
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كلفــت بِلَيلــى وَهــيَ ذات جَمـالِ
فَلازمتُهــا عمــراً لغيــر وِصــالِ
وَزايلتهـــا لا حامِــداً لزيــالي
نـأت بـيَ عَـن لَيلى نوىً لا أُريدها
فَمـا لـي إلـى لَيلى سِوى اللفتات
يَقــول أُنــاس إن عفــراء تغضـبُ
إذا أَبصــرت عينـاً إليهـا تُصـوِّبُ
فَقلــت لَهــم إنــي فَلا تتكـذّبوا
نظــرتُ إِلـى عَفـراء عشـرينَ مَـرَّةً
فَمـا غضـبت عَفـراء مـن نَظَراتي
نعمـتُ زَمانـاً قبـل هَـذا التَشـتتِ
بعَفـراء إذ جـادَت وَعَفـراءُ سلوَتي
فَلَمّـا مَضـَت عنـي إلـى غيـر عودة
ظللــت رِدائي فـوق رأَسـي قاعِـداً
أَعُــدُّ الحَصــى لا تنقضـي عـبراتي
لَقَـد فاتَني أن أمنع الركب باذِلا
من الجهد ما يَنهاهُ عَن أن يزايلا
وَلَكِنَّنـي تـاللَه قـد كنـت جـاهِلا
تســاقطُ نَفســي كـلَّ يـومٍ وَلَيلـةٍ
عَلـى إثـر مـا قـد فاتهـا حسراتِ
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).