
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَوَســلت بِالمُختــار أَرجـى الوَسـائِلِ
نَــبيٌّ لِمثلــي خَيــر كــافٍ وَكافِــلِ
هُـوَ الرَحمَـة العُظمى هُوَ النعمة الَّتي
غَــدا شـُكرها فَرضـاً عَلـى كُـل عاقِـلِ
هُـوَ المُصـطَفى المَقصود بِالذات ظاهِرا
مِـن الخَلـق فَـاِنظُر هَل تَرى مِن مُماثل
نجــيُّ إِلَــهِ العَــرش لا بَــل حَـبيبُهُ
وَخَيرَتــهُ مِــن خَيـر أَزكـى القَبايـل
شــَمائِلُهُ تَنبيــك عَــن حُســن خلقـه
فَقُـل مـا تَشـا فـي وَصف تِلكَ الشَمائِل
وَأَخلاقـــهُ فــاه الكِتــاب بِمــدحِها
وَلا ســِيما الأَعــراض عَــن كُـلِ جاهِـلِ
نَــبيُّ هُــدىً ســَنَّ التَواضـع عَـن عُلا
فَحَــلَّ مِـن العَليـا بِـأَعلى المَنـازِلِ
تَقــيُّ تَــردى الجــود وَالحلـم حِلَـةً
تجســم فيهـا المَجـد بَعـدَ التَكامُـلِ
وَفـي الحَـرب وَالمِحـراب نـور جَـبينِهِ
يَريـك شـُعاع الشـَمس مِـن غَيـر حـائِلِ
لَـهُ النَسـب الوَضـاح وَالسـُؤدد الَّـذي
تَسـامى عَلـى هـام السـُهى بِالتَطـاوُلِ
يَقولــون لـي هَـل لا اِبتَهجـت بِمـدحِهِ
فَإِنَّــــك ذو فهـــم كَفهـــم الأَوائل
فَقُلــت لَهُــم هَـل بَعـد مَدحـةِ رَبِنـا
وَخدمـــة جبريـــل مَجـــال لقــائِلِ
وَأَيـن الثَنـا مِمَـن رَأى اللَـه يَقظَـةً
وَقــامَ يُنــاجي رَبُــهُ غَيــر ذاهــل
وَلَكنـــهُ بَحـــر البُحــور تَواصــَلَت
لِافضـــالِهِ بِالمَـــدح كُــل الأفاضــل
دَعَوتــك يــا اللَــه مُستشــفِعاً بِـهِ
فَكُــن منجــدي يـا مُنتَهـى كُـل آمـل
ســَأَلتك كَشــف الضــر عَنــي بِجـاهِهِ
وَحاشـــاك أَن لا تَتســـجيب لِســـائِلِ
الهـي قَـد اِشـتَدَت كُروبـي وَلَيـسَ لـي
ســِواك مُغيـث فـي الخُطـوب الغَـوائِلِ
إِلَهــي تَــدارك ضــعف حـالي بِرَحمـة
وَلُطـــف خَفـــيٍّ عاجــل غَيــر آجــل
فَــإِني جَــزوعٌ لا صــَبورٌ عَلـى البَلا
وَدائي عضـــال لا مَحالَـــة قـــاتِلي
وَفــي علَـتي حـار الطَـبيب فَكـدت أَن
أَجـاوز حَـدَّ اليـاس مِـن ذي العَواضـِل
وَبِالســَقم أَعضـائي اَضـمحلت جَميعهـا
فَلَــم يَبـقَ مِنهـا مفصـلٌ غَيـر ناحـل
وَمِـن فَـرط مـا بـي مِـن نحـول وَلَوعة
بَكَــت رَحمَــةً لــي حَســَدّي وَعَـواذِلي
فَمِـن لِأَسـير الـذَنب مِـن وَرطـة البَلا
بِفَــــك قيـــودٍ أَو بِقَـــد سَلاســـل
كَــأَني غَريــبٌ بَيــنَ قَـومي وَمـالَهُم
شــُعورٌ بِإِشــعاري وَلا فــي رَســائِلي
أَنـادي فَلا أَلقـى مُجيبـاً سـِوى الصَدا
فَاِحســـب إِن الحَـــي لَيـــسَ بِآهــل
وَإِنــي إِذا مــا رُمــتُ خلّاً مُوافيــا
فَقَـد رُمـتُ شـَيئاً عـزَّ عَـن كُـلِ نـائِلِ
وَهَــل مُشـفق القـاه اِرحَـم مِـن لَظـى
حَشـائي وَمِـن قـاني دُمـوعي الهَوامـل
أَلا لَيـتَ شـعري هَـل تَفَـرَدَت في الوَرى
بِكَســب الخَطايـا وَاِرتِكـاب الـرَذائِلِ
وَمِـن دون كُـل الخَلـق عـولِجَت بِالأَسـى
قَصاصـــاً وَحَســبي زَلَــتي وَنَصــائِلي
فَـإِن كـانَ هَـذا بِالـذُنوب وَلَيـسَ لـي
شـــِفاءٌ وَجســمي داوه غَيــر ناصــل
فَـــإِني بِطَـــه مُســـتغيث وَراغـــب
