
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلِ الأفـق بـالزُّهر الكواكب حاليا
فــإنِّيَ قــد أودعْتُـه شـرحَ حاليـا
وحَمَّلْــتُ معتــلَّ النســيم أمانــةً
قطعـتُ بهـا عمـر الزمـان أمانيـا
فيَـا مَـنْ رأى الأَرواحَ وهـي ضـعيفةٌ
أُحَمِّلُهــا مــا يســتخفُّ الرواسـيا
وسـاوسُ كـم جـدّتْ وجـدَّ بـيَ الهـوى
فعُــذَّبه القلــبُ المقلَّــبُ هازيـا
ومـن يُطـعِ الألحـاظ في شرعة الهوى
فلا بــدَّ أن يعصــي نصـيحاً ولاحيـا
عــدلتُ بقلــبي عــن ولايـة حكمـه
غـداة ارتضى من جائر اللحظ واليا
ومـا الحـبُّ إلا نظـرةٌ تبعـث الهوى
وتُعقـب مـا يُعيي الطبيب المداويا
فيــا عجبـاً للعيـن تمشـي طليقـةً
ويصـبح مـن جرّائهـا القلـبُ عانيَا
ألا فــي سـبيل اللـه نفـس نفيسـةٌ
يُرخّـصُ منهـا الحـبُّ مـا كان غاليا
ويــا رُبَّ عهــدٍ للشــباب قضــيتُهُ
وأحسـنت مـن دَيْنَ الوصال التقاضيا
خلـوتُ بمـن أهـواه مـن غيـر رِقبةٍ
ولكـنْ عفـافي لـم أكـن عنه خاليا
ويــوم بمســتنّ الظبــاء شــهدتُهُ
أجــدَّ وصــالاً باليـاً فيـه باليـا
ولـم أَصـحُ من خمر اللحاظ وقد غدا
بــه الجــوُّ وضـّاح الأسـِرَّةِ صـاحبا
وجــرّد مـن غمـد الغمامـة صـارماً
مـن الـبرق مصـقول الصفيح يمانيا
تبســّم فاســتبكى جفــونيَ غمــرةً
ملأتُ بــدُرِّ الــدمع فيهـا ردائيـا
وأذكرنـــي ثغـــراً ظمئتُ بِــورْدِهِ
ولا والهـوى العـذريّ ما كنْتُ ناسيا
وراح خَفــوق القلـب مثلـي كأنمـا
بـبرق الحمى من لوعة الحبِّ ما بيا
وليلـةَ بـات البـدرُ فيهـا مضاجعي
وبـاتتْ عيـون الشـهب نَحوي روانيا
كرعــتُ بهـا بيـن العُـذَيْب وبـارقٍ
بمـورد ثغـر بـات بالـدارِّ حاليـا
رشــفتُ بــه شــهدَ الرُّضـاب سـُلافةٌ
وقبّلْـتُ فـي مـاء النعيـم الأقاحيا
فيـا بـرد ذاك الثغـر رَوَّيـتَ غُلَّتي
ويــا حَـرَّ أنفاسـي أَذَيْـتَ فؤاديـا
وروضـــة حســن للشــباب نضــيرةٍ
هصـرتُ بغصـن البانِ فيها المجانيا
وبــتُّ أُســقّي وردة الخــد أدمعـي
فأصـبح فيهـا نرجـسُ اللحـظ ذاويا
ومــالت بقلــبي مــائِلاتُ قـدودها
فمــا للقــدود المـائلاتِ وماليـا
جـزى الله ذاك العهدّ عَوْداً فطالما
أعـاد علـى ربعي الظباء الجوازيا
وقـلْ لليـالٍ فـي الشـباب نعمتُهـا
وقضــَّيْتُها أُنســاً ســُقيتِ لياليـا
ويــا واديــا رفّــت علــيَّ ظلالـهُ
ونحـن نـدير الوصـل قُدِّسـتِ لياليا
رمتنـي عيـونُ السـرب فيـه وإنمـا
رَمَيْـنَ بقلـبي في الغرام المراميا
فلــولا اعتصــامي بــالأمير محمّـد
لمـا كنـتُ مـن فتك اللواحظ ناجيا
فقـل للـذي يبنـي على الحسن شعرَهُ
