
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضــحكت بــروق الابرقيــن تبســما
وَسـمت نجـوم الحـق فـي كبـد السما
وَسـَقى الغمـام ربـا الحجـاز مسحرا
وَمصــــبحا وَمفجــــرا وَمعتمــــا
وَبَكـى الحمـام عَلـى الربـا مترنما
فـــأجبت ذاك الســاجع المترنمــا
وَمَكثــت فــي النيــابَتين متيمــا
وَلَقَــد رَضــيت بــأن أَعيـش متيمـا
يـا سـاجِعات الـورق فـي عذب الحمى
مـا كـل ذي شـجن يحـن إِلـى الحمـى
أَعلــىّ لــوم ان جَــرى دَمعـي دمـا
أوذبـت مـن وَلهـى إِلى البيض الدمى
صــد الحَـبيب عَـن الزيـارة بعـدَما
قــد كنــت أَرجـو أَن يـرق وَيرحمـا
يــا صــاح لا تَـرضَ الاقامـة متجـدا
ان كنــت فـارقت الفَريـق المنهمـا
أرخـــل مــن النيــابَتين قَلائصــا
فــي الـدونا فـرة تَبـارى الاسـهما
فــاذا دَنَــت أَعلام مكــة منــك أَو
ميقاتهــا أَحرمــت فيمــن أَحرمــا
وَطـف القـدوم هنـاك واسـع مهـرولا
فــي المروتيــن وَلـب وادع معظمـا
واقـض الَّـذي فـرض الالـه عليـك مـن
تفــث وعــد نحــو الحجـاز ميممـا
فــاذا بلغــت الــى ريــاض محمـد
فـــانزل هنــاك مصــليا وَمســلما
تلــق البَشــير المنــذر المزمــل
المـــدثر المتـــأخر المتقـــدما
كــــانَت نبــــوّته وآدم صــــورة
فـي المـاء وَالطيـن المصـوّر منهما
وَبــه وجـود الكـون مـن عـدم فقـد
ملأ الزَمــــان تفضــــلا وَتكرمـــا
قمـــر تعلقـــت النفـــوس بحبــه
فكـــأَنَّه فـــي كــل قلــب خيمــا
فَمَــتى أَجـوز إِلـى البَقيـع وَظبيـة
وأَحـوز ملـء العيـن مـن نـور بهما
وَأَقــوم فــي حـرم النبـوّة منشـدا
مــدحا كازهــار الرَبيــع منظمــا
لِلعــاقِب المـاحي الَّـذي ملا الـوَرى
كَرمـــا وَمرحمـــة وعــم وأَنعمــا
وابـن العَواتِـق خير من وطىء الثرى
وأجــل مــن ركــب المطـي وأَكرمـا
فالوَجــد أَوجــدني اليــك صــَبابة
وَحشــا الحشـا شـوقا يشـق الاعظمـا
يســـري حجــازي النَســيم بنشــره
فــأبيت ملتهــب الحَشاشــة مغرمـا
أَصـل الصـَلاة إِلـى الصـَلاة عَلى الَّذي
صـــَلى عليـــه ذو الجَلال وَســـلما
مَـن لـي بـأن أَصـل المَدينـة زائِرا
وأقبــل الــترب الكَريــم والثمـا
جــادَت عَلــى حــرم النَــبي محمـد
وَطفــاء تنشــرد معهــا المتسـجما
وَســرى إِلــى أَكنــاف طيبـة عـارض
غــدقا اذا ضــحكت بــوارقه همــى
بلـــد بــه المَلأ الَّــذين تبــووا
رتـب العلـى بالسـمر وَالبيض الظما
وَتفيــؤا ظــل العجــاج وأَعملــوا
أَســيافهم لمصــارع الصـيد الكمـا
بمبــارك الــوجه الَّــذي نفحــاته
فـي المحـل تحكـى الزاخر المتلطما
فــرد الكَرامـة بالشـَفاعة وَاللـوا
وَالكَـوثر المـروى العباد من الظما
وَمظفـــر العزمــات يصــدع عزمــه
صـــم الجبــال وَيســتحط الانجمــا
ملأ الثغـــور صـــواهلا وَقبـــائلا
كالاســد تَســتَبقي العجـاج الادهمـا
وَســَقى ديــار الشـرك غيـم عَواسـِل
وَمناصـــل يرفـــض عارضــها دنــا
ذاكَ المظلـــل بالغَمامــة وَالَّــذي
ســجد البعيــر لــه وحـن وأرزمـا
وَالظَـــبي حَيـــاه بأحســن منطــق
وَالعضـــو خــاطبه وكــان مســمما
وَبخمســـة الاقــراص أَشــبع جيشــه
