
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَشــِّر بِعِــزٍّ قَــد أَضــاءَ مُخَلَّــد
شــَمِلَت بِــهِ الأَفــراحُ كُـلَّ موحَـد
عــزّ رســا كـالطود لمـا أحكمـت
منــه القواعـد عـن بنـان مسـدد
وَبَـدا بِـهِ بَـدرُ الرِياسـَةِ طالِعـاً
فـي مَركَـزِ الإِقبـالِ فَـوقَ الفَرقَـد
ضـاءَت نَـواحي المُلـكِ بَعدَ مَحاقِها
وَاِســتَبدَلَت بَعــدَ العَفـا بِتَجَـدُّد
وَالـدَهرُ فـاءَ إِلـى الوَفاءِ بِعَهدِهِ
بَعــدَ التَماطُـل أَم صـَدق المَوعِـد
مُتَنَصــِّلاً وَقَــد اِســتَقالَ عثــارَه
وَأَتــى بِكُــلِّ مــبرة لَــم تَعهَـد
وَالنَصــرُ أَقبَــلَ بِالهَنـا مُتَكَفِّلاً
وَبِشـامِلِ الفَتـحِ القَريـبِ المُسـعَد
وَالعَيــشُ طــابَ وَأَســفَرَت أَيّـامُهُ
بُلــوغُ غايــاتِ المُنـى وَالمَقصـَد
فَليَهننـا العَيشُ الرَغيدُ وَطالِعُ ال
ســَعدِ المَديــدِ وَنَيـلُ عِـزٍّ سـَرمَد
لا بَــدع إِنَّ الصــَبرَ يَعقِـبُ نُصـرَة
وَبِـهِ يَفـل العَـزمُ جَمـعَ المُعتَـدي
وَبِــهِ الفَـتى يَقضـي لِبـانَتَهُ وَإِن
بَعُـدتَ وَكَـم بَلَـغَ النِهايَـة مُبتَدي
وَالحَــزمُ فـي كُـلِّ الأُمـورِ مُقـارَن
لِلفَـوزُ فـي نَيـلِ المَـرامِ الأَبعَـد
لا مُلــكَ بِــالغَفلاتِ كَـالراعي إِذا
لَـم يَنتَبِـه فَالـذِئبُ مِنـهُ بِمُرصـَد
غَفَلَــت أَميــة فَاِسـتَباحَ فَناءُهـا
عَبـدٌ لَهـا فـي الشـَرقِ غَيـرَ مِسوَدِّ
وَبَنــو عَبيــدٍ إِذ وَهَـت عَزماتُهـا
قـامَ اِبـنُ أَيّـوبٍ وَقـالَ غَيرَ مَسود
وَأَتــى هَلاكــو بِـالفَوادِحِ مَـذرُئي
أَمــر الخَليفَـةِ لَلـوَزيرِ المُلحِـد
وَاللّــهُ بارينــا جَــرَت عـاداتِهِ
فــي كُــلّ طــاغٍ بِــالهَلاكِ مُقَيَّـد
فَاِعــدُدُ لأَمــرِكَ حُسـنَ رَأي مِثلَمـا
تَعتَــدُ فــي يَـومَ اللُقـا بِمَهنَـد
وَالـرَأيُ عِندَ ذَوي البَصائِرِ وَالتُقى
مَــن جَرَّبــوا بِنَصـيحَةِ المُستَرشـِد
لا يَبلُــــغَ الآمـــالِ إِلّا حـــازِم
يَستَوضــِح الإِصــدارُ قَبـلَ المـورِد
مُتَيَقِّظــاً كَالعـادِلِ المُلـكِ الَّـذي
تَعنــو المُلـوكُ لِعَزمِـهِ المُتَوَقِّـد
سـُلطانُنا عَبـدُ المَجيدِ وَمَن لَهُ ال
بَــأسُ الشــَديدُ وَكُـلُّ مُجـد أَتلَـد
حـامي الـذِمارِ غَياثَ داعي الاِنتِصا
