
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـكر النَسـيم مِـن العَـذيب وَرودي
مـــا بَيـــنَ رَوض عَبــاهر وَورودِ
نـــادَيتُ غــب تمزقــي لِبُــرودي
أَهلاً بِنشــــر مِـــن مهـــب زرودِ
أَحيــي فــواد العاشـق المَنجـود
حَيـي الصـِبا تِلـكَ الرُبـى فَتَعَطَرت
وَأَراحَ رَوحــاً بِالتَواصــل بَشــرت
أَدّى الرِســالة مثلمـا قَـد سـطرت
وَرَوى شــَذا خَبَـر العَقيـق فَفَجـرت
مِنــهُ عُيـون الـدَمع فَـوقَ خُـدودي
كَـم مُسـتهامٍ بـاتَ مِـن اَلَم النَوى
يَشـكو وَفـي أَحشـائِهِ نـار الجَـوى
لا سـيما إِذ فـاحَ عـرف شَذا اللَوى
وَنَمـا فَنَـمَّ لَنـا بِأَسـرار الهَـوى
مِـن حَيـث مَنزلـة الظِبـاء الغيـدِ
يـا سـَيد الرُسـل الأَماجـد ياضـيا
عَينـي وَيـا شَمسـي وَيـا قَمَري وَيا
بَــك لا بِغَيـرك يـا أَجَّـل الأَنبيـا
تِلـكَ المَعاهـد جادَهـا صَوب الحَيا
وَســَرى النَسـيم بِظِلِهـا المَمـدودِ
مِــن كُــلِ بارِعَـة الجَمـال غَنيَّـةِ
فــي حُســنِها عَــن حلــة يَمنيـة
يَرتَعــنَ فــي غُــرَفٍ لَهُــنَّ سـَنيَّةٍ
فيهــا بَــواعث مَنيَــتي وَمَنبـتي
وَبوردهـــا ظَمــإي وَطيــب ورودي
دارٌ ســَما شــَوقي إِلـى أَسـمائِها
وَلــيَ الشـِفاءُ بِتُربِهـا وَبِمائِهـا
هِـيَ طَيبـة وَالطيـب مِـن أَسـمائِها
أَن تَنـأَ عَـن عَينـي بِـدور سَمائِها
فَأَنـا المُقيـم عَلـى رَسـيس عُهودي
القـــد غُصــنٌ بِالملاحــة مُــورِقُ
وَالــوَجه بَــدرٌ بِالمَحاسـن مونـقُ
يــا لائِمــي دَعنـي فَلومـك موبـقُ
كَيــفَ الســلوُّ وَلـي فـوادٌ موثـقُ
فـي الحُـب لا يَصـغي إِلـى التَفنيدِ
مـاحيلَتي وَالنَـوم عَـن عَينـي شَرَد
وَالبَيـن قَـد أَفنى التَصبر وَالجلد
قــربٌ وَبَعــدٌ ذُبـت بَينَهُمـا كَمَـد
وَتَــأَوهٌ لَــولا دُمــوعي لَـم يَكـد
يَنجـو الـوَرى مِـن جَمـرِهِ الموقودِ
قســماً بِمَــن أَذكـاه بَـردُ نُسـيمِ
مِـن حَـرّ شـَوقٍ فـي الضـُلوع مُخيـمِ
إِن الغَــــرام وَإِن حَلا لِمهيَّــــمِ
داءٌ تَعــــوَّدهُ فــــواد مُـــتيَّمِ
لَــم يَلتحــف غَيـر الأَسـى بِبُـرود
صــبٌ أَثـارَ هَـوى العَـذيب جُنـونهُ
وَأَطــال بَــرق الأَبرقيــن شـُجونُهُ
تَــاللَهِ مـا شـانَ السـلوُّ شـُؤونهُ
كَلّا وَلا كحـــل الرقـــاد جُفــونُهُ
