
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُشــرى بِفَتـحٍ مُـبين نَيِّـر المَـدَد
بِـهِ أَضـاءَت نَـواحي الملكِ بِالرَّشدِ
فَتـح بِـهِ سـاد أَرجاء العِراق عَلى
كُـلُّ النَـواحي وَأَبـدى بِهجَة البَلَد
أَضـحَت بِـهِ السـُنَّة الغَـرّاء مُشرِقة
بِنـور نُصـرَتِها كَـالعَينِ عَـن رَمَـد
سـَقى العُـداه كُـؤوسَ الـذُلِّ مُترَعَة
فَلَـم يُزالوا سُكارى الوَيلِ وَالكَمَد
وَهَـزَّ عَطـفُ المُـوالي نَيـلَ بَغيَتِـه
فَاِختـالَ بِـالعِزِّ في أَثوابِهِ الجُدُد
فَتَـحَ لَنـا قَرُبتُ أَيدي الكُماةِ جَنى
ثِمــارَهُ وَبِعَــونِ الواحِــدِ الأَحَـد
وَالعِـزُّ مـا اِقتَطَفَـت أَبهى أَزاهِرَه
مِـن بَينِ شَوكِ القَنا بيضِ الظَبابيدِ
وَهكَـذا المَجـدُ مـا أَعلَـت دَعائِمُه
أَنامِــلَ الســُمرِ إِذ مَـدَت بِلا أَوَد
مَـن رامَ يَشـتارُ شَهدَ العِزِّ عَن ثِقَة
فَلا يَمِـــدُّ لَــهُ إِلّا يَــدُ الجِلــد
فَـالعِزُّ سـامي الـذَرى وَعرٌ مَسالِكَه
مَحَــط غــايَتَهُ فــي جَبهَـة الأَسـَد
بِـالحَزمِ وَالهِمَّـة العَلياءِ فازَ بِهِ
لَيـثُ الكِفاح عَلي البُأس ذو المَدَد
هُـوَ الـوَزيرُ الَّـذي تَـأبى مَناقِبَه
عَـن أَن يُحيـطُ بِها الحَسّابُ بِالعَدَد
تَجَمَّعَـت فيـهِ مِـن حُسنِ الشَمائِل ما
تَلقـاهُ فـي حَوزِهـا مِن حَيِّز مُنفَرِد
فَناســَك فاتَــك قَــد رَقَّ حاشــِيَة
قـاسَ عَلـى مَن أَتى بِالجورِ وَالحَسَد
وَأَقـرَبُ النـاسَ مِنـهُ مَنـزِلاً وَعَلـى
أَهلِ التُقى وَالحُجى وَالعِلمُ وَالرُشد
وَحُبِّــهِ لِبَنــي الزَهــراءِ قاطِبَـة
طَبعــاً كَحُــبِّ أَب بِـالطَبعِ لِلوَلَـد
وَقَـد أَضـافَ إِلـى هـذا رِعايَـة ما
فـي لَسـت أَسـأَلَكُم أَجـراً وَلَم أَرِد
مـا زالَ بَـراً شـَفيقاً راحِمـاً بِهِم
يَـرى قَبـول رَجـاهُم أَوثَـق العَـدَد
فـي مَسـلَكِ القَومِ أَهلَ اللّهِ صَحَّ لَهُ
تَمَســُّكٌ بِعَراهِــم مُحكَــم الــزَرَد
حَيثُ اِحتَسى فَاِنتَشى مِن صَفوِ خَمرَتِهِم
كَأسـاً تَـدومُ بِهـا الأَفـراحُ لِلأَبَـد
فَلَـو رَآهُ الجَنيـدُ البِـرُّ سـَرَّ بِـهِ
حَيـثُ اِقتَفـى إِثـرَهُ عَن قَصدِ مُجتَهِد
تَلقـى بِنـاديهِ أَهـلَ الفَضلِ مُحدِقَة
إِحــداقُ هالَــة بَـدر مِنـهُ مُتَّقَـد
يَرتــاحُ اِن عَطــر الآدابِ نــاديهِ
بِكُــلِّ مَعنـى يُحَلّـي السـَمعِ مُتَّحِـد
مِــن كُـلِّ نـادِرَة راقَـت مَصـادِرُها
أَو وَرد شـاهَدَ فَضـلَ قَبـل لَـم يَرِد
وَكَـم لَـهُ مِـن مَزايا قَد أَنافَ بِها
عَلـى الأَكـارِمِ أَهـلُ المُدُن وَالعَمَد
هـذا الـوَزيرُ الَّـذي أَعيَت مَكارِمُهُ
عَن دَركِها مِن إِلى نَهجِ السِباقِ هدي
هـذا الجَـوادُ الَّـذي قَد عَمَّ نائِلُهُ
مَـن أَخلَـصَ الـوُدَّ مِـن دانٍ وَمُبتَعَد
عَـن غَيـرِهِ بِنَـداهُ الوَفدُ نالَ غِنى