عليـه مَـعَ الإحسـان لا زلـتَ بانيـا
فكـم من شكاةٍ في الهوى قد رفأتُها
ورفَّعتُهـا بالمـدح إذ جـاء تاليـا
وكـم ليلـةٍ فـي مـدحه قـد سهرتُها
أُبـاهي بـدُرِّ النظـم فيه الدّراريا
ولاح عمــود الصـبح مثـل انتسـابه
رفعــتُ عليــه للمديـح المبانيـا
إمــامٌ أفــادَ المكرمــاتِ زمـانَهُ
وشـاد لـه فـوق النجـوم المعاليا
وجـاوز قـدْر البـدر نـوراً ورِفْعَـةً
ولــم يــرضَ إلا بالكمـال مُواليـا
هـو الشـمس بَثَّتْ في البسيطة نفعَها
وأنوارهــا أهـدت قريبـاً وقاصـيا
هـو البحـر بالإحسـان يزخُـر مـوجُهُ
ولكنــه عــذبٌ لمــن جـاء عافيـا
هـو الغيـث مهما يُمسكِ الغيث سُحبه
يُـروِّ بسـحب الجـود مـن كان صاديا
شــمائلُ لــو أن الريـاضَ بحسـنها
لمـا صـّار فيها زهرها الغضُّ ذاويا
فيا ابن الملوك الصيد من آل خزرجٍ
وذا نســبٌ كالصــبح عَــزَّ مُسـاميا
ألسـتَ الـذي ترجـو العفـاةُ نوالَهُ
فتُخْجِـلُ جـدواه السـحابَ الغواديـا
ألسـتَ الـذي تخشـى البغـاةُ صيالَه
فتوجِـلُ عليـاهُ الصـعابَ العَواديـا
وهـدْيُك مهمـا ضـلّتِ الشـّهبُ قصـدها
تــولَّتْهُ فـي جنـح الدُّجُنَّـةِ هاديـا
وعزمـك أمضـى مـن حسامك في الوغى
وإن كـان مصـقول الغِرَارَيْـنِ ماضيا
فكـم قـادحٍ فـي الـدين يكفـر ربَّه
قــدحتَ لـه زنـد الحفيظـة واريـا
ومـــا راعــه إلاّ حســامٌ وعزمــةٌ
يضـيئان فـي ليل الخطوب الدَّواجيا
فلـولاك يـا شـمسَ الخلافـة لـم يَبِنْ
سـبيلُ جهـاد كـان مـن قبـلُ خافيا
ولــولاك لــم تُرفـع سـماءُ عجاجَـةٍ
تلـوحُ بهـا بيـضُ النصـول دراريـا
ولـولاك لـم تنهـلْ غصـونٌ من القنا
وكـانت إلـى وردِ الـدماءِ صـواديا
فـأثمر فيهـا النصـلُ نصـراً مؤزّراً
وأجنـى قطـاف الفتـح غضـَّاً ودانيا
ومهمــا غـدا سـفّاح سـيفك عاريـا
يغــادر وجـهَ الأرض بالـدم كاسـيا
قضـى اللـه مـن فـوق السَّموات أنه
علـى من أبى الإسلام في الأرض قاضيا
فكــم معقــلٍ للكفـر صـبَّحتَ أهلَـه
بجيـشٍ أعـادَ الصـبح أظلـم داجيـا
رقيــتَ إليــه والســيوف مُشــِيحةٌ
وقـد بلغـت فيـه النفوس التراقيا
ففتحــتَ مرقــاه الممنّــعَ عَنْــوَةً
وبـات بـه التوحيـد يعلـو مناديا
وناقوســه بالقســْرِ أمســى معطّلاً
ومنْــبرُه بالــذكر أصــبح حاليـا
عجــائب لــم تخطـر ببـالِ وإنمـا
ظفرنـا بهـا عـن همـة هـي ما هيا
فمنـك اسـتفاد الـدهرُ كـلَّ عجيبـةٍ
يبـاهي بهـا الأملاك أخـرى لياليـا
وعنــك يُــروّي النـاسُ كـلَّ غريبـة
تخـطُّ علـى صـفح الزمـان الأماليـا
وللـــه مبنــاك الجميــل فــإنهُ
يفـوق علـى حكـم السعود المبانيا