ر قَريـرَ عَيـنِ الجـار وَالمُسـتَنجِد
نَجـمُ الهُـدى بَحـرُ النَدى لِما بَدا
أَسـقى العُـدى كَـأسَ الرَدى لِلمَوعِد
مَـولى العَطا زاكي الخَطا إِذا سَطا
مُحِـق الخَطـا مِـن كُـلِّ جـانٍ مُفسـِد
مَلِــكُ شــَأى كُـلَّ المُلـوكِ بِعَزمِـهِ
وَبِمَجـــدِهِ وَبِجـــودِهِ وَالمُحتَـــدِ
مَلِــكٌ حَليــف مَكــارِم لا تَنتَهــي
وَرَضـيعُها مِـن يَـومِ بِـدءِ المَولِـد
مَلِــكٌ تَأَهَّــلَ لِلرِياسـَةِ مُـذ نَشـا
وَأَقــامَ رُكــنَ عَلائِهــا المُتَهَـدِّد
مَلِــكٌ لَــهُ المُلـكَ الأَتَـمُّ وِراثَـة
وَرِياســـَة وَنَجابَــة لَــم تَجحَــد
مَلِــكٌ لَــهُ الأَملاكُ تَبــدو خَضــعاً
وَإِلَيــهِ أَلقــى كُـلُّ قيـل بِاليَـد
مَلِـكٌ لَـهُ الهِمَـم الَّـتي لا تَنتَهـي
عَمّــا يَــرومُ وَلَــو بَشـق الأُسـود
مـا رَدَّهـا عَـدَدُ الجُموعِ وَلا الحُصو
نِ المانِعـاتِ إِذا نَحاهـا المُعتَدي
وَلَــهُ عَــزائِمُ كَالســُيوفِ بَـواتِر
فـي غَيـرِ هامـاتِ العِـدى لَم تَغمَد
بِصـِباهُ قَـد فـاقَ الشـُيوخَ بِرَأيِـهِ
فَكَـــأَنَّهُ دونَ التَجــارُبِ يَهتَــدي
كَــم مـارَقَ أَخـذَ الغُـرورِ بِضـَبعِهِ
فَـــأَحلَهُ فــي مَهيــعِ المُتَصــَدِّد
بِـالبَغيِ رامَ خَفـاءَ مـا هُـوَ ظاهِر
بِـالحَقِّ وَالعَـدلِ العَميـمِ المُسـعَد
أَبفيــهِ يَطفـي شـَمسَ مُلـكٍ أَشـرَقَت
بِالشــَرعِ مِـن سـِت المئيـنِ مُؤَيَّـد
أَو خــانَ بَغـي عِنـدَ جَولَـةِ باطِـل
يَعلــو وَيَســفَل بَــدرُ حَـقٍّ مُسـعَد
وَاللّــهُ يَــأبى ذاكَ ثُــمَّ رَسـولَهُ
وَالمُؤمِنــونَ وَكُــلُّ ذي عَقـلٍ هَـدي
وَالشـَمسُ يُحجبُهـا الغَمـامُ وَنورُها
بــاقٍ بِـهٍ ظَهـرَ البَسـيطَةِ يرتَـدي
وَإِذا ســَحابُ الصـَيفِ أَرهَـبُ رَعـدَهُ
يَومــاً مَضــى وَكَــأَنَّهُ لَـم يَرعَـد
إِنَّ الغُـرورَ يَـذيقُ صـاحِبُهُ الـرَدى
وَالـذُلُّ عاقِبَـةُ الخِيانَـةِ كَـالرَدى
فَأَقــامَ مَولانـا لَـهُ بَـأسَ اِمرىـءٍ
طَــب بِــأَدواءِ الحَــوادِثِ مُهتَـدي
وَلحَربَــه قــادَ القَياصـِرَة الأَلـى
أَلفـوا الـوَغى بِغَـرارِ كُـلَّ مُهَنَّـد
أَجـرى إِلَيـهِ السـُفُنَ كَـالأَعلامِ قَـد
قُــدتُ لَــهُ متـن الخَضـمِ المزبَـد
مَلَأى مَقـــانِبَ كُـــل أَروَع باســِل
