
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَشـائِر السـَعد وافَـت تَرفَـعُ الحجبا
مُنيــرَة فَــاِزدَهَت أَلبابُنــا طَرَبـا
وَمُــذ بَــدَت أَنجُـمَ الاِقبـال طالِعَـة
فـي مَركَـزِ العِـزِّ وَلـى الهَم مُنشَعِبا
وَأَمطَـر الاِنـس رَوضـات القُلـوب وَكَـم
أَنشـا بِهِـن اِرتِياحـاً مـزق الوَصـبا
فَعاطنــا مِـن كُـؤوسِ البِشـر صـافِيَة
إِنّـا وَجَـدنا بِـه الأَحـزانَ صـِرنَ هِبا
حَمــراءُ صــَرفا بِلا مَــزج يَكــدرها
عَتيقَــة دنهــا قَـد أَخلَـقَ الحَقبـا
وَغَننـــا بِحَــديثِ الحُــبِّ تنعِشــنا
فَفيـهِ تِريـاقُ قَلـب بِـالجَوى التهبا
طـابَ الزَمـانُ لَنـا إِذ أَن مـا لَكَتي
مِـن بَعـدِ طولِ الجَفا قَد واصَلت رَغبا
زارَت بِلا عــدة مِنهــا فَعــادَ لَنـا
بَـردُ الشـَبابِ جَديـداً بَعـدَ ما قشبا
فَكـــانَ صـــَفو حَيــاتي لا يَكــدره
صـَرفُ الزَمـانِ الَّـذي قَد عودَ النوبا
وَصـرت أَختـالُ مـا بَيـنَ الوَرى جَذَلاً
حَيثُ الزَمانُ اِرعَوى عَن كُلِّ ما اِرتِكبا
فَليَهننـي العَيش في وَصل الحَبيب وَقَد
زالَ الرَقيــب وَيامــا ظَـل مُرتَقِبـا
فَـاليَوم لا لَـوم قَـد أَدرَكـت مَطلَـبي
وَصــل وَصــفو وَأَمـن وَالشـَباب ربـا
كَــأَن وَقــتي هــذا فــي نَضــارَتِهِ
أَيّـامَ تَزويـج نَجـل المُجتَـبى حَسـبا
السـَيِّد الماجِـد النَدبِ الَّذي اِنحَصَرَت
بِـهِ المَكـارِمُ حَيـثُ اِسـتَغرَقَ الرُتبا
اِبــي عَلــي حسـين مـن رقـا شـَرَفاً
إِلــى مَقــامِ سـَموّاً يَعجَـزُ الشـَهبا
مِــنَ الرَســول تَبَــدّى فَـرعُ دوحَتـه
فَمَـن يُجـاريهِ فـي مَجـد إِذا اِنتَسَبا
عَـن جـودِهِ حَـدَّثَت لِسـن العُفـاة إِذا
مـا أَبصـَرَت أَبحـراً أَو ما رَأَت سُحبا
تَلقـاهُ طَلـق المُحيـا باسـِماً بَهجـاً
يَــومَينِ يَـومَ هيـاج أَو بِيَـوم حبـا
مـا شـابَ بِـالمَنِّ مـا يَسـديهِ مكرمَة
فَلَـو حَبـا الكَون لَم يَعبَأ بِما وَهبا
لَـم يَعـرِف الوَعـدَ فـي مَعروفِهِ أَبَداً
يَجـودُ قَبـلَ يَنيـخ الوافِـد النَجبـا
فَســَل بَنــي عـامِر كَعبـاً وَمُنتَفِقـاً
وَســل رَبيعَـة عَنـهُ تَلـقَ خَيـرَ نَبـا
ذو هِمَّــة قَصــرت عَــن بَعضـِها همـم
مِـنَ المُلـوكِ ذَوي العَصـرِ الَّذي ذَهَبا
يُقـارِعُ القَـرنَ فـي بَـأس يَـراهُ بِـهِ
عَـــدوه وَهُـــوَ فَــرد جَحفَلاً لَجبــا
إِنَّ العَشــيرَةَ أَضـحَت مِنـهُ فـي عَـدَدِ
جَــم وَلَــو عَـدها نَـزراً إِذا حَسـَبا
فَقَــد يَقــومُ مَقـام الجَيـشِ واحِـدَه
وَلَيلَـة القَـدر كانَت في البَها حَقبا
أَضـحى بِـهِ الجـار فـي عِـز وَفي دعة
وَلَـو تَراكَـمَ وَقـع الخَطبِ ما اِكتَربا
إِذا التَجــا بِجِمــاهُ طــامِع وَجَــل
يَســره الأَمـن وَاِسـتيفاء مـا طَلَبـا
مِــن هَمِّـهِ حـوز مـا يـوليه محمـدة
لا ضـم مـن جَمَعَـت فـي ثَغرِها الضَربا
حــازَ المَفــاخِرَ وَالأَســبابَ شـاهِدَة
بِالجِــدِّ وَالجِــدِّ موروثـا وَمُكتَسـِبا
كَهــف الأَرامِــل وَالمُستَضـعَفينَ ثَمـا
ل لِليَتـامى لَهُـم في البر فاقَ وجبا
غَـدا رَبيـع أَولـي الحاجات بَحر نَدى
يَــرى الصــَلاةَ صــَلاة فَرضـُها وَجبـا