فكــمْ فيــه للأبصــار مـن مُتَنَـزَّهٍ
تجــدُّ بـه نفـس الحليـم الأمانيـا
وتهـوى النجـوم الزهرُ لو ثبتت به
ولـم تـكُ فـي أفـق السماء جواريا
ولــو مثلَـتْ فـي سـابقيه لسـابقت
إلـى خدمـةٍ ترضـيك منها الجواريا
بـه البهوُ قد حاز البهاءَ وقد غدا
بـه القصـرُ آفـاقَ السـماء مُباهيا
وكـــم حلَّـــةٍ جلَّلْتَـــه بحُليِّهــا
مـن الوشي تُنْسي السابرِيَّ اليمانيا
وكــم مــن قِسـيّ فـي ذراه ترفَّعـت
علـى عُمُـدٍ بـالنور بـاتت حواليـا
فتحســــبها الأفلاك دارت قِســـيُّها
تظـل عمـود الصـبح إذ بـات باديا
ســواريَ قــد جــاءت بكـلّ غريبـة
فطـارت بهـا الأمثـال تجري سواريا
بـه المرمـرُ المجلـوُّ قـد شفَّ نورُهُ
فيجلـو مـن الظلماء ما كانَ داجيا
وكـــم حلَّـــةٍ جلَّلْتَـــه بحُليِّهــا
مـن الوشي تُنْسي السابرِيَّ اليمانيا
وكــم مــن قِسـيّ فـي ذراه ترفَّعـت
علـى عُمُـدٍ بـالنور بـاتت حواليـا
فتحســــبها الأفلاك دارت قِســـيُّها
تظـل عمـود الصـبح إذ بـات باديا
ســواريَ قــد جــاءت بكـلّ غريبـة
فطـارت بهـا الأمثـال تجري سواريا
بـه المرمـرُ المجلـوُّ قـد شفّ نورُهُ
فيجلـو مـن الظلماء ما كانَ داجيا
إذا مــا ضـاءت بالشـّعاع تخالهـا
علــى عِظَــمِ الأجـرام منهـا لآليـا
بـه البحـر دفّـاع العبـاب تخـاله
إذا مـا انبرى وفد النسيم مُباريا
إذا مـا جَلَتْ أيدي الصَّبا متن صفحه
أرتنـا دُروعـاً أكسـبتنا الأياديـا
وراقصـةٍ فـي البحـر طـوع عِنانهـا
تراجــع ألحـانَ القيـان الأغانيـا
إذا مـا علـتْ فـي الجـو ثم تحدَّرتْ
تُحلّــي بمرفـضِّ الجُمـان النواحيـا
بــذوب لجيــن ســال بيـن جـواهرٍ
غـدا مثلهـا في الحسن أبيض صافيا
تشـــابَهَ جــارٍ للعيــون بجامــدٍ
فلـمْ أَدْرِ أَيّـاً منهـا كـان جاريـا
فـإِنْ شـئت تشـبيهاً لـه عـن حقيقةٍ
تصـيب بهـا المرمـى وبوركتَ راميا
فقـلْ أرقصـت منهـا البحيرة متنها
كمـا يُرقـصُ المولـودَ من كان لاهيا
أَرتنـا طبـاعَ الجـود وهـي وليـدة
ولـم تـرضَ فـي الإحسـان أَلاَّ تُغاليا
سـقَتْ ثغـر زهـر الرّوض عذب بُرودها
وقـامت لكي تهدي إلى الدهر ساقيا
كـأنْ قـد رأت نهـر المجـرّة ناضباً
فرامـت بـأن تُجـري إليه السَّواقيا
وقـامت بنـات الـدوح فيـه موائلاً
فــرادى ويتلــو بعضــهنّ مثانيـا
رواضـع فـي حجـر الغـرام تَرَعْرَعَـتْ
وشــبَّت فشــَبَّتْ حبِّهـا فـي فؤاديـا
بهــا كــلُّ ملتـفّ الغـدائر مسـبل
تُجيـل بـه أيـدي النسـيم مـداريا
وأشــرف جيـدُ الغصـن فيهـا معطلاً
فقلّــدتِ النــوّارَ منـه التراقيـا
إذا مــا تحلّــت درَّ زهْــر غُروسـُهُ
