
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَفِــدَ الرَحيـلُ وَلَيتَـهُ لَـم يَأفَـدِ
وَاليَــومَ عـاجِلُهُ وَيُعـذَلُ فـي غَـدِ
زَعَمَــت غَنِيَّــةُ أَن اَكثَــرَ لِمَّــتي
شـَيبٌ وَهـانَ بِـذاكَ مـا لَـم تَـزدَدِ
لَمّـا رَأَيـتُ عُربـاً هَجـائِنَ وَسـطَها
مَرِحَـت وَجـالَت فـي الصـُراخِ الأَبعَدِ
وَمَنَحتُهــا قَــولي عَلــى عُرضــِيَّةٍ
عُلُـــطٍ أُداري ضـــِغنَها بِتَـــوَدُّدِ
لَـم تَـدرِ مـا نَسجُ البَرَندَجِ قَبلَها
وَدِراسُ أَعـــــوَصَ دارِسٍ مُتَخَــــدِّدِ
مِمَّــن تَرَبَّبَـهُ النَعيـمُ وَلَـم يَخَـف
عُقُــبَ الكِتـابِ وَلا بَنـاتِ المُسـنَدِ
ثَمِــلٌ رَمَتــهُ المَنجَنـونُ بِسـَهمِها
وَرَمــى بِســَهمٍ جَريمَـةٍ لَـم يَصـطَدِ
أَو هَــل تَرَيـنَ الـدَهرَ عَـرّى مَسـَّهُ
إِلّا عَلــى لَمَــمٍ يَــروحُ وَيَغتَــدي
أَزرى بِوَصـــلِ الحارِثِيَّــةِ أَنَّهــا
تَنـأى وَيَحـدُثُ بَعـضُ مـا لَـم نَعهَدِ
قــالَت لَنـا يَومـاً بِبَطـنِ سـَبوحَةٍ
فــي مَـوكِبٍ زَجِـلِ الهَـواجِرِ مُـبرِدِ
يـا جَـلَّ مـا بَعُـدَت عَلَيـكَ بِلادُنـا
وَطِلابُنــا فَــاِبرُق بِأَرضـِكَ وَاِرعُـدِ
لَــو كُنــتُ بِالطَبسـَينِ أَو بِأُلالَـةٍ
اَو بَـر بَعيـصَ مَـعَ الجِنـانِ الأَسوَدِ
مَلســـى يَمانِيَـــةٌ وَشــَيخٌ هَمَّــةٌ
مُتَقَطِّــعٌ دونَ اليَمــاني المُصــعِدِ
وَجَــرَت لَهـا طَيـرٌ فَيَزجُـر صـاحِبي
وَأَقــولُ هَــذا رائِدٌ لَــم يُحمَــدِ
وَلَقَــد غَــدَوتُ رَأَيَّ أَفتُــنِ دَهـرِهِ
يَرجو الفَتى في العَيشِ ما لَم يَفتَدِ
بِمُقَلِّـــصٍ دَركِ الطَريـــدَةِ مَتنُــهُ
كَصـَفا الخَليقَـةِ بِالفَضـاءِ المُلبِدِ
هَمِــقٌ إِذا رَشــَحَ العِـذارُ بِلَيتِـهِ
وَكَفَــت خَصــائِلُهُ وَكَيــفَ الغَرقَـدِ
يَخــدي بِأَوظِفَــةٍ شــَديدٍ أَســرُها
صــُمِّ الســَنابِكِ لا تَقـي بِالجَدجَـدِ
ذي مَنكِــبٍ رَهــلٍ وَقُصــرى جَأبَــةٍ
وَصــَليفِ أَرعَــنَ يــافِعِ المُتَلَـدَّدِ
حَبِطَــت قُصــَيراه وَســونِدَ ظَهــرُهُ
وَإِذا تَــدافَعَ خِلتَــهُ لَــم يُسـنَدِ
حُـــدِيَت بِحــارِكِهِ قَطــاةُ فَعمَــةٌ
فــي صــَندَلٍ لَهــزٍ وَهــادٍ موفِـدِ
وَحَبَــت لَــهُ أُذُنٌ يُراقِــبُ سـَمعَها
بَصــَرٌ كاصــِيَةِ الشــُجاعِ الأَصــيَدِ
بـــاتَت عَلَيـــهِ لَيلَــةُ عَرشــِيَّةٌ
شــَرِيَت وَبــاتَ إِلـى نَقـاً مُتَهَـدِّدِ
فَبَـــدَرتُهُ عَينــا وَلَــجَّ بِطَرفِــهِ
عَنّـــي لُعاعَـــةُ لَغــوَسٍ مُتَــرَئِّدِ
لَمّــا تَجَلــى غَلَـسُ الظَلامِ صـَبَحتُهُ
ذا مَيعَــةٍ خَرِصــاً كَلَـونِ الفَرقَـدِ
ثُــمَّ اِقتَحَمــتُ مُناجِــداً وَلَزِمتُـهُ
وَفُــؤادُهُ زَجِــلٌ كَعَــزفِ الهُدهُــدِ
نَبَــذَ الجَـؤارَ وَضـَلَّ هِديَـةَ رَوقِـهِ
لضــمّا اِختَلَلـتُ فُـؤادَهُ بِـالمِطرَدِ
وَاِنقَــضَّ مُنســَدِراً كَــأَنَّ إِرانَــهُ
قَبــسٌ تَقَطَّــعَ دونَ كَــفِّ الموقِــدِ
عَمَّرتُــكَ اللَــهُ الجَليــلَ فَـإِنَّني
