
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَهـدي بِكُـم جِيـرَةَ البَطحـاءِ مَوصـول
يـا ناسـِيَ العَهـدِ إِنَّ العَهـدَ مَسؤولُ
أَشـِيمُ بَرقـاً سـَرى مِـن نَحـو رَبعِكُـم
وَفَضــلُ ذَيلـي بَوبـل الـدَمع مَبلـولُ
فَيُلهِـــب الشــَوقُ أَحشــاءً مُرَوَّعــة
مِنّـــي وَلِلشــَوق تَرويــع وَتَهويــلُ
يــا لَيــتَ شـِعريَ وَالأَيّـامُ شـِيمَتُها
تَمَنّـــع وَضـــمير الغَيــب مَجهــولُ
هَــل مِـن وَفـاءٍ بِوَعـدٍ مِـن أَحبَّتنـا
وَالوَعــدُ عِنـدَ حسـان الـدَلّ مَمطـولُ
وَهَـل تَـرَى مُقلَـتي داراً عَهِـدتُ بِهـا
بِيضـــاً يلاحظهـــا ســُمرٌ بَهاليــلُ
ســُقِيتُ حُبَّهُــم قِــدماً عَلــى ظَمــأٍ
فَحُبُّهُــم فــي ضـَمير الـروح مَجبـولُ
يـا حَبَّـذا فـي هَـواهُم مـا غَدَوتُ بِهِ
كَـــأَنَّني طافِــحٌ بِــالراح مَعلــولُ
لا أَجتَلـــي أَحَــداً إِلّا تَمثَّــل لِــي
فــي وَجهِــهِ مِــن أَحِبَّــتي تَماثيـلُ
وَذاكَ أَن قَـد سـَرى فـي الكَـون سِرُّهُم
وَلَيـــسَ أَنّ الهَـــوى زورٌ وَتَخييــلُ
فَوالَّــذي ســَجَدت فــي شـَطر كَعبَتِـهِ
أَهــلُ الخُشــوع لَهُـم ذِكـرٌ وَتَهليـلُ
لَقَـد سـَرى سـَرَيان الـروح فـي جَسَدي
غَرامُهُــم فَأَنــا مِــن ذاك مَتبُــولُ
يــا لائِمـي إِنَّ فَـرطَ الحُـبّ مَعـذِرَتي
وَفِــي الصــَبابَةِ لِـي عِـرقٌ وَتَأصـيلُ
فَكَيـفَ أُصـغِي إِلـى اللّاحين إِن عَذَلوا
فَعــاذِلي المُبتَلــى بِـالحُبّ مَعـذولُ
نَعَــم فَلــي كَبِــدٌ تَهتـاج لَوعَتُهـا
إِذا دَنـا مِـن رَبيـع النُـور تَحليـلُ
شـــَهرٌ تَشــرَّف بِالإِســلام حُــقَّ لَــهُ
بَيــنَ المَواســم تَعظيــمٌ وَتَبجيــلُ
شــَهرٌ تَعــاظَم مَجــداً أَن يَمــاثِله
عِيـــدٌ وَلا زَمَــنٌ بِالفَضــل مَشــمُولُ
شــَهرٌ غَــدا غُــرَّةً فـي كُـلِّ مَكرُمَـة
وَأَيـنَ مِـن غُـرَّةٍ فـي الفَخـر تَحجِيـلُ
فِيــهِ تَكَـوَّنَ كَـونُ الفَضـل وَاِنفَتَحَـت
أَبــوابُهُ وَأَتانــا العــزّ وَالسـُولُ
فِيــهِ تَفجَّــر كُــلُّ الخَيـر مُنبَجِسـاً
عَلــى الخَلائق طَــرّاً فَهــوَ مَبــذُولُ
فِيــهِ البَشــائِرُ قَـد لاحَـت أَشـِعَّتُها
فِيـــهِ تعيَّـــنَ للخَيــرات تَســهيلُ
وَزُخرِفَـــت لِعبـــاد اللَــه جَنَّتُــهُ
وَاِستَبشـــَرَ المَلأُ الأَعلــى وَجبريــلُ
فـي لَيلـة المَولـد الأَسـمى وَسـُحرته
يــا أُمَّـةً سـعِدت بِالمُصـطَفى قُولـوا
قُولوا وَتيهُوا عَلى الأَكوان وَاِفتَخِرُوا