إِلـى اللَـهِ فَهُـوَ الغَـوث في كُل هائِل
وَإِخــوانهُ الرُســل الكِـرام جَميعُهُـم
وَبــاقي النَـبيين البُـدور الكَوامـل
وَبِالخلفــــاء الراشـــِدين وَآلـــهِ
وَأَصــحابِهِ الغُــر الثِقــات الأَماثـل
خُصوصـاً رَفيـق الغارذي الرَأي وَالحجى
أَبــي بَكــرٍ الصـِديق صـَدر المَحافـل
إِمــامٌ فَــدى خَيــر الأَنــام بِنَفسـِهِ
وَفــي مــالِهِ مــا كـانَ قَـط بِباخِـل
وَفـي درءِ تلـك الفتنـة اِختَـصَّ وَحـده
وَلَـــولاه لارتــدت جَميــع القَبــائل
كَـــذاكَ أَميــر المُــؤمنين وَعزهــم
اَبـو حَفـصٍ الفـاروق محيـي النَوافـل
فَــتى أَيَّــد الإِســلام فيــهِ وَاقمعـت
بِـهِ البدعـة السـَوداء رَغمـاً لِناكـل
بِعُثمـان ذي النـوبين مـن جَمَعَـت بِـهِ
يَجمَــع كِتــاب اللَــه كُـل الفَضـائل
وَمَــن لــزم المِحــراب طـولَ حَيـاتِهِ
وَمــاتَ شــهيداً صــابِراً غَيـر صـائل
بِقـالع بـاب الخَيـبريّ الَّـذي اِغتَـدى
لِرايــة جَيــش النَصــر أَعظَـم حامـل
عَلـى أَبـي السـبطين فـي صَدرة الوَغى
مُبيـد العِـدى لَيـث الحُـروب المَداحل
بِطلحتهـــم ثُــم الزُبــري وَســَعدهم
كَــذاكَ ســَعيد مِــن سـَما بِالفَضـائل
بصـدق أَبـي عَـوف بِـذي الهمـة الَّـتي
يَـدكُّ لَهـا فـي البـاس صـُم الجَنـادل
بِفاتــح قَطــر الشــام سـَيدنا أَبـي
عُبَيــدة كَشــاف الحُــروب العَواضــل
بِحَمـــزة بِالعَبـــاس عَمــي نَبينــا
بَســبطيهِ بِــالزَهراءِ عَيــن الأَماثِـلِ
بِمَـن شـَهِدوا بَدراً وَقَد اِثخنوا العِدى
بِـــبيضٍ حِـــدادٍ أَو بِســُمرٍ ذَوابِــل
بِسـَطوة سـَيف اللَـه ذي البـاس خالِـدٍ
فَتى الحَزم ماضي العَزم زاكي الخَصائل
أَميـر بَنـي مَخـزومٍ الشـَهم مَـن غَـدا
بِــبر يَميــن المُصــطَفى خَيـر حافـل
وَمِـن ثُـمَ يَـوم الفَتـح سـَبعون سـَيداً
سـَقاها كُـؤوس الحَتـف بَيـن الجَحافـل
وَعــادَ كَأَكبــاد البخـات دَم العِـدى
عَلــى درعِــهِ لا ســيَّ فَـوق الكَواهـل
وَمــا كــانَ هَــذا مِنــهُ إِلّا بِرؤيـة
يــا مــر الهــيٍّ بَعيــد التَنــاول
بِســائر حفّــاظ الحَــديث بِمَـن غَـدا
بِتَفســــيره للحـــبر أَو لمقاتـــل
بِأَحمَـــد بِالنُعمـــان ثُــمَ بِمالــك
وَبِالشــافِعي بَحـر النَـدى وَالمَسـائل
وَبِالعُلمــاء العــاملين ذَوي الهُـدى
وَاتبــاعه مِــن كُــل حــبرٍ وَفاضــل
وَبِالأَوليـــاء العـــارِفين وَبــازهم
أَبـي صـالح مَـن قـالَ ما في المَناهل
بِمَـن لَزِمـوا بَر الشَريعة فَاِنجَلى لَهُم
بَحــر قُــدس الـذات مِـن غَيـر سـاحل
أَجرنـي وَاِنقـذني مِـن الهَـم وَالعَنـا
فَغَيــرُك مــالي مَلجـأ فـي النَـوازل
وَهَــذا خِتـام الصـَوم تَصـطَنع الجـدا
بِــهِ الأَســخيا مَـع كُـل سـام وَسـافل
وَفـي العيـد عـادات الكِرام لَقَد جَرَت
بِــبر اليَتــامى وَاِفتِقــاد الأَرامـل
وَهــا أَنــا مُحتــاج فَلا تُـكُ قاطِعـاً
حِبــال رَجـائي مِنـكَ يـا خَيـر واصـل
فَإِنَّـــك أَولـــى بِالمَكــارم مِنهُــمُ
وَاجــدر بِالإِحســان مِــن كُــل بـاذل
فَحاشـــا ظُنــوني إِن تَــرد بِخَيبــة