نَـــدبَ هَزبَــر بِــالحُروبِ مَعــود
مِــن حَشـوِها الآلاتِ كَـم دَكَّـت بِهـا
شـَمُّ الحُصـونِ وَضـَم قاسـي الجَلمَـد
وَإِلَيـهِ قَـد مَلَأَ الفُجـاج حَجـي فَلا
مِــن كُــلِّ صــَنديد أَغَــرَّ عَطــود
فَـإِذا أَثـارَت مِـن قَسـاطِلِها ضـَحى
أَبصـَرَت عَيـنُ الشـَمسِ عَيـنُ الأَربَـد
حَتّــى إِذا نَزَلـتَ بِسـاحاتِ العِـدى
نَكَصــوا عَلـى الأَعقـابِ كُـلَّ مُشـَرَّد
راحـوا بِـأَثوابِ النَدامَـةِ وَالأَسـى
أَسـَفاً عَلـى مـا فـاتَهُم مِـن مَعهَد
بِالجِــدِّ وَالجِـدِّ العَلِـيِّ وَبِـالظَبي
فَــرّوا كَجافلَــةِ الظِبـاء الشـُرَّد
حـانوا بِطـالِعِ سـَعدِ مَولانـا الَّذي
أَزرى بِكُــــلِّ مَتــــوجٍ وَمَســـود
هــذا الَّـذي وَفّـى الإِمـارَةِ حَقَّهـا
بِفِعـــالِ شـــهمٍ مُســتَماحِ ســَيِّد
فَلَــهُ البَسـالَةُ وَالثَبـاتُ بِمَـوطِنٍ
فيـهِ يَـرى أَسـد الشـَرى كَالقُعـدُد
وَإِذا دَجــا لَيـلُ الخُطـوبِ أَنـارَهُ
بِصـــَباحٍ رَأي بِالصـــَواب مُشــَدَّد
وَبِــهِ اِكتَسـى الإِسـلامُ أَفخَـرَ حِلَّـة
وَبِــهِ أَعَــزَّ اللّــهُ حِــزبَ مُحَمَّـد
لَـولاهُ كـانَ الـدينُ مُنفَصـِم العَرى
إِذ عـادَ مِـن بَعدِ الصَقالَةِ كَالصَدي
طَمَســـَت مَعــالِمُهُ وَأَســَّسَ ضــِدَّها
إِذ لَــم يَكُـن لِحِمـاهُ مِـن مُتَعَهِّـد
نَســَجَت عَلَيـهِ العَنكَبـوتَ ثِيابُهـا
فَكَــأَنَّهُ فيمــا مَضــى لَـم يَعهَـد
حَتّــى تُــدارِكُهُ الإِلـهُ بِمَـن أَتـى
فــي نُصــرَةِ الإِسـلامِ أَعظَـمُ مُنجِـد
فَأَعــادَ بَهجَتَــهُ بِأَحســَنِ رَونَــق
وَعَلَــت عَلَيــهِ نَضــارَةُ المُتَجَـدِّد
وَغَــدا بِـهِ دَيـنُ الرَسـولِ وَحُكمُـهُ
يَعلـو عَلـى هـامِ السـُهى وَالفَرقَدِ
وَبِــهِ أَقــامَ اللّــهُ شـَرعَ نَبِيِّـهِ
بَعــدَ الخُمــولُ لِغَفلَـة المُتفَقِّـد
زالَــت بِــهِ بــدع وَسـود مَنـاكِر
مِنهــا رَأَينـا الـدينُ كَالمُتَهَـدِّد
وَبِـهِ خَـوَت أَركـانُ مرتَكِـبي الخَنا
وَاِشـتَدَّ عَضـَدُ أَخـي التُقى المُتَهَجِّد
هـذا المَليكِ اِبنُ المَليكِ وَمَن تَرى
ذِكــرَ اِسـمُهُ يَحلـو بِمَنبَـرِ مَسـجِدِ
كَـم أَبـرَزَت شـَفَتاهُ مِـن أَجـلِ وَمِن
رِزقٍ يَعُــمُّ المُعتَــدي وَالمُجتَــدي