فَقَــولُكُم لِمَكــانِ الصــِدق مَقبــولُ
أَهلاً بِمَولــد خَيــر المُرسـَلين وَمَـن
لَــهُ عَلــى الكُــلّ تَسـييدٌ وَتَمويـلُ
بِمَولـد الصـَفوة الأَعلـى الرَسول إِلى
كُــلّ الوُجــود وَمــا لِلحَـقِّ تَبـديلُ
ســـِرُّ العَــوالم وَالأَرواح عُنصــرُها
مِـن ذكـرهُ فـي قَـديم الـذكر مَنقُولُ
أَلــواحُ مُوســى بـن عمـرانٍ مُبَشـِّرَةٌ
بِبَعثِـــهِ وَبِقُــرب البَعــث إِنجيــلُ
يـا مَـن بَـدا روحـه للخَلـق مُبتَدئِاً
وَجســـمه لِمَنــاط الــوَحي تَكميــلُ
يـا دَوحَةَ الحَقّ يا مَجلى المَحامد يا
مَــن نُطقُــه كُلُّــه وَحــيٌ وَتَنزيــلُ
لَـكَ اللِـواءُ لِـواءُ الحَمـد يَشـمَلُنا
مِـن ظِلِّـهِ عِنـدَ هَـولِ العَـرشِ تَظليـلُ
لَـك الشـَفاعةُ وَالحَـوضُ المُعَـدُّ لَنـا
لَــكَ الجِنـانُ جِنـانُ الخُلـد تَنفيـلُ
لَـكَ المَقـامُ الَّـذي قَـد عَـزَّ مَـدرَكُه
بِرُؤيَـةٍ مـا لَهـا فـي الصـدق تَأويلُ
إِن لَـم يُطِق حَملَها مُوسى الكَليمُ فَقَد
عــايَنتَ رَبَّــك وَالتَقــديسُ مَســدولُ
لَـك الوَسـِيلَةُ وَالجـاهُ العَظيـم إِذا
مـا أَنـتَ فَـوقَ نِطـاق العَـرشِ مَحمولُ
يــا مَـن يُخَلِّـصُ مَـن أَضـحى لِمـدحَتِهِ
عَلــى جَنــابٍ كَريــمٍ مِنــهُ تَطفيـلُ
هَــذِي مَــدائِحُ راجٍ أَن يَكــون لَــهُ
مِــنَ الرَســُولِ بِـإِذنِ اللَـهِ تَنويـلُ
صـَلّى عَلَيـكَ مُفِيـضُ الجُـودِ مِنـكَ عَلى
كُـــلّ الخَلائق وَالتَعميـــمُ تَســجيلُ
وَالآلِ وَالصــَحبِ مـا زُمَّـت عَلـى مَـرَحٍ
إِلــى زِيارَتِــكَ العِيــسُ المَراسـيلُ
يـا حاشِرَ الخَلق يا ماحِي الظَلام وَيا
مَــن مَــدحُهُ لِرِضـى الرَحمَـن تَوسـيلُ
يـا واضـِعَ الإِصـر عَنّـا فـي شـَريعَتِهِ
فَضــلاً وَمَــن قَبلَنـا بِالإِصـر مَغلـولُ
تَرَكتَنـــا وَســَبيلُ الحَــقّ واضــِحَةٌ
أَعلامُهــا وَمُحَيّــا الــدِين مَغســولُ
بــآل بَيتِـك وَالـذِكر الحَكيـم لَنـا
كُـلُّ اِعتِصـامٍ إِذا مـا اِغتالَتِ الغُولُ
هَــذا حَفيـدُك سـُلطانُ المُلـوك أَبـو
زَيــد إِمــامٌ بِنَصـر الـدين مَشـغُولُ
سـِبط الخَلائِف بـاني العـزّ فـي شـَرَفٍ
عــالٍ عَلــى مَجــدِهِ لِلنّـاسِ تَعويـلُ
قَــرمٌ تَــدارَكَت العَليــا ســَعادَته
لَمّــا غَــدا وَإِلَيــهِ الأَمـرُ مَوكـولُ
مـا زالَ مُجتَهِـداً فـي اللَـه مُنتَصِراً
بِـاللَه وَالسـَيف فـي يُمنـاه مَسـلولُ
حَتّـى اِسـتَنارَت نُجـومٌ لِلهُـدى فَلَهـا
وَالحَمـــدُ لَلّــه تَقــويمٌ وَتَعــديلُ