أَلـوي عَلَيـكَ لَـو أَنَّ لُبَّـكَ يَهتَـدي
هَــل لامَنــي مِــن صـاحِبٍ صـاحَبتُهُ
مِــن حاســِرٍ أَو دارِعٍ أَو مُرتَــدي
هَــل لامَنــي قَــومٌ لِمَوقِـفِ سـائِلٍ
أَو فــي مُخاصـَمَةِ اللَجـوجِ الأَصـيَدِ
عمرو بن أحمر بن العمرَّد الباهلي، أبو الخطاب شاعر مخضرم من بني فَرَّاص، قال ابن الجراح: (شاعر فصيحٌ مقدّم على جميع نظرائه في فنون الشعر وغريبه) (1)ولد ونشأ في نجد ،أدرك الإسلام وأسلم وشارك في الفتوحات مع خالد بن الوليد وكذلك في مغازي الروم . قال أبو الفرج في الأغاني: (وقال أبو الفرج وقال في الإسلام شعراً كثيراً ومدح الخلفاء الذين أدركهم وخالد بن الوليد وكان في جيشه بالشام ولم يلق أبا بكر ومدح عمر فمن دونه إلى عبد الملك بن مروان )ووردت في شعره الفاظ عربية انفرد بذكرها، أحصاها ابن قتيبة في ترجمته في كتابه "الشعر والشعراء" وهي من نفائس التراجم نشرتها لأهميتها في صفحة قصيدته اليائية التي قالها وهو على فراش المرض بعدما تجاوز التسعين، قال ابن قتيبة: (وقد أتى ابن أحمر في شعره بأربعة ألفاظٍ لا تعرف في كلام العرب ثم ذكر الألفاظ وأبياتها ثم قال:(وقال أبو عمرو بن العلاء: كان ابن أحمر في أفصح بقعةٍ من الأرض أهلاً، يذبل والقعاقع، يعني مولده قبل أن ينزل الجزيرة ونواحيها)وفي العمدة لابن رشيق: (وقال ابن أحمر: زهير اشعر الناس) وسماه فيمن نبغ له أخوة من الشعراء قال: (وابن أحمر وأخواه سنان وسيار)وترجم له ابن الجراح في كتابه (من اسمه عمرو من الشعراء" وقد نشرت هذه الترجمة لندرتها في صفحة قصيدته الدالية التي أولها:ضـُمّا وسـادي فإنَّ الليلَ قد برَدا وانّ مَنْ كان يرجو النومَ قد هَجَداولم تنشر هذه القصيدة كاملة في نشرات الموسوعة السابقة.وترجم له البغدادي في خزانة الأدب في شرح الشاهد (460)وفي شرح أدب الكتاب للجواليقي: وأنشد لابن أحمر:تســائل بــابن أحمــر مـن رآه أعــارت عينــه أم لــم تعـاراعمرو بن أحمر من باهلة وهو أحد عوران قيس وهم خمسة شعراء تميم بن أبي بن مقبل والراعي والشماخ وابن أحمر وحميد بن ثور يقول تسائل هذه المرأة عن ابن أحمر أصارت عينه عوراء أم لم تعور(1) وهو عند ابن قتيبة: (عمرو بن أحمر بن فراص، بن معن بن أعصر) وفي تاج العروس: (قال ابن دُرَيْدٍ: فَرَّاصٌ "ككَتّانٍ: أَبُو بَطْنٍ من بَاهِلَةَ". قُلتُ: واسْمُهُ سِنَانٌ، وهو ابْنُ مَعْنِ بنِ مَالِكِ بنِ أَعْصُرَ، وهو مُنَبِّهٌ، وإِخْوَتُهُ أَوْدٌ، وجِئاوَة، وزَيْدٌ، ووَائِلٌ، والحَارِثُ، وحَرْبٌ، وقُتَيْبَةُ وقَعْنَبٌ، قاله ابنُ الكَلْبِيّ) وفي "الفصول والغايات" لأبي العلاء: (العمردان: أحدهما جد ابن أحمر الشاعر الباهلي، هو عمرو ابن أحمر بن العمرد. والعمرد الآخر: الذئب، يقال ذئب عمرد، ويقال: هو الطويل، ويقال هو الذي قد أعيا خبثاً) وهو في الإصابة للحافظ ابن حجر: (عمرو بن الأحمر بن العمرد بن تميم بن ربعة بن حرام الباهلي: أبو الخطاب) وقد نشرت هذه الترجمة لأهميتها في صفحة القطعة:مـتى تطلـب المعروف في غير أهلهتجـد مطلـب المعـروف غيـر يسـير