مَــولى تَرفَــعُ كُمُّــهُ فــي لَثمِـهِ
عَــن كُــلِّ مَلِــكٍ لا فَقيـرٍ يَجتَـدي
غــوث الصــَريخِ غِـاثٌ مَلهـوف بِـهِ
كَـم يُسـتَجارُ مِـنَ الزَمـانِ الأَنكَـدِ
بِالعَـدلِ سـاد فَشـادَ أَبنِيَةَ الثَنا
وَالعَـدلُ داعِيَـة العُلـى وَالسـُؤدُد
وَالعَـدلِ حِصـنُ المَلِـكِ وَهُـوَ عَمودُهُ
وَبِــهِ اِســتَقامَ وَدامَ كَالمُتَأَبِّــدِ
فَبِعَـــدلِهِ أَمنَـــت رَعيتُــهُ الأَذى
وَنَمَــت وَنــالَت كُــلُّ حَــظٍّ أَسـعَدِ
وَبِجـودِهِ الفَيّـاضُ قَـد عَـمَّ الـوَرى
مِـــن كُــلِّ دانٍ أَو قَصــِيٍّ أَبعَــد
إِن كَـــفَّ واكــف مزنــة فَبِكَفِّــهِ
فـي المَحَـلِّ يَـروي كُلُّ ذي فَقرٍ صَدي
بَيــنَ الغَمــامِ وَكَفَّـهُ فَـرقُ فِـذا
بِالمــاءِ جــادَ وَكَفَّــهُ بِالعَسـجَدِ
وَالبَحــرُ لَيـسَ لَـهُ كَفَيـضِ نَـوالِهِ
مــا وارد مَلحــاً كَعَـذبِ المَـورِدِ
يـا طـالِبي المَعـروفَ زوروا قَصرَهُ
تَجِـدوا هِمامـاً بِالمَكـارِمِ مُرتَـدي
ذا كَعبَـةِ المَعـروفِ وَالجـودِ الَّذي
مــا شــَأنَهُ مَـنٌّ عَلـى المُسـتَرفَد
مِـن أَم أَبـوابِ الكَريـمِ يَفِـزُّ بِما
يَرجــوهُ مِـن نَيـلٍ وَفَـوق المَقصـَدِ
مِـن آلِ عُثمـانَ المُلـوكِ الصَيدُ مِن
عَمـروا المَمالِـكِ بِالتُقى وَالسُؤدُدِ
العـادِلينَ الفاتِكينَ الناسِكينَ ال
واهِـــبينَ الراكِعيـــنَ الســـُجَّدِ
وَرَثـوا الفَضـائِلَ كـابِراً عَن كابِرِ
مِــن ســَيِّدٍ عَــن ســَيِّدٍ كَالمُسـنَدِ
وَإِذا سـَطَوا كـانوا ليـوث عَرينَـة
وَإِذا اِمتَطــوا يَعلـونَ كُـلَّ مَسـودِ
وَاِزَّيَّنَــت بِهِــم المَنـابِرُ وَالَسـِرَّ
ةُ والســـُروجُ وَكُــلُّ ذَروَة مُقعَــد
عَرَفـوا المَهيـنَ فَـاِبتَغوا رِضوانُهُ
وَبِشــُكرِهِ جَــدوا كَفِعــلِ المُرشـِدِ
فَحَبــاهُم مـا لَـم تَكُـن عَيـنٌ رَأَت
مِــن مَــدٍّ مَلــكٍ بِــالفَلاحِ مَوطِـدُ
مِنهُـم تَفـرعُ ذو العُلـى سـُلطانَنا
فَــأَتى بِمِثـلِ فِعـالِهِم كَالمُقتَـدي
يـا أَيُّها القَمقامُ وَالمَولى الهِما
مِ الماجِـدِ الضـَرغامِ يا رَيَّ الصَدي
يــا خَيـرُ مَلِـكٍ قَـد أَتَـت أَيّـامُهُ
بِعَظيـــمِ يُمـــنٍ شــامِلٍ مُتَعَــدِّدِ
عَــمَّ السـُرورُ بِـهِ بَنـي طـه كَمـا
زَهـت الصـَفا وَمُنـى وَرُكـنُ المَسجِدِ