وَالـوارِدُ العَـد لا يَحتـاجُ لِلثَّمَـد
إِن كَــفَّ نــوءُ وَلِـيٍّ سـَحب وابِلُـه
أَو لَـم تَكُـن دَجلَـة تَجري إِلى أَمَد
أَغنــى بِمسـبل جَـدوى كَفِّـهِ ذَهَبـاً
عَـن واكِفَ القَطرِ أَو عَن ربَة الزَبَد
فَكَـم فَقيـر أَزالَ العَـدم عَنهُ بِما
أَســدى إِلَيــهِ بِلا مَــنٍّ وَلا نَكَــد
لَــهُ مَواقِــفُ لَيــث دونَ غــابَتِهِ
يَزيـغُ فيهـا فُـؤادُ الباسِلِ الجَلِد
لا يَرهَبُ المَوتَ يَومَ الرَوعِ إِذ سَعرت
نـارُ الـوَغى بِرِمـاحِ الخَطِّ عَن قَصد
يَلقـى المَعـادي بِصـَدرٍ مِنهُ مُنشَرِح
كَــأَنَّهُ لَــم يُشـاهِد صـولَةَ الأَسـَد
رَأَت خَزاعَــةُ مِــن إِقـدامِهِ عَجَبـاً
فَاِختارَت الهَرَبَ المُفضي إِلى البَعد
لَـم يُثنِـهِ زُمـرُ الأَعـداءِ عَـن أَمَل
وَلا مَنيـعُ حُصـونِ اللَيـثِ ذي اللَبَد
يـا رَب شـامِخ حصن لَيسَ يَبلُغُهُ الط
رفُ السـَوِيُّ وَلَـم يَخضـَع إِلـى أَحَـد
رَمـي إِلَيـهِ سـِهامَ النـارِ صـاعِقَة
فَـأَحرَقَتهُ وَكـانَ الفَتـحُ مِنـهُ بَدي
عَـن عَزمِهِ سَل حُصونُ الكَردِ كَيفَ غَدَت
أَخصـاصُ سـَعفٍ وَقَـد جَلَـت فَلَـم تَعُد
وَعَنـهُ سـَل أَهلُ راوَندوز حَيثُ رَأَوا
مِـن فَتكِـهِ فَعـل قَـرم باسـِل حَـرَد
دوق عَفــا عَــن مَسـيئِهِم بِمَقـدِرَة
فَعــادَ كُــلٌّ إِلـى مَرضـاتِهِ فَهَـدي
وَآبَ عَنهُــم بِفَتـحٍ قَـد أُقيـمَ لَـهُ
عِــز يَـديمُ الجـاني عَلـى الكَبِـد
وَعِنــدَما اِشـتاقَ بَغـدادَ لِرُؤيَتِـهِ
شــَوقُ النَبـاتِ لِغَيـثٍ فيـهِ مَطـرد
فـازَت بِـهِ وَسـُروجُ الخَيلِ ما بَرِحَت
عَلــى غَوارِبِهــا مَبرومَـة العِقـد
مَـدّوا عَلى البَصرَةِ الفَيحاءِ بَغيِهِم
لَمّـا رَأَوهـا خَلَـت مِن وافِرِ العَدَد
لِذا تَمطى لَهُم لَيثُ القَراعِ أَخو ال
بَأسِ الشَديدُ عَلى القَدرِ وَذو الصَفَد
فَجَــرَّ جَيشـَينِ مِـن رومٍ وَمِـن عَـرَبِ
كَـالبَحرِ مـاءِ يَجري السَيلُ عَن صَعد
قاسـى بِهِم خَوضُ أَنهارِ الجَزيرَةِ مَع
جَـداوِلَ لَيـسَ يُحصـيها أَخـو العَدَد
عَلى المَذاكي العَرّابِ القَب كُلُّ فَتىً
يَـرى لَـهُ فـي التَلاقـي حَملَةُ الأَسَد
فــي كُـلِّ نَـدبٍ سـَريا مُعـرِقَ وَلَـهُ
آَبــاءُ صــَدقٍ إِبـاءَ عِنـدَ مُضـطَّهَد
هُـمُ الحُماةَ الكماة الصَيدُ مِن عَرب
شـَمُّ الأُنـوفِ كِـرامُ الأَصـلِ وَالوَلَـد
وَمِـن سـُلالَةِ عُثمـانَ المَليـكِ فَهُـم
بَنـو الحُروبَ بِها يَغدونَ في المَهد
وَفــي خِلالِ جُمـوعِ المُسـلِمينَ سـَعَت
مَــدافِعُ لِعَــذابِ الضـَد فـي صـَعَد
لِلنَّقـعِ سـَحبٌ وَلَمـع البَيض بارِقَها
وَلِلمَــدافِعِ رَعــدٌ فــاطِرُ الكَبـد
وَلِلقَنابِــلِ فيهِــم ســوءُ صـاعِقَة
وَلِلبَنــادِقِ فيهِــم صــَيِّبُ البَـرد
وَقَـد أَتـى دارُ أَهـلِ الضِدِّ عَن ثِقَةٍ
بِــاللّهِ ناصـِرُهُ وَالنَصـرُ بِالمَـدَد