يـبيتُ لهـا النَّمَّـامُ بالطّيب واشيا
مصــارفة النقـدين فيهـا بمثلهـا
أجـاز بهـا قاضي الجمال التقاضيا
فــإن ملأت كــف النســيم بمثلهـا
دراهــمَ نَــوْرٍ ظـلَّ عنهـا مُكافيـا
فيملأ حجــر الــروض حـول غصـونها
دنـانيرَ شـمس تـترك الـروض حاليا
تغـرِّدُ فـي أفنانهـا الطيـرُ كلّمـا
تجـسُّ بـه أيـدي القيـان الملاهيـا
تراجعُهــا ســجعاً فتحســب أنهــا
بأصـواتها تُملـي عليهـا الأغانيـا
فلـم نـدرِ روضـاً منـه أنعَـمَ نَضْرَةً
وأعطــرَ أرجــاءً وأحلــى مجانيـا
ولـم نـرَ قصـراً منـه أعلى مظاهراً
وأرفــع آفاقــاً وأفســح ناديــا
معـانيَ مـن نفـس الكمال انتقيتَها
وزيَّنْـتَ منهـا بالجمـال المغانيـا
وفــاتحتَ مبنــاه بعيــدٍ شــرعتَهُ
تبـثُّ بـه فـي الخـافقين التهانيا
ولمــا دعـوتَ النـاس نحـو صـنيعه
أجـابوا لهم من جانب الغور داعيا
وأمُّــوهُ مــن أقصـى البلاد تقرُّبـاً
ومـا زال منك السعد يدني الأقاصيا
وأذكـرتَ يـوم العـرض جـوداً ومنعةً
بموقـفِ عـرضٍ كنـتَ فيـه المجازيـا
جزيــت بــه كلاًّ علــى حـال سـعيه
فمــا غرسـَتْ يمنـاهُ أصـبح جانيـا
وأطلعـت مـن جـزل الوقـود هوادجاً
تُـذكِّرُ يـوم النّفـر مـن كان ساهيا
وحيــنَ غـدا يُـذكى ببابـك للقـرى
فلا غـرو أن أجريـت فيـه المذاكيا
وطامحــةٍ فــي الجـو غيـر مطالـةٍ
يـردُّ مـداها الطـرفَ أحسـرَ عانيـا
تمــدُّ لهــا الجـوزاءُ كـفَّ مُصـَافحٍ
ويـدنو لهـا بـدرُ السـماء مناجيا
ولا عجـبٌ أن فـاتت الشـُّهبَ بـالعُلا
وأن جـاوزت منها المدى المتناهيا
فــبين يـدَيْ مثـواك قـامت لخدمـة
ومـن خـدمَ الأعلى استفاد المعاليا
وشــاهدُ ذا أنّــي ببابــك واقــفٌ
وقـد حَسـَدَتْ زُهـر النجـوم مكانيـا
وقـد أرضـعت ثـديَ الغمـائم قبلها
بحجــر ريــاض كـانَّ فيـه نواشـيا
فلمــا أُبينـت عـن قـرارة أصـلها
أرادت إلـى مرقـى الغمـام تعاليا
وعـدَّت لقـاء السـحب عيـداً وموسماً
لذاك اغتدت بالزَّمرِ تُلهي الغواديا
فأضــحكتِ الــبرق الطـروبَ خلالهـا
وبــاتت لأكـواس الـدراري مُعاطيـا
رأت نفســها طــالتْ فظنّـتْ بأنهـا
تفـوتُ علـى رغـم اللحاق المراميا
فخفّــتْ إليهــا الــذابلاتُ كأنهـا
طيــورٌ إلــى وكـر أطلْـنَ تهاويـا
حكـت شـبهاً للنحـل والنحـلُ حـولَه
عصــيٌّ إلـى مثـواه تهـوي عواليـا
فمــن مثبـتٍ منهـا الرميـة مـدركٍ
ومـن طـائرٍ فـي الجـو حلّـق وانيا
وحصـنٍ منيـع فـي ذراهـا قد ارتقى
فأبعـد فـي الجو الفضاء المراقيا
كـأن بـروقَ الجـو غـارتْ وقـد أَرتْ
بـــروجَ قصــورٍ شــِدتَهُنَّ ســواميا
فأنشــأتَ برجــاً صــاعداً متنـزّلاً
