
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ظِلالكُـــمُ تنــدو ومــوردكُمُ عــذْبُ
وترضـَوْنَ أن أضـحى وبالملح لي شُرْبُ
وأنتــم ومـا أنتـم غمـائمُ رحمـةٍ
تصــوبُ وأحلامُ العفـاة لهـا تصـبُو
أفيضـوا علينـا وانظرونـا بفضلكم
لنقبــس نــوراً لا يخيـب ولا يخبُـو
ألفــتُ الهـوى حـتى أنسـتُ بجـوره
فكـل عـذاب نـالني فـي الهوى عذبُ
وقلــت لجسـمي إنـه ثوبـك الضـنى
وقلــت لقلــبي إنـه إلفـك الحـبُّ
وقــالوا صـبا والشـيب لاح صـباحُهُ
فقلــتُ بــبيضٍ كالصــباح أناصــَبُّ
نهبـتُ عـذارى الحـي ليلـة عَرضـِها
وقــد جُليـت منهـا لمبصـرها شـهبُ
ولـم أرَ منهـا غيـر رجـع حـديثها
فتجهـل منها العين ما يعرف القلبُ
عِــرابٌ إذا اســتنّت بشــاو بلاغـة
تُقصـّرُ مـن دون اللحـاق لها العُربُ
وإن أسـنَدَتُ مـا بيـن نجـد وحـاجر
تقـول رواةُ الشـرق يا حبذا الغربُ
فمنعــة صــدق للخلافــة قـد ضـَفَتْ
علـى مـن حـواه مـن مهـابته حُجْـبُ
وجـوِّ صـقيل قـد جلتـه يـدُ الصـَّبا
يسـافر طِـرْفُ الطّـرْف فيه فما يكبُو
فلـولا الـتي من دونها طاعةُ الهوى
لحفَّـتْ بهـا حـولي الأباريقُ والشَّربُ
ولكـنْ نهاني الشيبُ أنْ أقربَ الهوى
إذا لـم يُتـحْ ممَّـنْ أُحـبُّ ليَ القُرْبُ
فلا تمطـوا دَيْـنَ المُعَلَّـل عـن غنـى
فجــانبكم ســهلٌ ومنزلكــم رَحْــبُ
وإن لــم تَرَوْنــي كفــأَهُنَّ ترفعـاً
وصــدَّكُمُ مــن دون خِطْبتهــا خَطْــبُ
فمـولايَ قـد أهـدى العميـدَ عقيلـةً
يُكلِّلُهـا مـن لفظهـا اللؤلُؤُ الرطبُ
أدارت كؤوســاً مــن مـدام صـبابةٍ
كما امتزج الصَّهباء والباردُ العذبُ
فــوالله لــولا موعــدٌ يـومُهُ غـدٌ
لـواجهكم منـي علـى مطلـبي العتبُ
أكتّــابَ مولانــا الخليفــةِ أحمـدٍ
وحسـبُكم الفخـر العميـم بـه حَسـْبُ
بــه اعـتزَّتِ الآداب وامتـدَّ باعُهـا
وطـالت يـداها واسـتحقَّ بها العُجْبُ
فلـو لـم يكـن بالفضل تنفُقَ سوقُها
لكـان يُقـال التَّبْـر فـي أرضه تُربُ
بقيتُــم بـه فـي ظـلِّ جـاءِ وغبطـةٍ
تَخُــبُّ إلـي لُقيـا نجيبِكُـمُ النُّجْـبُ
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)