
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحسـَن جَنـى الحَمـدُ تَغنَم لِذَّة العُمرِ
وَذاكَ فـــي بــاهِرِ الأَخلاقِ وَالســيرِ
هَـمُّ الفَـتى الماجِـدِ الغَطريفِ مُكرَمَة
يَضـوعُ نـادي المَلا مِـن نَشرِها العُطرِ
وَحِليَـةُ المَـرءِ فـي كَسبِ المَحامِدِ لا
فـي نُظُـمِ عَقـدِ مِـن العِقيانِ وَالدُرَرِ
تَكسـو المَحامِـدَ وَجـهَ المَرءِ بَهجَتَها
كَما اِكتَسى الزَهوُ زَهرَ الرَوضِ بِالمَطَرِ
يَخلُــدُ الــذَكَرَ حَمــدٌ طـابَ مَنشـَؤُهُ
وَلَيـسَ بَمحـو المَزايـا سـالِفَ العَصرِ
تَمَيَّـزَ النـاسُ بِالفَضـلِ المُـبينِ كَما
تَمَيَّــزا بَينَهُــم فـي خِلقَـةِ الصـورِ
بِقَـــدرِ مَعرِفَــة الإِنســانِ قيمَتُــهُ
وَبِالفَضـائِلِ كـانَ الفَـرقُ فـي البَشَرِ
مـا الفَضـلُ فـي بـزة تَزهو بَرَونَقِها
وَأَيُّ فَضـــلٍ لإِبريـــزِ عَلـــى مَــدر
وَإِنَّمــا الفَضـلُ فـي عِلـمٍ وَفـي أَدَبِ
وَفــي مَكــارِمَ تَجلــو صـِدقَ مُفتَخَـرِ
فَلا تُســــاوي بِــــأَخلاقِ مُهَذَّبَــــة
أَخلاقُ ســوءٍ أَتَـت مِـن سـارِحِ البَقَـرِ
وَخُـذ بِمَنهَـجِ مِـن يَعصـي هَـواهُ وَقَـد
أَطـاعَ أَهـلَ الحُجـى فـي كُـلِّ مُـؤتَمَرِ
إِنَّ الهَـوى يُفسـِدُ العَقلَ السَليمَ وَمِن
يَعـصِ الهَـوى عـاشَ في أَمنٍ مِنَ الضَرَرِ
وَجاهِــدَ النَفــسِ فـي غَـيٍّ تَلـم بِـهِ
كَيلا تُماثِـــلُ نَــذلا غَيــرَ مُعتَبَــرِ
وَفـــي مُعاشــَرَةَ الأَنــذالِ منقِصــَة
بِهــا يَعُــمُّ الصـَدا مِـرآةَ ذي فِكـرِ
وَلَيـسَ يَبلُـغَ كَنـه المَجـدِ غَيـرَ فَتى
يَـرى اِكتِسـابَ المَعـالي خَيـرَ مَتجَـرِ
إِنَّ الكَريـمَ يَـرى حَمـلَ المَشـَقَّةِ فـي
نَيـلِ العُلـى مِن لَذيذِ العَيشَ فَاِصطَبَر
فَالصـَبرُ عَـونُ الفَـتى فيمـا تَجشـمه
إِنَّ الســِيادَةَ نَهــجٌ ظــاهِرُ الـوَعرِ
وَأَفضــَلُ الصــَبرَ صــَبرٌ عَــن مَهيئَة
مِـنَ المَعاصـي لِخَـوفِ اللّـهِ فَـاِنزَجَر
وَاِصـبِر عَلـى نَصـَب الطاعاتِ تَحظَ بِما
أَمَلتَــهُ مِــن عَظيـمِ الصـَفحِ مُغتَفَـرُ
نيـف وَسـَبعونَ مِـن آي الكِتـابِ أَتَـت
فـي الصـَبرِ فَاِعمَل بِها طوبى لِمُصطَبِرِ
وَعِـــش مُحَلّـــى بِــأَخلاقٍ مَحاســِنُها
تَجلــى عَلـى أَوجُـهَ الأَيّـامِ كَـالغُرَرِ
ديــن بِــهِ عِصــمَة مِـن كُـلِّ فاحِشـَة
وَكُــلُّ مـا اِسـطَعتَ مِـن بِـرٍّ فَلا تَـذَر
إِنَّ العَفــافَ حِمـى لِلنَسـلِ صـُنهُ بِـهِ