يكـــون رســولاً بينَهُــنّ مــداريا
تطــوُّرَ حــالاتٍ أتــى فـي ضـروبها
بــأنواع حَلْــي تسـتفزُّ الغوانيـا
فحِجْــلٌ برجليهــا وشــاحٌ بخصـرِها
وتـاجٌ إذا مـا حـلَّ منهـا الأعاليا
ومــا هــو إلا طيــرُ سـعد بـذروةٍ
غـدا زاجـراً من أشهب الصبح بازيا
أمـولايَ يـا فخـر الملـوك ومَـنْ به
سـيبلُغُ ديـنُ اللـه مـا كان راجيا
بَنُــوكَ علـى حكـم السـعادة خمسـةٌ
وذا عــدد للعيـن مـا زال واقيـا
تــبيتُ لهــم كـفُّ الثريّـا مُعيـذةً
ويصــبحُ معتــلُّ النواســم راقبـا
أَســامٍ عليهــا للســعادة مِيســمٌ
تـرى العـزّ فيهـا مسـتكناً وباديا
جعلـت أبـا الحجّـاج فاتـحَ طرسـهم
وقـد عرفـتْ منـك الفتوحُ التواليا
وحســبُك ســعدٌ ثــم نصــرٌ يليهـمُ
محمّــدٌ الأرضــَى فمـا زلـت راضـيا
أقمـتَ بـه مـن فطـرة الـدين سـُنْةً
وجـدْدت فـي رسـم الهدايـة عافيـا
وجـاءوا بـه مِلـءَ العيـون وسـامةً
يُقبّــلُ وجْــهَ الأرض أزهــر باهيـا
فيـا عـاذراً مـا كـان أجـرأ مثلَه
فمثلُـك لا يُـدمي الأسـود الضـواريا
وجاءتـك مـن مصـر التحايا كرائماً
فمـا فتقـت أيدي التِّجار الغواليا
ووافتــك مـن أرض الحجـاز تميمـةٌ
تُتَمِّــمُ صــنعَ اللـه لا زال باديـا
ونــاداك بالتحويـل سـلطانُ طَيْبَـةٍ
فيـا طيـب مـا أهـدى إليك مناديا
وقــام وقــد وافــى ضـريح محمّـدٍ
لســلطانك الأعلــى هنالـك داعيـا
ســريرتك الرُّحْمَــى جـزاك بسـعيها
إلــهٌ يُــوفِّي بـالجزاء المسـاعيا
فـــوالله لـــولا ســـُنَّةٌ نبويــة
عهــدناه مهــديّاً إليهـا وهاديـا
وعــذر مــن الإعــذار قـرر حكمـه
مـن الشـرع أخبـارٌ رُفعـن عواليـا
لراعـت بهـا للحـرب أهـوال موقـفٍ
تُشــيبُ بمـبيضّ النصـول العواليـا
لـك الحمـدُ فيـه مـن صـنيع تعـدُّه
فثــالثُه فـي الفخـر عـزّز ثانيـا
تشــدُّ لـه الجـوزاء عِقـدَ نطاقهـا
لتخـدمَ فيـه كـي تنـال المعاليـا
وهُنّيــت بالأمـداح فيـه وقـد غـدا
وجــودك فيــه بالإجــادة وافيــا
ودونـك مـن بحـر البيـان جـواهراً
كَرُمْــنَ فمــا يُشــْرَيْنَ إِلاَّ غَواليـا
وطــارتُ لفيهــا وصـف كـلِّ غريبـةٍ
فـأعجزتُ مـن يـأتي ومن كان ماضيا
فيــا وارث الأنصــار لا عـن كلالـةٍ
تـــراثَ جلال يســـتخفُّ الرواســيا
بأمــداحه جــاء الكتــاب مفصـلاً
يرتِّلُـه فـي الـذكر مـن كان تاليا
لقــد عــرفَ الإِســلام ممـا أفـدتَهُ
مكــــارمَ أنصـــاريّةً وأياديـــا
عليــك سـلامُ اللـه فاسـلم مخلَّـداً
تُجــدِّد أعيــاداً وتبلــي أعاديـا
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)