فَهــوَ المُؤَمَّــلُ لِلســمحا يُجَــدِّدُها
مِـن بَعـد مـا عَـزَّ لِلتَجديـد تَأهِيـلُ
وَهـوَ الَّـذي سـُنَّةُ المُختـار قَد حُبِيَت
بِــهِ وَقــد ســامَها وَهــنٌ وَتَعطيـلُ
وَهـــوَ المُؤَيَّــد بِالإِســعاد هِمَّتُــهُ
لبنيـــة العــزِّ تَشــيِيدٌ وَتَطويــلً
فَفَضـــلُهُ رَوضـــَةٌ غَنّـــاءُ دانِيَــةٌ
قُطُوفُهـــا وَجَنـــى كَفَّيــه مَعســولُ
وَبَأســُهُ فــي دِيـار الكُفـر صـاعِقَةٌ
فِيهــا لِحِــزبِ ذَوي الأَهـواء تَنكيـلُ
يـا خِـزيَ مَـن حـادَ عَن منهاج طاعَتِهِ
وَيلُمِّـــه إِنَّـــهُ وَاللَـــه مَثكــولُ
إِن سـارَ يَومـاً إِلـى الهَيجاء تَتبَعُهُ
أَجنـــادُ جُــردٍ أَبابِيــلٌ أَبابيــلُ
مِــن كُــلِّ أَروَعَ فــي إِقـدامه بَطَـرٌ
وَســَيفُهُ مِــن قِـراعِ الهـام مَفلُـولُ
يَجرُّهـــا كَعَديــدِ الطِيــس عابِســَةً
وَمــا لَـهُ غَيـرُ وَجـهِ اللَـهِ مَـأمُولُ
يُعنـى بِهـا النَصـر لا يَنفَـكُّ يَلزَمُـهُ
كَـــأَنَّهُ عِلَّـــةٌ وَالنَصـــرُ مَعلــولُ
وَعَزمُـــهُ نافِـــذٌ لا شــَيءَ يَحجُبُــهُ
فَكُـلُّ مـا يَبتَغـي فـي الحيـن مَفعولُ
وَتِلــكَ ســُنَّةُ رَبّــي فــي عَزائِمِــهِ
وَمـــا لِســُنَّة رَبّ النــاس تَحويــلُ
وَلِلســــَعادة أَســــبابٌ مُقَــــدَّرة
فــي سـابق العلـم لا كَسـبٌ وَتَحصـيلُ
مِــن أُســرَةٍ زيَّــنَ الأَقطـارَ مُلكُهُـم
كَـــأنَّ مُلكهُـــم تـــاجٌ وَإِكليـــلُ
بَنُـــو عَلِـــيٍّ أَدامَ اللَــهُ عزَّهُــم
فَهـــم لِمَغرِبنـــا عِـــزٌّ وَتَأصــيلُ
يـا أَيُّهـا المَلِـك الأَتقى المُحيطُ بِهِ
مِـــن الجَلالـــة إِجمــالٌ وَتَفصــيلُ
بَقِيــتَ لِلمَولــد المَشــهور تَشـهَدُه
وَعِـــــزُّهُ بِجَلالٍ مِنــــكَ مَكفــــولُ
أبو عبد الله محمد بن أحمد أكنسوس.ويقال الكنسوس المراكشي الوزير الكاتب الشاعر والعلامة المؤرخ المشهور.عرف باسم قبيلته (إيداوكنسوس) وهي إحدى قبائل سوس وبعضهم يقول فيه الكنسوسي وهو الصواب ويقال له الجعفري لأن بعض آبائه ينتسبون إلى سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.ولد سنة 1211هبقبيلته ونشأ فيها على عفاف وصيانة لأن أسرته كانت ذات حسب ونسب ثم توجه إلى فاس عام 1229 طالباً العلم ونبغ أكنسوس في عدة علوم كالنحو واللغة والأدب والتاريخ والحساب والتوقيت. وتوفي في يوم الثلاثاء 29 محرم عام 1294ه.له كتاب تاريخ أسماه الجيش العرمرم الخماسي في دولة مولانا علي السجلماسي.