
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبْلِــغْ لغرناطــةٍ ســلامي
وصـِفْ لهـا عهـديّ السـليمْ
فَلَـوْ رَعَـى طيفُهـا ذمـامي
مـا بـتُّ فـي ليلة السليمْ
كَـمْ بـتُّ فيها على اقتراحِ
أُعَــلُّ مِـن خمـرةِ الرُّضـَابْ
أُديــرُ فيهــا كـؤوسَ راحٍ
قـد زانَها الثغرُ بالحَبَابْ
أختـال كالمهرِ في الجِماحِ
نشـوانَ فـي روضـةِ الشبابْ
أضـاحِكُ الزهـر في الكِمامِ
مُباهيــاً روضــَهُ الوسـيمْ
وأَفضـحُ الغصـنَ في القوامِ
إِنْ هــبَّ مـن جَوِّهـا نسـيمْ
بَيْنَـا أَنّـا والشـبابُ ضافِ
وظِلُّيـــهُ فوقَنــا مَديــدْ
ومــورد الأنـسِ فيـه صـافِ
وبُــــرْدُهُ رائقٌ جديــــدْ
إِذْ لاحَ فـي الفَوْدِ غَيْرَ خافِ
صــُبْحٌ بــه نَبَّـهَ الوَليـدْ
أَيْقَـظَ مـن كـانَ ذَا منـامِ
لمـا انْجَلَـى لَيْلُهُ البهيمْ
وأرســلَ الـدمعَ كالغمـامِ
فــي كــلِّ وادٍ بـه أهيـمُ
يــا جيـرةً عَهْـدُهُمْ كريـمُ
وفِعْلُهُـــمْ كُلِّهــمْ جميــلْ
لا تعـذُلُوا الصـبَّ إِذْ يهيمُ
فقبلَــهُ قــد صـَبا جميـلْ
القـربُ مـن ربعكـم نعيـمُ
وبُعْـــدُكم خطبُــهُ جَليــلْ
كـم مـن ريـاضٍ بـه وِسـَامِ
يُزهـى بها الرائض المسيمْ
غـــديرها أزرق الجمــامِ
ونبتُهـــا كُلُّـــه جميــمْ
أَعِنْـــدَكُمْ أَنّنــي بِفــاسِ
أُكابــدُ الشـوقَ والحنيـنْ
أذكـرُ أهلـي بهـا وناسـي
واليومُ في الطولِ كالسنينْ
اللـهُ حسـبي فكـم أُقاسـي
مـن وحشـةِ الصبحِ والبنينْ
مطارحــاً ســاجِعَ الحمـامِ
شـوقاً إلـى الإِلْفِ والحميمْ
والـدمعُ قد لَجَّ في انسجامِ
وقـد وَهَـى عِقـدُهُ النظيـمْ
يـا سـاكني جَنَّـةِ العريـفِ
أُســْكنْتُمُ جَنَّــةَ الخلــودْ
كـم ثَـمَّ مـن منظـرٍ شـريفِ
قـد حُـفَّ بـاليُمْنِ والسُّعُودُ
وربَّ طـــودٍ بـــه منيــفِ
أدواحُـهُ الخضـرُ كـالبنودْ
والنَّهْـرُ قـد سـُلَّ كالحسامِ
لراحــةِ الشــَّربِ مسـتديمْ
والزهـرُ قـد راقَ بابتسامِ
مُقَبِّلاً راحــــةَ النـــديمْ
بَلَّـغْ عبيـدَ المقـامِ صَحْبي
لا زلْتُـمُ الـدهرَ فـي هَنَـا
لقـــاكُمُ بُغْيَــةُ المُحــبِّ
وَقُربُكُــمْ غايــةُ المنَــى
فعنـدكُمْ قـد تركـتُ قَلـبي
فجـــدَّدَ اللـــهُ عَهْــدَنَا
ودارك الشــمل بانتظــامِ
مـن مُرتجـى فضـلِهِ العميمْ
فـي ظـلِّ سـُلطانِنا الإمـامِ
الطـاهرِ الظـاهرِ الحليـمْ
مُــؤمِّنُ العُــدْوتَيْنِ مِمَّــا
يُخَــافُ مـن سـطوةِ العِـدَى
وفَــارجُ الكـربِ إِنْ أَلَمَّـا
ومُــذهبُ الخطــب والـردَى
قـد راقَ حُسـناً وفاقَ حِلْمَا
ومـا عـدا غيـر مـا بـدا
مَــوْلاَي يـا نخبـةَ الأَنّـامِ
وحـائزَ الفخـر في القديمْ
كَمْ أرقبُ البدرَ في التمامِ
شـوقاً إلـى وجهِـكَ الكريمْ
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)