أَيلــذ مِــن أَلـف الهَـوى بِهجـودٍ
يـا مَـن نَفـى عَـن قَلبِهِ حُب السوى
وَأَذاب مهجتــهُ لَظــى حَـرّ الجَـوى
قُـل لِلّـذي يَشـكو مَـرارات النَـوى
مـا أَعـذَب التَعذيب في طُرق الهَوى
مــا لَــم تَشــب ســقامُه بِصـدودٍ
كَـم فـي بَـديع جَمـال وَجـهٍ بـاهِرِ
طَـــرف يَلـــذ لِســامِعٍ وَلِنــاظِرِ
يـا عـاذِلي فـي الحُب هُل مِن عاذِرِ
نَفسـي الفِـداءُ لِـذي قـوام ناضـر
جَعــل الحــذار وَسـيلة التَهديـدِ
فَعَســى بِتَقريــبي يَجــود تفضـلا
كَرَمــاً وَيُشــفي داء قَلـبٍ مَعضـلا
ريــمٌ إِذا مـا رُمـتَ مِنـهُ توصـلا
يَلهــو فَيــذكر مَوعِــدي مُتَنَصـِلا
وَمِــن الوفــاءِ تَــذَكر المَوعـودِ
غشــى الحَيــاءُ خــدودهُ فَتـورَّدت
وَزَهَــت شــُموس جَــبينهِ فَتَوقَــدت
قَمَــرٌ إِذا الاَعطــاف مِنـهُ تَجَـرَّدت
لَبســت غَــدائرهُ الـدُجى وَتَقَلَّـدَت
لَبّـــاتُهُ مِـــن زَهرِهــا بِعقــودِ
مِـن أَيـن لِلبَـدر المُنيـر وَلِلرَشا
قَــدٌّ يَقــدُّ الســمهريّ إِذا مَشــى
غُصـنٌ بِرَوضـات الجَمـال قَـد اِنتَشى
رخـصٌ كَجسـم النـور مُنهَضـم الحَشى
لَــدن كَخــوط البانَــةِ الأَملــودِ
خــافَ الوشــاة فَزارَنـي مُتَنكِـراً
قَمَــرٌ بَليــل مِــن ذَوائِبِـهِ سـَرى
فَقَطفــت مِنـهُ قَضـيب بـان مُزهِـراً
عَهـدي بِـهِ وَاللَيـل منفصـم العرى
مُتَوَســِداً وَفــق الهَــوى بِزنــودِ
حَتّــى إِذا حَيّــا بِبــارق نَحــرِهِ
وَبِصــُبح فــرقٍ شــَق غَيهـب شـَعرِهِ
فَضــَمَمتهُ ضــَم الكمــام لِزَهــرِهِ
وَالقَلـب يَظمـأ مِـن مَراشـف ثَغـرِهِ
ظَمــأَ السـَكارى بِإِبنَـة العَنقـود
ريــم يَلـوح البَـدر تَحـتَ نِقـابِهِ
وِيَفـوح عـرف المسـك مِـن جُلبـابِهِ
وَمُــذ اِمتَلا بِــالحُب كـاس شـَرابِهِ
بَعَــثَ الشـَباب عَلـى ورود رِضـابِهِ
فَــأَتى الفـراق وَحـال دون وَرودي
أَمسـي مُسـيئاً بِالأَسـى ذاكَ المَسـا
لَــو كــانَ حَيّــاً صـبحهُ لتنفسـا
فــارقَت فيـهِ غَـزال سـربٍ العَسـا
وَجَعلــت زادي بَعــدُهُ جـرع الأَسـى
وَأَطَلــت فيــهِ تَهــائِمي وَنُجـودي
يـا مَطلـع البَـدر المُنيـر بَلَعلَعِ
حَيَّتــك سـارِيَة الحَيـا مِـن مَطلَـعِ
أَمســيت ذا حُــزنٍ لِفَــرط تَولــعِ
وَغَــدَوت فـي شـَجنٍ يُقَلقـل أَضـلُعي