يُهنيــكَ مَلِـكٌ قَـد تَحَلّـى بِـالعُلى
وَبِكُــلِّ عِــزٍّ ثــابِتٍ لَــم يَنفُــد
فلـكُ الهَنـا زالَ العَنـا وَتَواتَرَت
نِعَــمُ الإِلــهِ بِكُــلِّ عَــونٍ مُسـعَد
فَاِشــكُر إِلهــاً قَـد أَمَـدَّكَ نَصـرُهُ
وَالنَصــرُ بِالمَـدَدِ الاِلهـي يَبتَـدي
وَالشــكُرُ لِلنعمــاءِ حِصــنٌ مـانِعٌ
صـَنهابه مـا صـانَ مِـن لَـم يَجمَـد
وَاللّـهُ قَـد وَعَـدَ المَزيـدِ بِشـُكرِهِ
وَلإِن شــَكَرتُم قــالَ فَاِشـكُر تَـزدد
وَلِكُــلِّ جِنــسٍ نَــوعٌ شــَكَر خَصــَّه
مــا شــَكَر متجــر كَـذي مُستَحصـد
شــُكرُ الــوُلاةِ بِعَـدلِهِم وَبِرِفقِهِـم
وَالحُكـمُ بِالشـَرعِ الشـَريفِ الأَحمَـدِ
وَبِــأَمرٍ مَعــروفٍ وَنَهــيٍ منــاكِر
فــي اللّـهِ لا يَخشـونَ لَـومَ مفنـد
وَالإِلتِفــات إِلــى الرَعِيَّـة كُلَّهـا
بِتَصـَفُّح الأَحـوالِ عَـن جـورِ الـرَدي
وَالجــور عَـمَّ وَطَـم فـي أَكنافِنـا
وَمَــن اِســتَغاثَ فَلا مَغيــثَ مُهتَـدِ
فَـاِغنَم رِضـا المَولى بِذاكَ تَنَل بِهِ
عِــزّاً وَمُلكــاً لا يُزاحِــمُ ســَرمد
وَإِلَيــكَ مِــن أَبكـارِ فِكـري حُـرَّة
فــاقَت عَلـى كُـلِّ الحسـان الخـرد
صــينَت مَعاطِفُهــا فَلَــم تَلِهايـدٌ
لَيسـَت لَهـا كُفءاً بِسـامي المُحتَـد
بَصــَرِيَّة المَغنــى نَهاهــا والِـد
يُعــزى إِلــى آلِ الرَســولِ مُحَمَّـد
حســـنيّ جـــد لَقَّبــوهُ طباطِبــا
لِلعِلـمِ نَسـَبتُنا كَمـا مِنّـا اِبتَدي
وَنَعــدُ مِـن أَعيـانِ بَلـدَتِنا لَنـا
اِفتاؤُهـــا وَطَريقَـــةِ المُتَعَبَّــد
نَحبــو الضــُيوفَ طَلاقَــة وَبَشاشـَة
وَقُــرىً بِنادينــا عَظيـمُ المَوقِـد
وَنُعِـــدُّ لِلأيتــامِ خَيــرُ كَفالَــة
وَيُـرى بِنـا العـافى كَمُنبَسِطِ اليَدِ
كَــذلِكَ الغُربــاء تَــأوي دورُنـا
مِــن كُــلِّ قُطــرٍ مِنهُـم أَو مُنجِـد
هــذي ســَجايانا وَيَشــهَدُ خـالِقي
مـا كُنـتُ فـي دَعـوايَ أَفّـا كَأردي
جــاءَت إِلَيــكَ تَجـوبُ كُـلَّ تَنوفَـة
وَقُــرى وَمُـدُناً فـي مَجاهِـلِ فَدفـد
قَـد سـاقَها وَحَـدا بِهـا شـَوقٌ إِلى
مَغنـاكَ مُرتَبِـعِ الغَطارِفَـة النَـدي
لَتَنــوبَ عَنّــي بِالتَهـاني عِنـدَما
مَــنّ الكَريــمُ بِنَصــرِكَ المُتَجَـدِّدُ
وَأَتَتــكَ تَحمِـلُ مِـن تَحِيّـاتي شـَذا