وَســَقى خَميســا مـن يـديه عرمرمـا
وَرَمــى هــوازن فــي حنيـن بقبضـة
مــن تربـة الـوادي فولـوا اذرمـى
وَدَعـــا بأَشـــجار الفلاة فــأَقبلت
عنقـــا تســـير تــأخرا وَتقــدما
وَهُــوَ الَّـذي نطـق الحصـا فـي كفـه
وَالجـــذع حـــن تــذكرا وَتنــدما
وانشــق بــدر التــمّ مـن بَركـاته
وَالحــق يشــهد قبــل أَن أَتَكَلمــا
صــَلى عليـه اللَـه مـا هـب الصـبا
أَوحــن رعــد فـي الـدجى وَتزرجمـا
وَعلـى أَبـي بكـر فقـد سـبق الـوَرى
فضــلا وَتصــديقا لــه مــد أَسـلَما
عضـــد الرَســول بنفســه وَبمــاله
طــوبى لــذلك مــا أَبــر وأَرحمـا
وَعلــى الفَـتى عمـر الَّـذي بجهـاده
فـي اللَـه حـل بسـيفه مـا استبهما
فتــح الفتــوح وغــادرت فتحــاته
رســـم الضــَلالَة دارســا متهــدما
وَعلــى شـهيد الـدار عثمـان الَّـذي
مــن نـوره اسـتَحيت ملائكـة السـما
مــن انزلــت فيـه أمـن هـو قـانت
ذاك الَّــذي جمـع الكتـاب المحكمـا
وَعلــى أَبـي السـطين حيـدرة الَّـذي
مـا زالَ فـي الحَرب الهزبر الضيغما
تَرتـــاده الآمـــال رمضـــة ممــل
وَتـــذوقه الاعــداء ســما علقمــا
وَعلــى الحســين وَصـنوه حسـن فقـد
ســــميا بأمهمـــا علا وابيهمـــا
والآل وَالصـــحب الكِـــرام فــانهم
شــهب اذا ليــل الحَــوادِث اظلمـا
الضـــاحكِون اذا الوجــوه عَــوابِس
وَالمقــدمون اذا المقــدم احجمــا
ســحب النَـدى شـهب الهدايـة كلهـم
يَلقـى العـدا اسـدار اسـود أرقمـا
للــوحش رزق مــن حصــاد ســيوفهم
شــبعا وَريــا كــان لحمـا اودمـا
جَعَلــوا نَفائســهم وانفســهم حمـى
للــدين حَتّــى كــانَ دينــا قيمـا
لِلَّـــه در اولئكـــم مـــن فتيــة
مــا كــانَ اولاهــم بـذاك واقـدما
شـــملتهم بركـــات احمــد الَّــذي
ســاد الانــام فصــيحها والاعجمــا
قمـــر ســما ســبعا وكلــم ربــه
ليلا وَعــــــاد مبجلا وَمُعَظمــــــا
وَتقــدم الرســل الكِــرام لفضــله
فيهـــم وَكــبر بالصــَلاة واحرمــا
صــَلى عليـه اللَـه كَـم ملـك سـَرى
فيـه صـعودا فـي السـَماء وَكَـم سما
يــا ســيد الثقليـن يامـأ مولنـا
في الحشر يا هادي العباد من العمى
ان قمـت يـا ابـن الاطيـبين مشـفعا
بالمـــذنبين وَمشـــفقا مترحمـــا
فــاعطف عَلـى عَبـد الرَحيـم برحمـة
فَلَقَــد طغــى وَبَغـى وَجـاروا جرمـا
وَجفــاك اذ زار الرِفـاق وَلَـم يـزر
مــا يَســتَطيع يــرد امـرا مبرمـا
لكنـــــه لمـــــا رأى زلاتـــــه
عظمــت عليــه راى نوالــك اعظمـا
فـالطف بـه واعطـف عليـه وكـن لـه
حصـنا مـن الخطـب النظيـم وَملزمـا
واشــفع الـى البـاري لـه وَلسـربه
اذ صــار ســبحن الظـالمين جهنمـا
وأجــره فــي الـدارين مِمّـا يتقـي
هـو فـي حمـاك وَلَم تزل حامى الحمى
واجــره يــا مَــولاي كــل كَرامــة
ترحــى وزده عَلـى المَكـارِم أَنعمـا
وَعَليـك صـَلى اللَـه طـول الـدهر ما
ضـــحكت بــروق الابرقيــن تبســما
عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني.شاعر، متصوف من سكان (النيابتين) في اليمن.أفتى ودرس وله ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية.والبرعي نسبة إلى بُرع وهو جبل بتهامة (كما ورد في التاج).