إِن الشـــُجون غلالـــة المَعمــودِ
مــا آن نَقضــي بِالمَحبـة دَيننـا
مِــن قَبــل نُلقـي بِبعـدك حيننـا
إِن كـانَ فَـرط الحُـب أَوجَـب بَيننا
لَيـتَ الَّـذي مَنـعَ التَـداني بَينَنا
وَقَضــى عَلــيَّ بِوَحشــَةِ التَبعيــدِ
لَـم يَصـغِ لِلواشـين إِذ كَشَفَ الغَطا
عَـن عَينـهِ وَرَأى الصَواب مِن الخَطا
وَعَسـاهُ إِذا متن الصُدود قَد اِمتَطى
يَلــوي فيســعفهُ بِتَقريـب الخُطـى
وَيَفــك مِـن أَسـر الفُـراق قُيـودي
روحـي فَـدى لَحـدٍ بِطيبـةَ قَـد سَما
أَرجــاً وَفيـهِ الأَر فـاخَرَت السـَما
فَمَـتى بِقُـرب مَـزارهِ أَروي الظَمـا
وَأَشـيم بَـرق الوَصل مِن قَبل الحِمى
وَأَشــُمُّ روح الأُنــس غَيــر بَعيــد
لـي فـي الهَـوى نَفسٌ فَدَت أَحبابَها
وَاِسـتَعذَبَت بِلظـى الغَـرام عَذابَها
أَتَـرى يعيـد لـي الزَمـان شَبابَها
وَأَرى خِيـــام أَحِبَــتي وَقبابهــا
كَـالخود تَجلـى فـي عـراص البيـد
أَو هَـل أَرى نـور النُبُـوَّة قَد بَدا
مِـن مَرقَـدٍ سـَطَعَت بِـهِ شـَمس الهُدى
وَعَلـى الجِنـان بِـهِ تَسـامَت سوددا
أَرضٌ يَفــوح بِتُربِهــا أَرج النَـدا
وَالمَجــد مِــن نوّارهـا المَخضـودِ
يـا طالِبـاً نَيل العُلى بِالروح جد
وَاِنـزل بِظـل الرَوضـة الحَسَنا تَسُد
وَالتـم ثَراهـا المُستَطاب وَزر وَعد
هِيَ مَهبط الوَحي القَديم وَمَعقلُ الدِّ
م يــن القَـويم وَمَـوطن التَوحيـدِ
جَــلَّ الَّـذي فـي صـُلب آدم أَوجَـدا
نــوراً لَــهُ عنــت المَلائك سـُجدّا
فَاِخضــع وَلــذُ بِجَنـابِهِ مُسـتَنجِدا
حَيـث المَكـارم وَالمَغـانم وَالجدا
حَيـث المَراحـم حَيـث مَـأوى الجود
حَيـث السـَعادة وَالسـِيادة وَالعُلى
حَيـث الدِيانَـة وَالأَمانـة وَالـوَلا
حَيــث البشـارة وَالنـذارة للملا
حِيـث الضـَريح الطاهر السامي عَلى
فَلَــكَ العُلا وَالرفــرف المَمــدود
هَــل يَعـتري أَهـل الثَنـاءِ مَلالَـةٌ
مَهمــا يَكُـن لِلمَـدح فيـهِ إِطالَـةٌ
وَهُــوَ الَّــذي إِذ شــَرفتهُ رِسـالَةٌ
ظَلَـــت عَلَيـــهِ مَهابــةٌ وَجَلالَــةٌ
يَغشــى العُيـون بِنـورِهِ المَشـهودِ
بِجنــابِهِ الرُسـل الأَماجـد تَقتَـدي
وَبِهَــديِهِ كُــل العَــوالم تَهتَـدي
رُكـنٌ إِذا مـا فـاضَ نـاديهِ النَدي
تَــأوي إِلَيــهِ الأَنبيـاءُ فَتَجتَـدي
مِــن فَضــلِهِ المَـأمول كُـل مزيـدِ