إِذا أَضـَعتَ الحِمـى يَرعـاهُ كُـلُّ جَـري
قَـد جـاءَ عَفـوا تَعَفـنَّ النِسـاءَ وَفي
مِثقــالِ خَيــرٍ فَشــَر أَفصـِح النَـذرِ
وَمِـن جَمـالِ الفَـتى صِدقُ العَفافِ فَكُن
بِــهِ مُحَلّــى خَليقـاً مُنتَهـى العُمـرِ
وَاِلـزَم فَـوائِدَ تَقـوى اللّهِ تُعَلُّ بِها
إِنّــي ســَأَورِدُها عَـن مُحكَـمِ الزبـرِ
فَبِــالتُقى مَخــرَجٌ مِــن كُـلِّ حادِثَـةٍ
وَالحِفـظُ مِـن صـَولَةِ الأَعدا مَعَ الظَفرِ
وَالــرِزقُ فــي دعـة بِالحـل مُقتَـرَن
وَحُســنُ عاقِبَــةٍ فــي خَيــرِ مُــدَّخَرِ
وَجــاءَ نــوراً بِــهِ تَمشـي وَمَغفِـرَة
مِــنَ الــذُنوبِ وَمُنجـاةِ مِـنَ الحَـذَرِ
بِـهِ البَشـارَةِ فـي الـدُنيا وَضـرتَها
بِــهِ النَجـاةُ مِـنَ الأَهـوالِ وَالشـَرر
وَرَحمَــةُ اللّـهِ تَغشـى المُتَّقـي وَلَـهُ
قُبـــولُهُ وَلَــهُ الإِكــرامُ فَــاِعتَبِر
وَبِــالتُقى تَغنَــمُ الإِصـلاحُ فـي عَمَـلِ
وَتَســـتَفيدُ بِـــهِ عِلمــاً بِلا ســَهَرِ
وَنَفــعُ ذلِــكَ لا يُحصــى لَــهُ عَــدَدُ
وَنَــصُّ ذلِــكَ فــي آيِ الكِتـابِ قُـري
وَخَيـرُ مـا يَقتَنـي الإِنسـانُ إِن كَرُمَت
أَخلاقَــهُ وَاِســتَفادَت رِقَّــةُ الســَحرِ
وَمِــن مَكارِمِهــا عَشــرٌ عَلَيـكَ بِهـا
فَإِنَّهــا حِكَــمُ تُــروى عَــنِ الأَثَــرِ
صــِدقُ الحَـديثِ فَلا تَعـدُل بِـهِ خلقـا
تَبلُـغُ مِـن المَجـدِ أَنهى باذِخَ السُرَرِ
وَكُـن خَليقـاً بِصـِدقِ البُـأسِ يَومَ وَغى
فَشـَر عَيـبَ الفَـتى بِـالجُبنِ وَالخـورِ
أَجِـب مُنـادي العُلا فـي خَـوضِ غِمرَتِها
فَــالعِزُّ تَحــتِ ظِلالِ الـبيضِ وَالسـُمرِ
بِالصــَبرِ يُكتَســَبُ المِقـدامُ نُصـرَتَهُ
وَيَلبَــسُ الضــِد مِنــهُ ثَـوبَ مُنـذَعِر
لا يُــدَنِيَنَّ لَــكَ الإِقــدامُ مِـن أَجـلِ
يَكفــي حِراســَتَهُ مُســتَأخِرَ القَــدَرِ
وَاِحـرِص عَلـى عَمَـلِ المَعـروفِ مُجتَهِدا
فَـــإِنَّ ذلِــكَ أَرجــى كُــلَّ مُنتَظِــرِ
وَلَيــسَ مِــن حالَـةٍ تَبقـى كَهَيئَتِهـا
فَـاِغنَم زَمـانَ الصَفا خَوفاً مِنَ الكَدر
وَلا يَضــيعَ وَإِن طــالَ الزَمــانُ بِـهِ
مَعــروف مُستَبصــِر أُنـثى أَوِ الـذِكر
إِن لَــم تُصـادِف لَـهُ أَهلاً فَـأَنتَ إِذاً
كُــن أَهلَــهُ وَاِصـطَنِعهُ غَيـرَ مُقتَصـِرِ
أَغِـث بِإِمكانِـكَ المَلهـوفَ حَيـثُ أَتـى
بِالكَسـرِ فَـاللّهُ يَرعـى حـالَ مُنكَسـِرِ
