
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـانَ الشـَبابُ وَأَفنـى ضـِعفَهُ العُمُـرُ
لِلَــــهِ دَرُكَ أَيَّ العَيـــشِ تَنتَظِـــرُ
هَــل أَنـتَ طـالِبُ وِتـرٍ لَسـتَ مُـدرِكَهُ
أَم هَــل لِقَلبِــكَ عَــن أُلّافِــهِ وَطَـرُ
أَم كُنــتَ تَعــرِفُ آيـاتِ فَقَـد جَعَلَـت
أَطلالُ إِلفِـــكَ بِالوَدكـــاءِ تَعتَــذِرُ
أَم لا تَــزالُ تُرَجّــي عيشــَةً أُنُفــاً
لَـم تُـرجَ قَبـلُ وَلَـم يُكتَـب بِها زُبُرُ
يَلحـى عَلـى ذاكَ أَصـحابي فَقُلـتُ لَهُم
ذاكُــم زَمــانٌ وَهَــذا بَعــدَهُ عُصـُرُ
مَــن لِنواعِــجِ تَنــزو فـي أَزِمَّتِهـا
أَم لِتَنـائي حُمـولُ الحَـيِّ قَـد بَكَروا
كَأَنَّهـــا بِنَقــا العَــزّافِ طاوِيَــةٌ
لَمّـا اِنطَـوى بَطنُهـا وَاِخـرَوَّطَ السَفَرُ
مارِيَّــةٌ لُؤلُــؤانُ اللَــونِ أَوَّدَهــا
طَـــلٌّ وَبَنَّــسَ عَنهــا فَرقَــدٌ خَصــِرُ
ظَلَّــت تُماحِــلُ عَنــهُ عَسعَسـاً لِحَمـاً
يَغشـى الضـَرّاءَ خَفِيّـاً دونَـهُ النَظَـرُ
تُربــي لَــهُ وَهـوَ مَسـرورٌ بِغَفلَتِهـا
طَـــوراً وَطَــوراً تَســَنّاهُ فَتَعتَكِــرُ
فــي يَــومِ طَــلٍّ وَأَشــباهٍ وَضـافِيَةٍ
شــَهبا وَثَلــجٍ وَقَطــرٍ وَقعُهــث دِرَرُ
حَتّــى تَنــاهى بِـهِ غَيـثٌ وَلَـجَّ بِهـا
بَهــوٌ تَلاقَــت بِــهِ الآرامُ وَالبَقَــرُ
طــافَت وَســافَت قَليلاً حَــولَ مَرتَعِـهِ
حَتّـى اِنقَضـى مِن تَوالي إِلفِها الوَطَرُ
فَلَـم تَجِـد فـي سـَوادِ اللَيـلِ رائِحَةً
إِلّا ســَماحيقَ مِمّــا أَحــرَزَ العَفَــرُ
ثُـمَّ اِرعَـوَت فـي سَوادِ اللَيلِ وَاِدَّكَرَت
وَقَـــد تَمَــزَّعَ صــادٍ لَحمُــهُ دَفِــرُ
ثُـمَّ اِسـتَمَرَّت كَضـَوءِ البَـرقِ وَاِنفَرَجَت
عَنهـا الشـَقائِقُ مِـن بَهنـانَ وَالضَفِرُ
تَطايَــحَ الطَـلُّ عَـن أَردافِهـا صـُعُدا
كَمــا تَطايَــحَ عَـن ماموسـَةَ الشـَرَرُ
كَأَنَّمــا تِلــكَ لَمّـا أَن دَنَـت أُصـُلاً
مِــن رَحرَحــانَ وَفــي أَعطافِهـا زَوَرُ
حَتّــى إِذا كَرَبَــت وَاللَيـلُ يَطلُبُهـا
أَيـدي الرِكـابِ مِـنَ اللَغبـاءِ تَنحَدِرُ
حَطَّـت وَلَـو عَلِمَـت عِلمـي لَمـا عَزَفَـت
حَتّـــى تَلَيـــنَ واهٍ كَرُّهـــا بَســَرُ
شــَيخٌ شــَموسٌ إِذا مــا عَـزَّ صـاحِبُه
شــَهمٌ وَاِســمَرُ مَحبــوكٌ لَــهُ عُــذُرُ
كَـــأَنَّ وَقعَتَــهُ لَــو ذانَ مِرفَقِهــا
صــَلقُ الصــَفا بِــأَديمِ وَقعُـهُ تِيَـرُ
حَنَّــت قَلوصـي إِلـى بابوسـِها جَزعـاً
فَمــا حَنينُـكَ أَم مـا أَنـتَ وَالـذِكَرُ
إِخالُهـــا ســَمِعَت عَزفــاً فَتَحســَبُهُ
إِهابَــةَ القَســرِ لَيلاً حيــنَ تَنتَشـِرُ
خُبّــي فَلَيــسَ إِلــى عُثمـانَ مُرتَجَـعٌ
إِلّا العَــــداءُ وَإِلّا مَكنَـــحٌ ضـــَرَرُ
وَاِنجـي فَـإِنّي إِخـالُ النـاسَ في نَكَصٍ