وَفــي بابـك المَـأمول حَطَـت رَواحِلـي
فَـإِن كـانَ فـي العُمر اِنفِساحٌ فَعافِني
مِـن السـقم وَاِرحَـم يـا رَحيم تَناحلي
وَإِن تَــكُ قَــد حـانَت وَفـاتي فـآوِني
لِـــدار نَعيـــم عَزهــا غَيــر زائِلِ
وَثَبـت عِلـى التَوحيـد قَلـبي وَمُـنَّ لي
بِخاتِمَــة الإِيمــان مِــن غَيـر فاضـل
وَكُـن لـي رَحيماً في البَلاء وَفي البَلى
بَــدُنيا وَأُخـرى يـا رَجـا كُـل سـائِلِ
وَدُم راضــياً عَنــي كَــذاكَ وَمُرضــياً
خُصــومي وَيَـوم العَـرض لا تُـكُ خـاذِلي
فَــإِني أَرى الـدُنيا سـَراباً وَأَهلُهـا
أَحــاديث يَرويهــا الزَمــان لِناقِـلِ
وَمــا الكَــون إِلّا كَالهَبــاء لِنـاظر
أَو الخَــط فــي مســتجر ذي جَــداول
وَإِنــي لِــراض بِالقَضــاء وَمـا تَشـا
وَعِنـــدي يَقيــنٌ أَن لُطفــك شــامِلي
وَلَكِنَّنــي أَشــكو البَلا لَـك لا القَضـا
لِأَنَّـــك أَنــتَ الحَــق اعــدل عــادل
وَلِلغَيـر لا أَشـكو وَإِن سـامَني الـرَدى
وَفَصـــَّلَ فَصــّالَ المَنايــا مَفاصــِلي
وَعَـن رُتبـة التَسـليم فـي كُـلِ حالَـةٍ
فَــوادي وَإِن ناجــاكَ لَيــسَ بِنــازِلِ
وَحَبَّــة قَلــبي فــي مَعانيـك أَنبَتَـت
بِقُــدس ســَواد اللَيــل سـَبع سـَنابل
تَعَرَفَــت لـي مـن قَـد السـت بِزَرعِهـا
فَلَـم أَسـقِها غَيـر الـدُموع الهَواطِـلِ
وَبِـالكُتم مِـن بَعـد الحَصـاد دَرَسـتُها
بِلـــبٍ خَلا عَـــن فِكـــرَةٍ وَتخايـــل
وَلا بَرِحـتُ قَـوَتي مَـع الفَقـر وَالغِنـى
وَقــوت عَيـالي فـي الضـُحى وَالأَصـائل
إلا مـا أَلـذ القُـرب بَعـدَ النَوى وَما
أَمـر الجَفـا وَالهَجـر بَعـد التَواصـل
تَبَــرأت مِــن حَــولي إِلَيــك وَقـوَتي
وَمِــن عَملــي وَالعلـم ثُـمَ التَفاضـل
لِتَقطَعنــي بِــالقُرب عَــن كُـل قـاطِعٍ
وَتَشــغلني فـي الحُـب عَـن كُـلِ شـاغل
أَشـاع الـوَرى عَني عداتي وَاظهروا ال
شــماتة فيمــا بَينَهُــم بِالتَــداول
وَبِــالمَوت لَـم يَشـمت بِمثلـي تَشـفياً
مِــن النــاس إِلّا كُــل بــاغٍ وَباسـل
أَلَيـسَ الوُجـود الحَـق ذاتـي بِلا مَـرا
وَهَــذي البَرايــا كُلَهـا محـض باطـل
فَلا يَحســـَب المَغــرور إِنــي مُضــيعٌ
زَمــاني سـُدى مـا بَيـنَ هـاذٍ وَهـازل
فَـدَع عصـبة البُهتـان تَفعـل مـا تَشا
فَمــا اللَــهُ عَمّــا يَفعَلـون بِغافـل
فَمِـن أَيـنَ للخفـاش أَن يُبصـر الضـِيا
وَهُــل يَــألف الجعلان وَرَد الخَمــائل
وَمنــي عَلــى روحـي الصـلوة مُسـلِماً
وَأَصـــحابِهِ وَالآل مَـــع كُــل كامــل
مَـدى الـدَهر مـا الجُندي أَنشد قائِلاً
تَوســلت بِالمُختــار أَرجـى الوَسـائل
ولما كانت سنة 1246 هـ قدم حمص عامل من قبل السلطان محمود العثماني فوشى إليه بعض أعوانه بأن أمين الجندي هجاه، فأمر بنفيه، وعلم الشيخ أمين بالأمر ففر إلى حماة فأدركه أعوان العامل، فأمر بحبسه في إصطبل الدواب وحبس عنه الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق، فأقام أربعة أيام، وأغار على حمص بمئتي فارس فقتلوا العامل، وأفرج عن الشيخ أمين.له (ديوان شعر - ط) وفي شعره كثير من الموشحات وتواريخ الوفيات الشائعة في أيامه..