وَكــافِئَنَّ ذَوي المَعـروفِ مـا صـَنَعوا
إِنَّ الصـــَنائِعَ بِــالأَحرارِ كَــالمَطَرِ
فَلا تَكُــن سـَبخاً لَـم يَجِـد مـا طَـره
وَكُــن كَـرَوضٍ أَتـى بِـالزَهرِ وَالثَمـرِ
وَاِذكُـر صـَنيعَةَ حُـرٍّ حـازَ عَنـكَ غِنـى
وَقَـــد تَقاضــَيتَهُ فــي زي مُفتَقَــرِ
وَاِحفَــظ ذِمــامَ صـَديقٍ كُنـتَ تَـألَفَهُ
وَذِمَّـةَ الجـارِ صـُنها عَـن يَـدِ الغَيرِ
واصــِل أَخــا رَحــمٍ تَكســَبُ مَـوَدَّتَهُ
وَفــي الخُطــوبِ تَـراهُ خَيـرَ مُنتَصـِرِ
وَوَصــلِهِ قَـد يَجُـرُّ الوَصـلَ فـي عَقـبِ
وَقَــد يَــزادُ بِـهِ فـي مُـدَّةِ العُمـرِ
وَجِــد عَلــى ســائِلٍ وافــى بِـذلته
وَلَــو بِشــَيءٍ قَليـلَ النَفـعِ مُحتَقَـرُ
وَاِحفَــظ أَمانَـةَ مَـن أَبـدى سـَريرَتِهِ
مــالاً وَحــالاً لِحُسـنِ الظَـنِّ وَالنَظَـرِ
وَاِقـرِ الضـُيوفَ وَكُـن عَبـداً لِخِدمَتِهِم
وَهَــش بِــش وَلا تَبحَــث عَــنِ السـَفَرِ
وَبــادَرَنَّ اِلَيهِــم بِالَّـذي اِقتَرَحـوا
عَــن طيــبِ نَفــسٍ بِلا مِــن وَلا كَـدر
وَخُـض بِهِـم فـي فُنـونَ يَأنَسـونَ بِهـا
مِـن كُـلِّ مـا طـابَ لِلأَسماعِ في السمر
لِكُــلِّ قَـومٍ مَقـامٌ فـي الخِطـابِ فَلا
تَجعَــل مُفاوَضــَةَ الأَعــرابِ كَالحَضـرِ
وَاِعـرِف حُقوقَ ذَوي الهَيئاتِ إِذ وَرَدوا
وَلِلصــَعاليكِ فَاِحــذَر حالَـةَ الضـَجرِ
وَاِلـزَم لَـدى الأَكـلِ آدابـاً سَأَورِدُها
تَعِـش حَميـدَ المَسـاعي عِنـدَ كُـلَّ سري
كُــن أَنــتَ أَوَّل بـادٍ بِاِمتِـدادِ يَـد
إِلــى الطَعـامِ وَسـَمِّ اللّـهَ وَاِبتَـدِر
وَاِشــرَع بَأَصــفى حَـديثٍ ذي مُناسـَبَة
بِــالزادِ أُنســا وَتَرغيبـاً بِلا هَـذرِ
لا تُـــأَثِّرَنَّ بِشـــَيءٍ لَـــذَّ مَطمَعَــهُ
نَفسـاً وَلا وَلَـداً فَالضـَيفُ فيـهِ حَـري
وَكُــن إِذا قـامَ كُـلُّ القَـومِ آخِرَهُـم
وَغُـض عَـن مَـدِّ أَيـدي القَـومِ بِالبَصرِ
وَمَــن أَقامَــكَ أَهلا لِلضــِّيافَةِ قُــم
بِشــُكرِهِ وَاِســتَزِد إِنعــامَ مُقتَــدِر
وَرَأسُ مــا ذَكَرنــاهُ الحَيــاءَ فَكُـن
مِــنَ الحَيـاءِ بِـأَوفى بـاهِرَ الحِـبرِ
لا ديــنَ إِلّا لِمَـن كـانَ الحَيـاءُ لَـهُ
أَلفــــي فَيَســـمو كُـــلَّ مُســـتَتِرِ
فَاِسـتَحي مِـن خـالِقٍ يَرعـاكَ فـي مَلَأٍ
وَفــي خَلاءٍ وَكُــن مِنــهُ عَلــى حَـذَرِ
وَالعاقِـلُ تَـدرِكُ غايـاتُ الكَمالِ كَما