بِقــدومِهِ الحـور الحِسـان تَشـَرَفت
وَعَلَيـهِ مِـن أَعلـى القُصـور تَشَرَفَت
وَبِعُرفِــهِ أَهــل النَعيــم تَعَرَفـت
وَلِأَجــل خــدمَتِهِ الجِنـان تَزَخرَفَـت
وَمِــن الســَعادة خدمـة المَسـعودِ
فـي غَيـب علـم اللَه كانَ وَلم نَكُن
وَثَنـاه بِالاسـرا أَتـى وَبلـم يَكُـن
مِـن مِثلُـهُ وَهُـوَ الَّـذي مِـن عَهدكن
قَـد كـانَ يَـدَعي بِـالنَبيِّ وَلَم يَكُن
يَخلِـــقُ وَآدم لَيـــسَ بِــالمَوجود
روح النِبـا بِفَـم الضـَمائر قَبلـت
تَربـاً حـوَتهُ وَبِالضـَريح اِسـتَقبَلَت
وَبِصــدق دَعــوَتِهِ وَحيــنَ تَسـَربَلَت
شــَهِدَت ببعثَتِـهِ الوحـوش فَـاَقبَلَت
نَــثراً فَمِــن شــاكٍ وَمِـن مصـفود
أَنـتَ الَّـذي نَسـَخت أَباطيـل العِدى
آيــاتُهُ فَتَبَينــت ســُبل الهُــدى
إِن أَنكَـروا مِـن مُعجزاتـك ما بَدا
فَـالظَبي وافـى موثقاً يَشكو الرَدى
وَالعــود أَبــدى أَنَّــهُ المَجهـود
فـي الأَرض ظَـلَ اللَـهُ مـا لِمثـالِهِ
فـي الشـَمس مِـن ظـل يَـرى لِخَيالِهِ
وَلِفَـــرط عــزّ جَمــالِهِ وَكَمــالِهِ
قَــد صـينَ بِـالمَلَكوت ذَيـل ظَلالِـهِ
كَيلا يَجُـــرَّ عَلــى بِســاط صــَعيدِ
في الحَرب أَروى الجَيش عَذباً فائِضا
مِـن راحَـة بِـاللَمس تَـبري عارِضـا
وَعَلــى مَلاك الكَـون أَصـبَح قابِضـا
وَغَــدا بِأَعبـاء الرِسـالَةِ ناهِضـا
وَالأَرض ملـــءُ ضـــَغائن وَحقـــودِ
فَـأَعَزَّ بِالـدين الحَنيـف مَن اِهتَدى
وَأَذَلَّ بِالنـاس الشـَديد مِـن اِعتَدى
وَعَلَيـهِ حيـنَ تَجَمَعـت زُمـر العِـدى
فَنَضـا لِحَصـد الشُرك مِن غَمد الهُدى
بيضـاً يَضـئنَ عَلـى اللَيالي السودِ
شـَمس الهُـدى بَزَغَـت بِـرَوض مَعـالِمِ
مِـن نـور طَلعـة بَـدر سـَيَّد هاشـم
غَــوثٌ أَبــادَ المُشــرِكينَ بِصـارِمِ
أَضـحى لِبَيـت الكُفـر أَقـوى هـادِمٍ
وَلقصــر ديــن اللَـهِ خَيـر مُشـيدِ
كَــم فَرَّجَــت غــاراتُهُ مِــن غَمَّـةِ
عَــن أُمَــةٌ هِـيَ فيـهِ أَكـرَم أُمَّـةِ
لا زالَ كَشــــّافاً لِكُـــلِ مُلمَّـــةِ
بِعَزيمــة تَــردي الأُســود وَهِمَّــةِ
تَقضــي بِهــدّ شــَوامخ الجلمــود
فَهُــوَ المُشـفع وَالحَـبيب المُتَقـى
وَالطـاهر الـبر المُتَـوَّج بِـالتُقى
بَــدرٌ لِمولــده الضــَلال تَمَزَّقــا