ســَهل الخَليقَـة بِالمِسـكينِ ذو شـَرس
عَلـى اِمرىـءٍ عَجبُـه قَد أَظهَر العَجَبا
فَيـا أَخـا الفَضـلِ يا مَن لا يَرومُ لَهُ
سـَبقاً بِمِضـمارِ فَضـل مِـن زَكـا حَسبا
يُهنيــكَ عَقـد عَلَـيٍّ إِذ بِـهِ اِنعَقَـدَت
لَــهُ المَسـَرّاتِ وَالإِقبـالِ قَـد صـَحبا
عَقــد أَغَــر غَــدا مَيمــون طـالِعَه
نَجـم السـَعادَة فـي أُفـق العُلا رَقبا
فَبِالرِفــا وَالبَنيــنِ الغُـر غـايَتَه
وَفيـهِ جَمـعُ لِشـَملِ الأَقرِبـا اِقتَرَبـا
ســِر القُلـوبُ فَأَضـحى وَجـه أَربَعهـا
أَبهـى مِـنَ الرَوضِ حَسناً في أَنيقِ رَبى
فَيــا لَـهُ مِـن زَواج طـابَ فَـاِبتَهَجَت
كُـلُّ القُلـوبُ بِـهِ بشـراً نَفى الكُربا
فَهـــذِهِ نِعمَـــة وَالشــُكرُ مُفتَــرَض
لَهـا عَلَينـا وَشـُكرُ اللَـهِ قَـد وَجَبا
وَهــذِهِ غايَــة الآمــالِ قَــد حَصـَلَت
إِذ فـي عَلِـيّ بَلغنـا القَصـد وَالأَربا
عَلَيـكَ يـا عَـم عِنـدَ الحادِثـاتِ بِـهِ
تَجِــدهُ خَيــرُ وَزيـر يَـدفَعُ النَوبـا
فَــأَنتَ عَيــنٌ لِهـذِهِ العَصـرُ وَهَـولَه
كَـف وَبِـالكَفِّ تَكفـى العَيـنُ ما وَصَبا
عَــوّل عَلَيـهِ بِكُـلِّ الأُمـورِ عَـن ثِقَـةٍ
وَاِركِـن إِلـى الـرَأيَ مِنهُ تَلقَهُ عَجَبا
وَلا تَقُــل إِنَّــهُ فـي السـِنِّ ذو صـِغَر
كَــم مِـن صـَغيرٍ لِشـَيخ فـائِقِ أَدَبـا
هـذا مُعـاذ عَـن الهـادي عَلـى يَمـن
بِخَمـس عَشـرَة عامـاً لِلقَضـا اِنتَـدَبا
إِنّـا نَـرى الرُشـدَ يَبـدو مِن مَخايِلَه
فـي المَهدِ وَاليُمنِ مَع آدابِهِ اِصطَحَبا
مُهَــــذَّب فَطِــــن مُوَفَّــــق يَقِـــظ
يَفـوقُ فـي فَضـلِهِ مَـن قـالَ أَو كَتَبا
أَولاكَ مَــولاكَ مِنــهُ مــا تَســر بِـهِ
وَمِــن بَنيــهِ لُيوثــاً قـادَة نجبـا
وَهــاكَ مِنّــي عَروسـاً كاعِبـاً فَضـلت
أَترابَهــا ذاتَ حُســن لِلنَّهـي سـَلبا
حَــوَت بَــديعَ مَعـان بِالبَيـانِ زَهَـت
تَنســي بَلاغَتِهــا قَســا وَمـا خَطبـا
تَوليـكَ فـي صـَفحاتِ الـدَهرِ حُسنَ ثَنا
يَميــد عَطــف أَخـي فَضـل لَـهُ طَرَبـا
زَفـت اِلَيـكَ وَأَنـتَ الكُفـءُ فـي شـَرَفِ
مِنـكَ القُبـولُ لَهـا مِن خَيرِ ما وَهَبا
تَجــر ذيـل اِختِيـال بِالحَيـا بَـرَزَت
اِلَيــكَ قَــدمتها لا أَبتَغــي نَشــبا
تَــأبى المُــرُوَّةُ وَالآدابُ مِـن خَلقـي
بِــأَن أَكـونَ بِنُظـمِ الشـِعرِ مُكتَسـِبا
لكِــنَّ ســابِقَة الأَيــدي عَلــي لَكُـم
تَسـتَوجِب الشـُكرَ أَعظَـمُ لي بِها سَبَبا
لا زِلـتَ وَاِبنَـكَ فـي عَيـشِ صـَفا لَكُما
بشـهِ الزَمـانُ وَقَـد وَقيتُمـا العَطبا
وَالســَعد مُلـق عَصـاهُ فـي رُبوعِكِمـا
وَنِلتُمـا الأَمَـلَ الأَقصـى كَـذا الطَلَبا
مـا قَهقَه الرَعدُ أَو عَينُ السَحابِ بَكَت
فَجَلَّلَــت لُؤلُــؤاً رَطِبـاً رِيـاضَ قَبـا
عبد الجليل بن ياسين بن إبراهيم بن طه بن خليل الطباطبائي الحسني البصري.شاعر، من أهل البصرة، ولد بها، ورحل إلى (الزبارة) في قطر، فسكنها إلى أن استولى عليها آل سعود، فانتقل إلى البحرين، وظل فيها إلى سنة 1259هـ، ثم استوطن (الكويت) وتوفي بها، له (ديوان عبد الجليل- ط).