
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا فاضـِلاً ملـكَ القَريـضِ بِطَبعِـهِ
وَغَـدا عَلـى حُسـنِ النِثـارِ مُؤمِرا
إِنّـي وَقَفـتُ عَلـى نِظامِـكَ فَاِنجَلى
عِنـدي بِـهِ صـُبحَ البَلاغَـةِ مُسـفِرا
يُزهيــهِ طَبــعُ فارِســِيٌّ راقٍ فـي
عَرَبـي سـلك حـادَ عِنـدَ الشـَنفَرى
وَلَقَـد جَنـى طَرفـي بِهـار رِياضـَه
وَرَأَيـتُ ذِكـري جـاءَ فيهـا مُزهِرا
فَجَـزاكَ رَبُّـكَ خَيـرُ مـا جـازى بِهِ
عَبــداً يُبــادِرُ لِلجَميـلِ مَبكِـرا
وَعَلِمــتُ سـُؤلَكَ أَن أَرى مُتَغاضـِياً
عَـن بَعـضِ حَقّـي إِذ أَتـى مُستَكثِرا
فَعَجِبـتُ مِنـكَ وَقَـد طَلَبـتُ تَغاضِياً
مِنّـي بَعـضُ حَقّـي إِذ أَتى مُستَكثِراً
أَو لَيــسَ مـالي كُلُّـهُ قَـد حُزتُـهُ
عَنّـي وَقَـد عَوَّضـتَني عَنـهُ المَـرا
فَجَحَـدتُهُ طـوراً بِزُعمِـكَ ضـاعَ فـي
مِصــرَ وَشــام أَو مَنـازِلَ قَيصـَرا
وَجَحَـدتُ طـوراً قيمَـةُ المُبتاعِ لي
مِنــهُ وطـوراً قُلـتُ دَعـهُ أَشـطُرا
وَتَقــولُ بَعَنيــهِ بِــأَبخَسُ قيمَـة
طــوراً وَسـاوَمَني وَكيـلَ الإِشـتَرا
وَرَجِعـتُ فـي طَلَـبِ التَغاضي بَعدَما
أَمضـَيتُ فـي هـذا التَقَلُّـبَ أَعصُرا
هــذا خُطوطُــكَ شــاهِداتٌ بِالَّـذي
حَرَّرتَــهُ مـا قُلـتُ إِفكـاً مُفتَـرى
كَــم حالَـة مِـن حـالِهِ حـاوَلَتني
فـي قَطـعِ مـالي عامِـداً مُتَهَـوِّراً
إِنّـي اِئتَمَنتُـكَ مُحسـِناً ظَنّـي بِكُم
إِذ كُنـتُ أَحسـِبُكَ النَجيـبُ الأَطهَرا
فَــدَفَعتَني عَنــهُ بِمَحــضِ خِيانَـة
وَلَهـا وَثَبـتُ وُثـوبَ آسـادِ الشَرى
فَبِـأَيِّ شـَيىءٍ سـاغَ مَنـعُ أَمـانَتي
مِــن غَيـرِ جُـرمٍ لا وَلا سـَبَبٍ جَـرى
هَـل كـانَ حُسـنُ الظَـنِّ فيـكَ ضَلالَةً
وَالـذَنبُ فيـهِ موبِـقُ لَـن يَغفِـرا
أَم أَنَّنــي أَخطَــأتُ فـي تَحسـينِهِ
بِـكَ حَيـثُ كُنـتُ بِسـوءِ ظَـن أَجدرا
أَم ذا جَــزاؤُكَ لِلمُجِــدِّ بِســَعيِهِ
لَـكَ كَـي تَنـالُ بِذاكَ رِبحاً أَوفَرا
وَيُــرَدُّ مالِـكٌ سـالِماً عَـن مُربِـح
جَــم مُبــادَرَة فَأَحســَنُ مَصــدَرا
أَم لا تُفَــرِّقُ فــي أَداءِ أَمانَــة
وَخِيانَـة فيهـا فَتَـأَتي المُنكَـرا
أَم هَـل تَساوى عِندَهُ العَرضُ النَقي
وَكُــلُّ فِعــلٍ قَـد أَتـى مُسـتَقذِرا
إِذ هَمُّـكَ الـدُنيا وَجَمـعُ حُطامِهـا
مِـن أَيِّ وَجـهِ كـانَ سـَهلاً أَوعَـرا
وَبِـأَيِّ وَجـهٍ أَنـتَ تَلقـى اللّهَ مِن
هـذي الوُجـوهُ فَكُـن بِهـا مُتَخَيِّرا
كَـم قُلـتَ لـي مَل عَن مَقالِكَ أَوَّلاً
لِأَكـونَ مِثلُـكَ في التَقليبِ وَالمَرا
وَاللّــهُ يَـأبى ذاكَ لـي وَرَسـولَهُ
وَالـدينُ وَالشيمُ الَّتي عَلَّت الذَرى
وَأَقــولُ مـالي غَيـرُ قـول واحِـد
مــا كُنــتُ عَمّـا قُلتُـهُ مُتَـأَخِّرا
أَعــطِ الأَمانَــةِ رَبَّهـا بِتَمامِهـا
إِن كُنــتَ تَخشـى عارِهـا وَالإِزدَرا
وَجَميـعِ مالِـكَ خُـذهُ بَعـدَ أَدائِها