وَبِـهِ أَضـاءَ الـدَهرَ مِن ظُلم الشَقا
وَالكَـون أَشـرَق مِـن سـَنى التَوحيد
كَــم مــادِحٍ لِعُلاه أَبــدى مَدحــة
قَبلـي فَنـالَ مِـن العِنايَـة منحـةً
يـا مَـن بِـهِ زَكَـت المَدينـة نَفحةً
وَتَهلــل البَيــت المُكَــرَم فَرحَـةً
وَغضــدا يَميــد بِرُكنِـهِ الموطـود
وَحــيٌ بِغــار حَـرا حَبـاهُ بِقُربِـهِ
وَأَتــى لَــهُ بِرِســالَةٍ مِــن رَبِـهِ
وَالشــرك ذل مَخافــة مِــن حَربِـهِ
وَالــدين أَمسـى آمِنـاً فـي سـربِهِ
مُتَبَختِـــراً بِمطـــارف التاييــد
كَـــم منحَــةٍ لِلأَنبيــا مَربوطَــةِ
بِجنــــابِهِ وَشـــَريعة مَضـــبوطةِ
قُــل إِن أَرَدت نَــدى يَـدٍ مَبسـوطَةِ
بُشــرى لَنــا مِــن أُمـة مَغبوطـةِ
أَبَــداً بِهَــذا الســَيد المَحمـود
مـا خـابَ مَـن لِلظَـن أَحسن وَالرَجا
بِجَنـابِهِ وِإِلـى حِمـاه قَـد اِلتَجـا
فَــاِنزل بحــي ذراه رمـت النَجـا
فَهُـوَ النَـبيُّ المُسـتَغاث المُرتَجـى
مَــأوى الضـَعيف وَمَلجـأ المَطـرود
فــرعٌ بِــهِ طــابَت مَغـارس أَصـلِهِ
وَاللَــهُ أَوجَـد ذا الوجـود لِأَجلِـهِ
وَهُــوَ الَّـذي بِكمـال رفعـة فَضـلِهِ
أَهــل البَســيطة تَســتَظل بِظِلِــهِ
مِــن حَــرِ يَــومٍ كاشــحٍ صــَيخود
بِنَجـــاة أُمتِــهِ العَصــاة تَكفَلا
فَضـــلاً وَإِن مَلَأَت جَرائِمِهــا العُلا
أَفلا أَكـــون بِجـــاهِهِ مُتَوَســـِلا
وَبِــهِ يُغـاث المُرسـَلون وَكَيـفَ لا
وَالكُــل تَحــتَ لِــوائِهِ المَعقـود
لَيـتَ الَّـذي أَضـحى لِعَقلـي مالِكـا
يَــدني مُحبّــاً لا مَحالَــة هالِكـا
لَقيــتُ خَيـراً بَـل وَقَيـت مَهالِكـا
يـا طالِبـاً وَجـهَ النَجـاح وَسالِكا
جَـــدد الفَلاح وَمَنهــج التَســديد
عِــج بِـالمطيّ إِلـى فَسـيح رِحـابِهِ
مُتَمَســِكاً بِــاللَثم مِــن أَعتـابِهِ
وَإِن الزَمــان رَمـاك فـي أَوصـابِهِ
يَمــم حِمــاه وَلا تَحـد عَـن بـابِهِ
فَهُنــاك تَبلــغ غايَــة المَقصـود
فَعَســى مطايـاك الَّـتي هِـيَ سـدُّنا
بِالفَتـح وَالنَصـر المُـبين تَمُـدُّنا
فَـاعطف وَقُـل لا تَخـشَ حَسـبُكَ ودنـا
مَـولاي يـا غَوث البَرايا في الدُنا
وَمُجيرهــا فـي المَوقـف المَوعـودِ
بِبَــديع وَصــفك لا يَــزال تَفننـي
وَاخيبــة الآمــال إِن لَـم تَـدنِني
وَأَنــا الأَميـن عَلـى هَـواك لِأَنَّنـي