بِــهِ تَمَيَّــزَ بَيــنَ النَفـعِ وَالضـَرَرِ
لَـولاهُ لَـم نَعـرِف اللّـهَ الكَريمَ وَلا
نَمتـازُ يَومـاً عَـنِ الأَنعامِ في الفِطر
فَاِسـتَعمِلِ العَقـلَ فـي كُلِّ الأُمورِ وَلا
تَكُــن كَحــاطِبِ لَيــلٍ أَعمَـش البَصـَر
دَليــلُ عَقـلِ الفَـتى بـادي مُروءَتِـهِ
فَمَــن تَجَنَّبَهــا فَالعَقـلُ مِنـهُ بَـري
عــاري المُــروءَةِ نَكــس لاخلاقِ لَــهُ
وَذو المُــروءَةِ مَحبـوب إِلـى البَشـَر
أَخـو المُـروءَةِ يأبى أَن يَرد ذَوي ال
آمــالِ عَـن فَضـلِهِ فـي حـالِ مُنكَسـِر
وَالجـودُ أَشـرَفُ مـا تَسمو الرِجالُ بِهِ
وَقَــد يَنــالُ بِــهِ مُسـتَجمِع الفَخـر
وَبِالسـَخاءِ لِحِفـظِ النِعمَـةِ اِعتَمَـدوا
يـا حَبَّـذا عَمـل بِـالحِفظِ صـارَ حـري
لا يَصــلح الـدينُ إِلّا بِالسـَخا وَأَتـى
إِنَّ الســَخاءَ مِــنَ الإيمـانِ فَـاِعتَبِر
وَالجـودُ مِـن شـَجَرِ الجنـاتِ فَاِحظَ بِهِ
وَخُــذ بِغُصـنٍ أَتـى مِـن ذلِـكَ الشـَجَر
يُحِــبُّ مَــولاكَ حُسـنَ الخُلـقِ مُقتَرِنـا
بِـالجودِ لَـم يُبقِيـا لِلـذَّنبِ مِن أَثَر
إِنَّ الســـَخي حَـــبيبٌ لِلإِلـــهِ لَــهُ
قُـربٌ مِـنَ اللّـهِ هـذا جاءَ في الخَبَر
وَلا تَـــرِح بِلَئيـــم ســَرَح عارِضــَة
تَــرِد فــي ظَمَـأ مِـن حافَّـةِ النَهـرِ
وَلا تَغُرَّنَّـــكَ مِنـــهُ طــولَ مَكنَتِــهِ
حَلفـــاءُ عـــار بِلا ظِــل وَلا ثَمَــر
بَـذلُ النَفيـسِ عَلـى نَفسُ الخَسيسِ عَنا
فِعــلُ الجَميـلِ لَـدَيهِ مـوجب الضـَرَر
وَمَــن يَــؤُم لَئيمــاً عِنــدَ حـاجَتِهِ
يَعُــضُّ كَفَّيــهِ كَالكَســعي وُسـطَ قَـري
فَاِحـذَر طَبـائِعَ أَهـلِ اللُـؤمِ إِن لَهُم
ذَمــاً يَــدورُ مَــعَ الآصـالِ وَالبكـر
وَاِسـلُك سـَبيلَ كِـرامِ أَصـفِياء مَضـوا
بِكُــلِّ حَمــدٍ عَلــى الآفــاقِ مُنتَشـِر
وَاِغنَــم مَكــارِمَ تُبقيهــا مُخَلَّــدَةً
فـي أَلسـُنَ النـاسِ مِن بِدور وَمِن حَضَر
فَخَيــرُ فِعــلِ الفَــتى فِعـلُ يُبلِغُـهُ
مِـنَ المَحامِـدِ مـا يَبقـى عَلـى الأَثَر
فَـالمَرءُ يُفنـى وَيَبقى الذِكرُ مِن حُسنِ
وَمِــن قَبيــحٍ فَخُــذ مـا شـِئتَهُ وَذَر
وَهـــذِهِ حِكَـــمٌ بِالنُصـــحِ كافِلَــة
بِالنَقـلِ جـاءَت وَعَـن مَصـقولَة الفِكر
حَرَّرتَهـــــا لـــــي وَلِلأَولادِ مُنبِئَة
بِكُــلِّ وَصــف حُميــد الــذِكرِ مُـدَّخَر
خُــذها إِلَيـكَ وَلا تَنظُـر إِلـى عَمَلـي
إِنّــي سَأَكشــِفُ عَنّــي وَجــهَ مُعتَـذر