وَقَـد تَحَصـَّنَ أَهلوهـا وَقَـد جَزَمـوا
أَنَّ الحُصـونَ لَهُـم تُغنـي مَعَ العَدَد
مِـن كُـلِّ أَوب أَتَـت اِمـدادَهُم عَجَـم
وَمِـن قَبـائِلَ عُـربٍ بـاذِخي العَمـد
فَمُـذ تَبـدى لَهُـم جَيشُ الوَزيرِ ضَحى
سـالَت لَهُـم غـارَةُ شـَعواءُ عَن جَرَد
فَطـاعَنوهُم جُنـودُ الحَـقِّ فَاِنكَشَفوا
عَـن ضـَربِ صَيدٍ يُزيلُ الهامَ عَن حَسَد
وَبَعـدَما أَشـرَقَت شـَمسُ الفُتوحِ عَلى
ظَهـرِ البَسـيطَةِ ضـاءَت غُـرَّةُ البَلَد
فَعـادَ لِلبَصـرَةِ الفَيحـاءَ مالِكَهـا
صـَدرُ الوُزارَةِ حامي المَلِك كَالعَضَد
فَســـُرَّ كُــلَّ أَهاليهــا بِطَلعَتِــهِ
وَنَصـــرِهِ وَلِعِـــزٍّ واســِعِ الأَمَــد
فَيـا مَليكـا لَـهُ دانَ القَبائِلَ مِن
بَنـي مُعَـدّ وَمِـن قَحطـانَ ذي العَدَد
يـا مَـن إِذا نَـزَلَ العاني بِساحَتِهِ
يَلقــى مَنــاهُ بِلا كِــدٍّ وَلا نَكَــد
يُهَنّيــكَ فَتــحٌ وَنَصــرُ لا يُفـارِقَهُ
عِــزٌّ مَديــدٌ وَتَأييـدٌ مِـنَ الصـَمَد
فَاِشـكُر لِمَـولى حَباكَ النَصرُ يانِعَة
ثِمــارَهُ مُشـتَهى الجـاني بِلا كَمَـد
وَالشـُكرُ مِنـكَ بِسـاطُ العَدلِ تَنشُرُهُ
عَلـى الرَعِيَّـةِ كَـي يُفضوا إِلى رَغَد
فـي حـالِهِم كُن كَما تَرجو الهَك أَن
يَكــونَ مِنـكَ بِحـال وافِـر المَـدَد
فَـالمَرءُ يُجـزى بِما يُأتِيَهُ صَح بِذا
كَمـا تَـدينُ تُـدانُ اليَـومَ أَو بَعد
وَحـاذِرن دَعـوَةَ المَظلـومِ إِن لَهـا
مَسـرى إِلـى اللّـهِ تَـأتيهِ بِلا بَعد
وَاِنظُر فَهذي البِلاطُ اليَومَ قَد فَنِيَت
أَخنـى عَلَيهـا الَّذي أَخنى عَلى لَبد
فَاِسـتَبِق مِنـكَ بِهـا آثـارَ مُحَمَّـدَة
تَخلُـد الـذِكر فيهـا سـائِرَ الأَبَـد
وَأَهلَهــا مُضــمَحِل حــالَهُم عَـدماً
فَلَيــسَ مِــن سـَيِّدٍ فيهِـم وَلا لَبَـد
فَكَــفَّ عَنهُـم أَكَـفُّ الظُلـمِ مُرحَمَـة
وَكُـن شـَفيقاً عَلَيهِـم راحِمـاً وَجِـد
هـذي النَصـيحَةُ لِلَّـهِ العَلِـيِّ أَتَـت
مِـن خـالِصِ الوُدِّ لا يَرجو سِوى الأَحَد
وَهـاكَ مِنّـي رَداحـاً كاعِبـاً فَضـَلتَ
أَترابَهــا بِرَشـيقِ القَـد وَالميـد
تَنمـى إِلى فِرعِ أَبناءَ البَتولِ بِلا
ميــن وَفَخــر وَلا دَعــوى بِلا سـَنَد
تَـأبى لِغَيـرِكَ أَن تَهـدي مَحاسـِنَها
وَأَنـتَ كُفـءٌ لَهـا يـا خَيـرُ مُلتَحِد
لا زِلـتَ ذا رُتبَـة عُليـا وَلا بَرِحَـت
لَــكَ المَسـَرَّةُ فـي عِـزٍّ وَفـي رَشـَد
مـا أَضـحَكَ الرَوضُ هامي وَدق غادية
وَقـامَ فـي زَهـرِهِ مِـن طـائِرٍ غـرد
عبد الجليل بن ياسين بن إبراهيم بن طه بن خليل الطباطبائي الحسني البصري.شاعر، من أهل البصرة، ولد بها، ورحل إلى (الزبارة) في قطر، فسكنها إلى أن استولى عليها آل سعود، فانتقل إلى البحرين، وظل فيها إلى سنة 1259هـ، ثم استوطن (الكويت) وتوفي بها، له (ديوان عبد الجليل- ط).