بَينـــي وَبَينــك نســبة لَكِنَّنــي
لَــم أَرعَ واجــب حَقهـا المَعهـودِ
حاشـاكَ تهملهـا وَأَنـتَ لِوا اللَوي
وَلَـكَ اِنتَهى المَجد المُؤُثَّل مِن قصى
فَكَمــا نَبَـذت لَهـا بِتَفريـط وَغـي
فَنَبَــذت غَيـر مُكـرَّم وَسـَقَطت غَيـر
مقـــوَّمٍ وَســـَقمت غَيـــر معــود
روحٌ تَمَلكـــت المَحبـــة رقهـــا
وَإِلَيـكَ تَنسـبَ كَيـفَ تَرضـى عِتقَهـا
وَلَئن قَطَعــت بِسـوء فعلـي عِرقَهـا
فَلأَنــتَ أَولــى مَـن يُراعـي حَقَهـا
وَبِصــَونِها مِــن وَصــمة التَأويـد
حاشـــاكَ بَعـــد تَفضــل وَتَرَحُــمٍ
تَرمـــي حِبــال مَــوَدَتي بِتَصــَرَّمٍ
أَنـا مِـن عِيالَـك يـا أَجـلَّ مكـرَّمِ
هِــب إِنَّنــي واصــَلتُ كُــل مُحـرَّمِ
واطلــت فيــهِ غِوايَــتي وَجُحـودي
وَغَرقـت فـي البَحر الَّذي أَنا خائِفُ
مِـن خَـوض لجتـهِ وَهـا أَنـا تـالِفُ
وَرَكبــت مــا عَنـهُ نَهـاني عـارِفُ
وَجَنيــت ذَنبــاً مـا جَنـاهُ قـارفُ
مِــن عَهــد شــَدّادٍ وَعَهــد ثَمـود
أَو لَيـــسَ أَوزار الأَنــام كَــذَرَّةِ
فــي سـاحَةٍ مِـن بـرّ واسـع حَضـرَةِ
أَنـتَ الشـَفيع مَتّـى مَنَنـت بِنَظـرةِ
فَــذُنوب أَهــل الأَرض أَدنـى قَطـرةِ
مِــن فَيـض بَحـر نَوالـك المَمـدود
لا زِلـتُ أَرتـع فـي الذُنوب وَاَغتَدي
فــي كُــل مَحظـورٍ قَبيـح المَأخـذِ
فَأَنـا الغَريـق وَلَيـسَ غَيرك مُنقذي
غفـراً رَسـول اللَـه لِلحَـرَم الَّـذي
أَثقـــالُهُ غلبــت عَلــى مَجلــود
مـاذا أَقـول بِوَصـف ذاتـك بَعـدَما
أَثنــى الإِلَــه عَلــى علاك وَعظَّمـا
لَكِنَّنــي بِالمَــدح رُمــت ترحمــا
وَتَفَضــلاً فــي فَــك أَسـري مِثلَمـا
أَطلَقـــت لســر هــوازن بِقَصــيد
حِســّان مَــدحك بِالــدُعاءِ نَصـرتُهُ
وَبِنَفــخ روح القُـدس مِنـكَ غَمَرتُـهُ
وَأَنلــت نابِغَــة المُنـى وَجَـبرتهُ
وَوَهبــت مِــن كَعـب دَمـاً أَهـدَرتُهُ
وَكَســــَوتُهُ بِمَلابـــس التَرفيـــد
لِرِضــاءِ رَبــك كَــم خطـوبٍ صـَعبةٍ
كُلَّفتهــا وَلَقيــت أَعظَــم كُربَــةِ
وَلِهَــدي قَومـك كَـم دَعَـوت بِرَغبـةِ
وَطَلَبــت غُفــران الإِلَــه لِعصــبةِ
شــَجوك لا كــانوا بِصــَعب حَديــد
جحــدت قُريــشٌ وَحـي رَبـك إِذ وَرَد
فَعَمـوا وَصـُّموا عَـن مُتابَعة الرُشد