وَأَنَّ يَحيــى غِيــاثُ النـاسِ وَالعُصـُرُ
يا يَحيى يا اِبنَ إِمامِ الناسِ أَهلَكَنا
ضـَربُ الجُلـودِ وَعُسـرُ المـالِ وَالحَسَرُ
إِن تَنبُ يا اِبنَ أَبي العاصي بِحاجَتِنا
فَمــــا لِحاجَتِنـــا وِردٌ وَلا صـــَدَرُ
مــا تَـرضَ نَـرضَ وَإِن كَلَّفتَنـا شـَطَطاً
وَمــا كَرِهــتَ فَكُــرهٌ عِنــدَنا قَـذَرُ
نَحـنُ الَّـذينَ إِذا مـا شـِئتَ أَسـمَعَنا
داعٍ فَجِئنـــا لِأَيِّ الأمـــرِ نَـــأتَمِرُ
إِنّــي أَعـوذُ بِمـا عـاذَ النَبِـيُّ بِـهِ
وَبِالخَليفَـــةِ أَن لا تُبَـــلُ العُــذُرُ
مِــن مُـترَفيكُم وَأَصـحابٍ لَنـا مَعَهُـم
لا يَعـــدِلونَ وَلا نَـــأبى فَنَنتَصـــِرُ
فَــإِن تُقِــرَّ عَلَينــا جَــورَ مَظلِمَـةٍ
لَـم تَبـنِ بَيتـاً عَلـى أَمثالِهـا مُضَرُ
لا تَنـسِ يَـومَ أَبـي الـدَرداءِ مَشهَدَنا
وَقَبـــلَ ذَلِــكَ أَيّــامٌ لَنــا أُخَــرُ
مَــن يُمــسِ مِــن آلِ يَحيـى مُغتَبِطـاً
فـي عِصـمَةِ الأَمـرِ ما لَم يَغلِبِ القَدَرُ
وَرّادَةٌ يَــومَ نَعــبِ المَـوتِ رايَتُهُـم
حَتّـى يَفيـءَ إِلَيهـا النَصـرُ وَالظَفَـرُ
مِــن أَهــلِ بَيــتٍ هُـمُ لِلَـهِ خالِصـَةٌ
قَـد صـَعَدوا بِزِمـامِ الأَمـرِ وَاِنحَدَروا
كَــأَنَّهُ صــُبحَ يَسـري القَـومُ لَيلَهُـمُ
مــاضٍ مِــنَ الهِنــدُوانِيّاتِ مُنســَدِرُ
يَعلـو مَعَـدّاً وَيُستَسـقى الغَمـامُ بِـهِ
بَــدَّرٌ تَضـاءَلَ فيـهِ الشـَمسُ وَالقَمَـرُ
هَـل فـي الثَماني مِنَ التِسعينَ مَظلمَةٌ
وَرَبُّهـــا لِكِتـــابِ اللَــهِ مُســتَطِرُ
يَكســــونَهُم أَصـــبَحِيّاتٍ مُحَدرَجَـــةً
إِنَّ الشـُيوخَ إِذا مـا أوجِعـوا ضَجِروا
حَتّــى يَطيبــوا لَهُـم نَفسـاً عَلانِيَّـةً
عَـنِ القِلاصِ الَّـتي مِـن دونِهـا مَكَروا
لَســنا بِأَجسـادِ عـادٍ فـي طَبائِعِنـا
لا نَــألَمُ الشـَرَّ حَتّـى يَـألَمَ الحَجَـرُ
وَلا نَصـــارى عَلَينــا جِزيَــةٌ نُســُكٌ
وَلا يَهـــودُ طَغامــاً دينُهُــم هَــدَرُ
إِن نَحــنُ إِلّا أُنــاسٌ أَهــلُ ســائِمَةٍ
مــا إِن لَنـا دونَهـا حَـرثٌ وَلا غُـرَرُ
مَلّـــوا البِلادَ وَمَلَّتهُــم وَأَحرَقَهُــم
ظُلـمُ السـَعادَةِ وَبـادَ الماءُ وَالشَجَرُ
إِن لا تُـــدارِكهُمُ تُصــبِح مَنــازِلُهُم
قَفـراً تَـبيضُ عَلـى أَرجائِهـا الحُمـرُ
أَدرِك نِســاءً وَشــيباً لا قَـرارَ لَهُـم
إِن لَـم يَكُـن لَـكَ فيما قَد لَقَوا غِيَرُ
إِنَّ العِيــابَ الَّــتي يُخفـونَ مَشـرَجَةٌ
فيهـا البَيـانُ وَيُلـوى دونَـكَ الخَبَرُ
فَــاِبعَث إِلَيهِــم فَحاسـِبهُم مَحاسـَبَةً
لا تَخَــف عَينــق عَلـى عَيـنٍ وَلا أَثَـرُ
وَلا تَقـــولَنَّ زَهــواً مــا تُخَيِّرُنــي
لَـم يَـترُكِ الشَيبُ لي زَهواً وَلا العَوَرُ
سـائِلهُمُ حَيـثُ يُبـدي اللَـهُ عَـورَتَهُم
