
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَحِــق لِلأَزهَــرِ المَعمـورِ أَن يَهنـا
فَمــا تَمَنّــاه مَولانــا بــهِ منّـا
وَالـدَهرُ مَـدَّ يَـداً لِلصـُلح مُعتَـذِراً
وَأَصــبَح اليَـومَ يَرجـو قُربـه مِنّـا
وَأَشـرَقَت فـي سـَماءِ السَعدِ شَمسُ مُنىً
وَبُلبُـلُ الأُنـسِ فـي رَوضِ الصـَفا غَنّى
وَاِستَبشَر الناس بِالخَيرِ المَزيد لِذا
كُـلٌّ لِصـاحِبِه فـي الكَـونِ قـد هَنّـى
مُـذ عـاد مَولى التُقى شَيخاً لأَزهرنا
حَسـّونَةُ المُنتَقـى يستصـحِبُ اليُمنـا
الجِهبِــذيُ أَبـو الإِفضـلِ مَـن بِسـَنا
مِشـكاةِ أَفكـاره فـاق الـوَرى ذهنا
ربُّ المَهابَــةِ وَالإِجلالِ مَــن شــهِدت
بِطيـب مَسـراه فينا السيرَةُ الحَسنا
دُرِّهِ المُنتَقـــى كــم زان قاصــِدَهُ
وَكنـزِهِ المُجتَـبي كـم أَجـزل المنا
فـي حُسـنِ منطقـه سـحرُ البيانِ بدا
شــهمٌ رَأَينـا لـهُ كسـبَ العُلا فنـا
أَبـو المَعـالي فتَأبى أَن يكون لها
سـواهُ أَهلاً وَلا يَرضـى سـواها ابنـا
هـــذي مَـــآثره تُغنيـــكَ بيِّنَــةً
فَــإِنَّ منطِقهــا لا يَعــرِف المينـا
لا عَيـبَ فيـهِ سـوى تقليـدنا مننـاً
غَـرّاء تُعجِـزُ مَـن طـولَ المدى أَثنى
اذا عُيــونُ وُلاةِ الأَمــرِ قـد غَفلَـت
نَـراه فـي نفعِنـا قد أَسهر الجَفنا
يــولى الجَميــلَ لراجيـه وَيُشـكرهُ
وَلَيـــسَ يُتبِعــه فخــراً وَلا مَنّــا
لِلَّــهِ أَخلــص فـي قـولٍ وفـي عمـلٍ
وَليــسَ غيــرَ صــلاحٍ يبتَغــي مِنّـا
لا يُعــرفُ الطيــب إِلّا مـن شـَمائِلِه
وَلا العَدالــةُ إِلّا مــا لــه ســنّا
لَئِن تَقضــّى زَمــانٌ كــان يُغضـِبُنا
فَـذا زَمـانٌ بـه فَـوقَ المنـى نِلنا
فَــالأَزهَرُ اليــوم مَسـرورٌ بِعَـودَتِهِ
فَــإِنَّهُ مِــن نَــواهُ طالَمــا أَنّـا
وَطالَمــا قـد شـَكا مِمّـا أَلَـمَّ بِـهِ
وَطالَمــا بِاِســتِياقٍ لِلِّقــا حَنّــا
يا ناصِرَ الدينِ وَالأَعدا قَدِ اجتَمَعوا
لِيَهـدِموا مـن أَعـالي حِصـنه رُكنـا
نصـرتهُ عنـد مـا عَـزّ النَصـيرُ لـه
وَكنــتَ وحـدَكَ فـي مِصـرٍ لـه عَونـا
لـم تَخشَ في اللَهِ لَومَ اللائمين وقد
جـاهَرتَ بِـالحَقِّ وَالغَيرُ انزَوى جُبنا
أَفحَمــتَ خَصــمك مُحتَجّـاً عَلَيـه بِلا
إِكـراهَ فـي الـدينِ حَتّـى قالَ آمنا
وَبِعـتَ في دينكَ الدُنيا بِما اِشتَمَلَت
وَقُلــتَ إِن ننصـُر الرحمـن يَنصـُرنا
لِــذا مَقامَـكَ فـاقَ الشـَمس منزِلَـةً
وَطيــبُ ذكـرِكَ فينـا عطَّـر الكونـا
يـا آلَ الأَزهـر كونـوا كُلُّكُـم رجُلاً
وَبِـالقُلوبِ تَصافَوا وَاِرتُكوا الضِغنا
كَفـى كَفـى مـا مَضـى مِمّـا أَضرَّ بِنا
مِــنَ التَفَــرُّقِ وَلنَرجـع كمـا كُنـا
قَــد كــانَ أَصـغَرُكُم يُجِـلُّ أَكبَرُكُـم
وَالأَبُّ فــي كُــلِّ آنٍ يَرحَــمُ الإِبنـا
وَمـا سـَمِعنا بِشـَكوى قَبـلُ مِـن أَحدٍ
وَلا رَئيــسٍ عَلــى ذي حاجَــةٍ ضــَنّا
وَكُنتُـــمُ بــاِئتِلافٍ فــي عَفــافِكُم
يَسـعى الأَميـرُ إِلَيكُـم ليـس مُمتَنّـا
فَصــَيَّرَ الحــالَ مَعكوســاً تَزَلُّفُكُـم
لكُـلِّ ذي نِعمَـةٍ عنكُـم قَـد اسـتَغنى
حَــتى ازدراكُـم بهـذا كـل مُحتَـرِمٍ
لكــم وَمجكُــمُ الأَعلـى مَـعَ الأدنـى
وَحَـلَّ بعـد الوِفـاقِ الخُلـفُ بينكـم
وَالحِقـدُ وَالبُغـضُ صـارا عِندَكم فنّا
وَالعَفــوُ أَنكرتُمـوهُ وَهـوَ شـيمَتُكُم
وَالصـَفحُ لَفـظٌ لـديكُم مُبهَمُ المَعنى
لـذاكَ نـال أَعـادي الـدين بغيتهم
فينـا وَكـان الَّـذي مِـن أَمره خِفنا
الحَــقَّ قلــتُ وَلا أَخشــى ملامتكُــم
فـالحقُّ إن ضـاع عمـداً بيننا ضِعنا
فـإن تَـرَوا أن تُعيدوا مجدَ سالِفِكم
وَأن تصــونوا بـه أعراضـكُم صـَونا
فلتَقطَعـوا حبـلَ مرذولِ التقاطُعِ وَل
يكُــن شــعارُكُم الإِخلاصَ لا الشــَّحنا
وَلتقتــدوا بهــداةٍ منكــمُ شـهِدت
بفضــلهم وتقــاهم ســيرةٌ حَســنا
عَفُّـوا فخفّـوا وصـانوا مـاء وجههمُ
فكـان هـذا لـدين المصـطفى حِصـنا
كونـوا يَـداً مَـع نَصير الحقّ شَيخِكُمُ
وإن ظَنَنتُــم عُـدولا حسـِّنوا الظَنّـا
وَاِستَغفِروا اللَهَ مِمّا كان وابتهلوا
إليــهِ يَغفِـر لنـا فضـلاً ويرحَمنـا
عَلَيــهِ صــلِّ وَســَلِّم رَبَّنــا أَبـداً
وَالآلِ وَالصـَحبِ جَمعـاً ما الدُجا جَنّا
أحمد محمد الكناني الأبياري.شاعر مصري، درس في المدارس الأميرية، وله ديوان شعر.