وَكَــذَلِكَ الأَحــزاب اَضـمَرَت الجَسـَد
وَبَنــو ثَقيــفٍ إِذ دَعــوتُهُم وَقَـد
آذوك فـــي يَــومٍ عَلَيــكَ شــَديد
عَميـت بَصـائرهم كضـما عَميـت قَذى
أَبصـارُهُم إِذ قـابَلوا لَـكَ بِـالأَذى
وَعَلَيهُـم الشـَيطان حيـنَ اِسـتَحوَذا
هَشــَموا ثَنايـاك الحسـان وَحَبَـذا
دُرٌّ زَهــا مِــن ثَغــرك المَنضــود
قَــومٌ أَضــاعوا ماضـياً وَمُضـارِعا
مِـن فعلهـم وَدَعـوا منـاةَ ضَوارِعا
وَلِبغيهـم فـي الحـال شَمت مَصارعا
وَأَتــاكَ جبريــل الأَميـن مُسـارِعا
لِيبيــدهم وَاللَــه خَيــر مُبيــد
فَــأَبَت شــَمائلك المكمَّــل عِزُّهـا
أَهلاكهــم حَيــث الســَماح يَهزُّهـا
وَكَشــَفَت غاشــِيَةً أَتاهــا رَجزُهـا
فَعَفــوت عَفــواً لا يُــدرهُ الزَهـا
وَحلمــت حلمــاً لَيــسَ بِالمحـدود
وَضـَرَبت صـَفحاً عِـن إِسـاءَةِ فعلهـم
وَعَــن البـوار لحزنهـم وَلسـهلهم
مَـــولاي هِـــب إِنـــي كَنهلهـــم
إِذ كـانَ مـا نـالوهُ عَنـكَ بِجهلهم
أَو لاتصــــال قرابَـــةٍ وَجـــدود
فَأَنـا الجَهـول وَبَحـر حلمـك طافِحُ
وَعَلـــيَّ إِشـــراق اِنتِســابك لائِحُ
وَكَمـالهم فـي الجَهـل أَنـتَ مُسامِحُ
فَكَــذاكَ جَهلــي بِالجِنايَـةِ واضـِحُ
وَوصــول حَبلــك منـي غَيـر بَعيـد
عِجنـا نُـؤُمُّ البَيـت مِـن أُمّ القُرى
وَبطيبـة الفَيحـاءِ طابَ لَنا القَرى
فَلَنا الهَناءُ بِجاهك السامي الذرى
يـا مُفـزع الثقليـن ياغَوث الوَرى
وَأَمـــان كُـــل مشـــتتٍ مَبعــودِ
اللَــه أَوجــب مــا شـَرَعت وَسـنَّهُ
وَعَليــك بِالإِحســان أَجــزل مِنَّــهُ
يـا مَـن بِـكَ المَلهـوف أَحسـن ظَنَّهُ
عَطفــاً عَلــى حـال الشـَتيت لِأَنَّـهُ
ضــاقَ الخِنـاق وَقُـدَّ حَبـل وَريـدي
يـا فتنَـةً لِأولـي الفَصـاحَة أَبكَمَت
وَبِهـا البغـاثُ عَلى البزاة تَهكَّمَت
كَيــفَ التَخَلُـص مِـن رُكـوبِ أركمـت
وَقَـد اِلتَقَـت حلـق البِطان وَأَحكَمَت
أَيــدي الهَـوان وَثـائِقي وَعُهـودي
وَلغربــة الإِســلام قُلــت مؤرِّخــاً
زَمَنـاً لضـنا لا عَـدلَ فيـهِ وَلا رَخا
وَفَــررت مِــن يَـوم بربعـي فَرَّخـا
وَأَتيــت بابــك ضـارِعاً مُستَصـرِخا
بِجَوانــح تَرمــي الفَضــا بِوقـودِ
يــا مُرســِلاً نَطـق الحَصـاة بِكفِـهِ
وَلَـهُ البَعيـر قَـد اِشتَكى مِن ضَعفِهِ