أَصــلاً وَرِبحــاً كــامِلاً مُسـتَوفِرا
هـــذا مَقـــالي أَوَّلاً وَعَقيبِـــهِ
وَبِــهِ أَديـنُ وَغَيـرَ هـذا يمتَـري
فَــاِنظُر فَـأَيُّ مُقالَتَينـا تَرتَضـى
عِنـدَ التَحـاكم إِن أَتَينـا مَحضَرا
حـاوَلَت بِـالنَثرِ اِقتِطـاعُ أَمانَتي
مُتَقَلِّبــاً فــي كُـلِّ وَجـهٍ أَغبَـرا
ثُـمَّ اِنثَنَيـتُ إِلى النِظامِ مُخادِعاً
فَـوَقَعتُ فـي شـِركِ فَـرم لَكَ مَظهَرا
إِنّــي ســَأَبعَثُها نُــوازِعُ شـَرَّداً
تَسـم اللَئيـم بِكُـلِّ فاضـِحَة تُـرى
تَطـوي بِهـا الرُكبـانُ كُـلَّ تَنوفَة
وَبِهـا تَخـوضُ السـُفُنَ مِنّا الأَبحُرا
أَوَلَيـسَ أَشـعاري بِهـا تَسـعى إِلى
أَقصى الدِيارُ فَسَل بِها مَن قَد دَرى
هِنـداً عمانـا وَالحِجـازُ وَنَجِـدُهُم
يُمنـاً وَشـاماً وَالعِـراقُ وَتَسـَتُّرا
فَذَوو الكَمالِ إِذا اِحتَسَوا أَقداحاً
مــادوا كَـأَنَّهُم تَعـاطوا مُسـكِرا
وَبِهـا العَذارى في الخُدورِ تَرَنَّمَت
وَبِهـا مُنادِمَـة السـَميرُ وَمَن سَرى
وَإِذا أَرَدتُ ســَلامَة مِــن لَــذعِها
وَيَعـودُ وَجـهُ الـوُدِّ فينـا نَيِّـرا
فَـاِبعَث إِلَـيَّ جَميـعَ حَقّـي كـامِلاً
كَـي لا يَـراكَ اللّـهُ فيـهِ مُقَصـِّرا
وَاللّـهُ لا يَخفـى عَلـى مَـولاكَ مـا
قَـد أَبطَـنَ المَملوكِ أَو ما أَظهَرا
وَأَخـو المُروءَةِ وَالدِيانَةِ وَالتُقى
مَـن صـانَ دينـاً وَاِتَّقى ما يزدَرى
لا خَيـرَ فـي مـالٍ تُعـابُ بِـهِ وَإِن
تَبعَـث نَـدِمت إِذا أَتَيـتَ المَحشِرا
لَــم يَـقِ مـالٌ بِالوَقاحَـةِ جَمعُـهُ
أَو بِالخِيانَـةِ وَالـدَناءَةِ وَالمَرا
فَــاِحفَظ لِعِرضــِكَ ذمــة مَرعِيــة
وَمِـنَ الوُجـوبِ لَهـا بِأَن لا تَخفِرا
مـا اِعتـاضَ ذو مـالٌ أَضاعَ لِكَسبِهِ
دينـاً وَعِرضـاً ما الثريا كَالثَرى
وَالمــالُ إِمّــا حــادِثٌ أَو وارِث
يَــأتي عَلَيـهِ فَلا أَجِـدُكَ الأَخسـَرا
وَاِختَـر لِكَسـبِ المـالِ وَجهاً طَيِّباً
وَاِغنَـم بِمالِكَ حُسنَ ذِكرٍ في الوَرى
وَاِعلَــم بِأَنَّــكَ مَيِّــتٌ فَمحاســِب
فَاِعـدد جَواباً في الحِسابِ لِتَعذُرا
وَإِلَيــكَ مِنّــي نُصــحَ حُـرٍّ صـادِقٍ
وَمِـنَ التَجـارُبِ لَـم يَزَل مُستَبصِراً
فَاِقبَـل نَصـيحَتِهِ تَقُدكَ إِلى الهُدى
وَتَنَـل بِهـا عِـزّاً وَرِبحـاً أَوفَـرا
وَاللّـهُ مَـولى الصالِحينَ وَمَن يَكُن
مَــولاهُ حـازَ سـَعادَة لَـن تَحصـُرا
وَإِلــى إِمــامِ المُتَّقيـنَ نَبِيِّنـا
أَهــدي صــَلاتي وَالسـَلامُ الأَعطَـرا
وَالآلُ وَالاِصـــحابُ طَــرّاً مــاحِلا
صـَدَقَ المَقـالُ وَخـابَ رَب الإِفتِـرا
عبد الجليل بن ياسين بن إبراهيم بن طه بن خليل الطباطبائي الحسني البصري.شاعر، من أهل البصرة، ولد بها، ورحل إلى (الزبارة) في قطر، فسكنها إلى أن استولى عليها آل سعود، فانتقل إلى البحرين، وظل فيها إلى سنة 1259هـ، ثم استوطن (الكويت) وتوفي بها، له (ديوان عبد الجليل- ط).