بِــاللّهِ أَحلِــفُ لا أَخشـى بِـهِ حَرَجـاً
وَمَــن تَـألى بِغَيـرِ اللّـهِ فـي خَطَـر
بِــأَنَّ لــي نَفــسُ جَحجـاح تُطـالِبُني
ســَبقا إِلــى شــَرَفٍ عــالٍ بِلا أَشـر
وَهِمَّـتي فـي المَعـالي فَـوقَ مَقـدِرَتي
وَلا أُبــالي بِكَـونِ البـاعِ فـي قَصـرِ
وَإِنَّ أَصــعَبَ مـا يُشـقى الكِـرامَ بِـهِ
جُهـدَ المُقِـلِّ أَنّـى فـي عَـزمٍ مُقتَـدَر
وَالــدَهرُ فــي كُـلِّ حُـرٍّ ذو مُغـايَرَة
بِالطَــلِّ يُقنِعُــهُ عَـن واكِـفِ المَطَـر
مـا كُنـتَ مِمَّـن يُراعي في العُلا نَشَباً
وَلَســتُ أَخشــى بِمَجــدٍ حـالَ مُفتَقَـرِ
وَلا اِكتَسـَبتُ مِـنَ الـدُنيا لِقَصـدِ غِنى
أَســمو بِـهِ لا وَلا عَـن بـاعِثِ البَطَـر
وَإِنَّمــا جُــلُّ قَصـدي أَن أُقيـمَ بِهـا
مِـنَ المَكـارِمِ مـا يَخفـي سِنا القَمَر
وَرِثــتُ ذلِــكَ عَــن صــَيدِ غَطارِفَــة
آبــاءُ صـِدقٍ كِـرامِ الـوَردِ وَالصـَدرِ
مِــن كُــلِّ نَــدب جَـوادٍ فاضـِل يَقِـظ
حَليــف جــود بِعِــزٍّ واضــِح الغُـرَر
فَســَل رَبيعَــة سـَل كَعبـاً وَمُنتَفِقـا
عَنهُـم تَجِـد فَضـلَهُم يَسمو عَلى الزَهر
تَوارِثـوا المَجـدَ عَن طه الرَسول وَعَن
أَبــي تُــراب وَعَـن فَهـر وَعَـن مُضـَر
وَإِن لـــي أَمَلاً بِــاللّهِ عَــن ثِقَــة
أَن يَسـبل السـتر فينـا مُـدَّةَ العُمرِ
وَخَيــرَ مـا يُتحِـفُ المَهـدى لِسـَيِّدِنا
أَزكـى الـوَرى صادِقَ الأَسرى وَخَيرُ سَري
جُرثومَـة المَجـد يَنبـوعُ الفَضائِل مَن
يُتلـى لَـهُ المَـدحُ في الآياتِ وَالسُوَر
مُحَمَّــد ســَيِّدِ الرُسـُل الكِـرامِ وَمِـن
إِلَيــهِ كُــلُّ فُخــار غَيــرَ مُنحَصــِر
أَزكـــى صــَلاةٌ وَتَســليم لِنَشــرِهِما
يَفــوحُ عُـرفَ خِتـامِ المَنـدَلِ العطـر
وَالآلِ وَالصــَحبِ مَـن جـاءَت مَكـارِمِهِم
تَفـوقُ عَـد الحَيـا وَالرمـل وَالمُـدَر
مـا حَـنَّ مُشـتاقُ مَجـد أَو عَشـيق مُنى
لِرُبــعِ جــودٍ بِأَهـلِ الفَضـلِ مُعتَمَـر
أَو مـا تَـأَلَّقَ بَـرقٌ فـي الحِمى وَهمى
وَدَقَّ عَلــى حــاجِر مِــن كُـلِّ مُنهَمَـر
عبد الجليل بن ياسين بن إبراهيم بن طه بن خليل الطباطبائي الحسني البصري.شاعر، من أهل البصرة، ولد بها، ورحل إلى (الزبارة) في قطر، فسكنها إلى أن استولى عليها آل سعود، فانتقل إلى البحرين، وظل فيها إلى سنة 1259هـ، ثم استوطن (الكويت) وتوفي بها، له (ديوان عبد الجليل- ط).