والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا
مــن لؤلــؤ طافيـات فـوق أزبـاد
حُــطّ القنــاعُ فلـم تسـتر مخـدرة
ومزقـــت أوجــه تمزيــق أبــراد
تفرقـوا جيـرة مـن بعـدما نشـأوا
أهلاً بأهـــــل وأولادا بـــــأولاد
حــان الــوداع فضـجت كـل صـارخة
وصــارخ مــن مفــداة ومــن فـاد
ســارت سـفائنهم والنـوح يصـحبها
كأنهــا ابـل يحـدو بهـا الحـادي
كم سال في الماء من دمع وكم حملت
تلـك الفظـائع مـن قطعـات أكبـاد
من لي بكم يا بني ماء السماء اذا
مـاء السماء أبى سقيا حشا الصادي
وأيـن ألقـاكم فـي الـروع من فئة
مــدربين علــى الهيجــاء أنجـاد
ومــن يحــقّ لــي الآلاف مــن ذهـب
كأنمــــــــــا أشــــــــــربت
كأنمــا ســكبت فــي جـوف بارقـةٍ
بنــار نــور مــن المريـخ وقّـاد
وايـــن معتمــدٌ نعمــى يقســمها
مرعــــى ومـــاء لـــزوار وروّاد
وايـن يوضـح لـي هـدي الرشيد ضحىً
أجلـو بـه فـي ظلام الغـي ارشـادي
وايــن لــي كنـف المعتـد منزلـةً
علـى احتفـال مـن النعمـى واعداد
مكـــارم ومعــال كنــت بينهمــا
كـــأنني بيــن روضــات وأطــواد
لقــاكم اللــه خيـراً انكـم نفـر
لـم تعرفوا غير فعل الخير من عاد
إن كـان بعـدكم فـي العيش من آرب
فــإن فــي غصــصٍ عيشــي وأنكـاد
أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة.من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد.وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً.له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة)، و(نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و(سقيط الدرر ولقيط الزهر).