يــا مَـن يَجـود لِقاصـِديه بِلُطفِـهِ
أَدعــوك لِلخَطــب العَظيـم وَكَشـفِهِ
عَنــي دُعــاء الحــائر المَـزرود
يـا مَـن شـَغَلت بِـذكرِهِ عَمَـن لَهـا
إِن لَـم تَكُـن للمعضـلات فَمـن لَهـا
لِعُلاك أَعــرض ســقم نَفــس ملَّهــا
وَأبـــثُّ شــَكواي إِلَيــك لَعَلَهــا
تَحَظــى بِســَمعِ مِــن نَـداك حَميـد
وَدَعـــت لِـــذّاتي وَداع مَفـــارقِ
ســَلوانُهُ مِــن بَعـد شـَيب مَفـارِقِ
وَطَمعــت مِنــكَ بِســَهل وَردٍ دافـقِ
وَفُــؤادي المَصــدوع أَعظَـم واثِـقِ
أَن لا أَعـــود بِمَصـــَدرِ مَـــردود
هَــل ثُــمَّ غَيـرك راحِـمٌ ذو شـَيبَةِ
حــارَت بِمَــدح عَلاك أَعظَــم هَيبَـةِ
يـا مَـن بِـهِ طـابَت مَعاهـد طيبَـةِ
حاشــا لِمَجــدك إِن أَبـوءَ بِخَيبَـةِ
وَحمــاك مُنتجعــي وَأَنــتَ عَميـدي
أَنــتَ الَّـذي خَتَـم الإِلَـه الأَنبيـا
بـكَ وَاِسـتَمَدَّت مِـن هُـداك الأَوليـا
مَـن لـي بِطَلعتـك المُكملـة الضِيا
صـَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا جادَ الحَيا
بِمحلجــل يَــروي الصــُخور مَزيـد
وَعَلــى جَميـع المُرسـَلين وَصـَحبُهُم
وَأَولـي النبـا المُتَجرِديـن لِرَبِهُم
وَعَلـى المَلائِكَـة الكِـرام وَحزبهـم
وَعَلــى عَشــيرتك الَّــذين بِحُبِهـم
طَهَــرَّت مِـن دَنـس العُقـوق بِـرودي
هُـم آلـك القُربـى الَّـذين بِذِكرِهم
نطـق الكِتـاب مُنـبئاً عَـن فَخرِهُـم
إِنـا أن عَجـزت عَن القِيام بِشُكرِهم
فَــوِدادهم دينــي وَطاعـة أَمرِهُـم
نَعــم العِيــاد إِذا أَلَّـمَ همـودي
وَعَلــى خَليفَتــك الأَحَــق تَقَــدُّما
وَوَزيـرك الفـاروق مَن أَحيا الحِمى
وَعلــي ابـن عَفـانِ وَحَيـدَرة وَمـا
وَكَــذلِكَ الصــَحب الكِـرام مُسـلِما
مــا فــاحَ نَشــرٌ مِـن مُهـب زرود
ولما كانت سنة 1246 هـ قدم حمص عامل من قبل السلطان محمود العثماني فوشى إليه بعض أعوانه بأن أمين الجندي هجاه، فأمر بنفيه، وعلم الشيخ أمين بالأمر ففر إلى حماة فأدركه أعوان العامل، فأمر بحبسه في إصطبل الدواب وحبس عنه الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق، فأقام أربعة أيام، وأغار على حمص بمئتي فارس فقتلوا العامل، وأفرج عن الشيخ أمين.له (ديوان شعر - ط) وفي شعره كثير من الموشحات وتواريخ الوفيات الشائعة في أيامه..