هَــل فـي صـُدورِهِم مِـن ظُلمِنـا وَحَـرُ
عمرو بن أحمر بن العمرَّد الباهلي، أبو الخطاب شاعر مخضرم من بني فَرَّاص، قال ابن الجراح: (شاعر فصيحٌ مقدّم على جميع نظرائه في فنون الشعر وغريبه) (1)ولد ونشأ في نجد ،أدرك الإسلام وأسلم وشارك في الفتوحات مع خالد بن الوليد وكذلك في مغازي الروم . قال أبو الفرج في الأغاني: (وقال أبو الفرج وقال في الإسلام شعراً كثيراً ومدح الخلفاء الذين أدركهم وخالد بن الوليد وكان في جيشه بالشام ولم يلق أبا بكر ومدح عمر فمن دونه إلى عبد الملك بن مروان )ووردت في شعره الفاظ عربية انفرد بذكرها، أحصاها ابن قتيبة في ترجمته في كتابه "الشعر والشعراء" وهي من نفائس التراجم نشرتها لأهميتها في صفحة قصيدته اليائية التي قالها وهو على فراش المرض بعدما تجاوز التسعين، قال ابن قتيبة: (وقد أتى ابن أحمر في شعره بأربعة ألفاظٍ لا تعرف في كلام العرب ثم ذكر الألفاظ وأبياتها ثم قال:(وقال أبو عمرو بن العلاء: كان ابن أحمر في أفصح بقعةٍ من الأرض أهلاً، يذبل والقعاقع، يعني مولده قبل أن ينزل الجزيرة ونواحيها)وفي العمدة لابن رشيق: (وقال ابن أحمر: زهير اشعر الناس) وسماه فيمن نبغ له أخوة من الشعراء قال: (وابن أحمر وأخواه سنان وسيار)وترجم له ابن الجراح في كتابه (من اسمه عمرو من الشعراء" وقد نشرت هذه الترجمة لندرتها في صفحة قصيدته الدالية التي أولها:ضـُمّا وسـادي فإنَّ الليلَ قد برَدا وانّ مَنْ كان يرجو النومَ قد هَجَداولم تنشر هذه القصيدة كاملة في نشرات الموسوعة السابقة.وترجم له البغدادي في خزانة الأدب في شرح الشاهد (460)وفي شرح أدب الكتاب للجواليقي: وأنشد لابن أحمر:تســائل بــابن أحمــر مـن رآه أعــارت عينــه أم لــم تعـاراعمرو بن أحمر من باهلة وهو أحد عوران قيس وهم خمسة شعراء تميم بن أبي بن مقبل والراعي والشماخ وابن أحمر وحميد بن ثور يقول تسائل هذه المرأة عن ابن أحمر أصارت عينه عوراء أم لم تعور(1) وهو عند ابن قتيبة: (عمرو بن أحمر بن فراص، بن معن بن أعصر) وفي تاج العروس: (قال ابن دُرَيْدٍ: فَرَّاصٌ "ككَتّانٍ: أَبُو بَطْنٍ من بَاهِلَةَ". قُلتُ: واسْمُهُ سِنَانٌ، وهو ابْنُ مَعْنِ بنِ مَالِكِ بنِ أَعْصُرَ، وهو مُنَبِّهٌ، وإِخْوَتُهُ أَوْدٌ، وجِئاوَة، وزَيْدٌ، ووَائِلٌ، والحَارِثُ، وحَرْبٌ، وقُتَيْبَةُ وقَعْنَبٌ، قاله ابنُ الكَلْبِيّ) وفي "الفصول والغايات" لأبي العلاء: (العمردان: أحدهما جد ابن أحمر الشاعر الباهلي، هو عمرو ابن أحمر بن العمرد. والعمرد الآخر: الذئب، يقال ذئب عمرد، ويقال: هو الطويل، ويقال هو الذي قد أعيا خبثاً) وهو في الإصابة للحافظ ابن حجر: (عمرو بن الأحمر بن العمرد بن تميم بن ربعة بن حرام الباهلي: أبو الخطاب) وقد نشرت هذه الترجمة لأهميتها في صفحة القطعة:مـتى تطلـب المعروف في غير أهلهتجـد مطلـب المعـروف غيـر يسـير