مِســكٍ يَضــوعُ بِرحـبِ ذاك المَشـهَدِ
وَتُقيـمُ عَـذري حَيـثُ أَقعَدَني العَيا
لَمّــا نَهَضــتُ إِلـى لِقـائِكَ سـَيِّدي
وَالشـَيبُ آفَـةُ قُـوَّة النَـدبِ الَّـذي
إِن قـامَ فيمـا رامَ قـالَ لَهُ اِقعُد
مــا مَهرُهــا إِلّا القبـولُ وَنَظـرَة
فيهــا مَراحِــمُ ســَيِّدي لِلمُجتَـدي
حَتّــى يَــرى تَجـري لَـه صـَدَقاتكُم
بِفَكــاكِ تَحلـي مِـن مَخـالِبِ مُعتَـدِ
وَبِــذا جَـرَت عـاداتُكُم مِـن سـالِفٍ
فَعَلَتــهُ آبــاءُ المَليــكِ الأَوحَـدِ
كَـم أَطلَقـوا مِـن أَلـفِ باسِق نَخلَة
مِــن كُــلِّ ميــرِيٍّ مُعـافى سـَرمَدي
وَبِــذا فَراميــن بِأَيــدي قَومِنـا
وَدَفــاتِرَ الســُلطانِ سـَلها تَشـهَدُ
لا بــدعَ أَن يَـأتَم سـُلطانُ الـوَرى
بِجِــدودِهِ فَهـوهُ الإِمـامُ المُقتَـدي
فَـاِمنُن بِفَضـلِكَ سـَيِّدي إِنّـي اِمـرؤٌ
قَــد مَسـَّني ضـُرُّ المَظـالِمِ ذَد جَـد
جِد لي وَأَطلِق أَسرَ نَخلي مِن أَذى ال
ســيرى مُعـافىً فَلَـم يَـزَل كَمُئبَـد
وَكَــذلِكَ الصــَدَقاتُ تَجـري دائِمـاً
وَاللّـهُ يَجـزي العَبـدَ عَنها في غَدِ
وَعَــدَ الجَــزا ســُبحانُهُ بِكِتـابِهِ
وَقَـد اِسـتَحالَ عَلَيـهِ خَلـف المَوعِدِ
مِـن خَيـرِ مـا اِدَّخَرَ الفَتى بِزَمانِهِ
ظُلــمٌ يَــزالُ وَرَحمَــةُ المُسـتَرفِدِ
وَاِسـلَم تُعـاطى بِالتَهـاني دائِمـاً
وِبِمُطلَــقِ الأَفــراحِ تُمسـي تَغتَـدي
لا زِلـتِ يـا عَيـنُ الزَمـانِ مُمَتَّعـاً
بِـــرَواقِ عِــزٍّ بِالســُعودِ مُمَــدَّدِ
تَزهـو بِـكَ الدُنيا وَتُثمِرُ يا لَهنا
وَتَـدومُ فـي حَلـل السـَعادَةِ تَرنَدي
يَقضـي بِـأَمرِكَ مَـن تَباعَـدَ أَو دَنا
فــي رَغــدِ عَيـشٍ بِـالنَعيمِ مُخَلَّـدِ
وَالسـَعدُ يَخـدم بـابَ حَضـرَتِكَ الَّتي
هِـــيَ مَــورِدُ الأَملاكِ وَالمُســتَنجِدِ
مــا لاحَ بَــرقٌ أَو هَمـى وَدَقَّ وَمـا
بَلَّغَتنـــي فَضـــلاً وَمَنّــا مَقصــَدِ
عبد الجليل بن ياسين بن إبراهيم بن طه بن خليل الطباطبائي الحسني البصري.شاعر، من أهل البصرة، ولد بها، ورحل إلى (الزبارة) في قطر، فسكنها إلى أن استولى عليها آل سعود، فانتقل إلى البحرين، وظل فيها إلى سنة 1259هـ، ثم استوطن (الكويت) وتوفي بها، له (ديوان عبد الجليل- ط).