
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمــوت الفَــتى خيـر لـه مـن معيشـة
يَكــون بهـا عـبئاً ثَقيلا عَلـى النـاس
وأنكــد مـن قـد صـاحب النـاس عـالم
يــرى جــاهلاً فــي العـز وهـو حقيـر
يَعيــشُ رخـيَّ العيـش عِشـرٌ مـن الـوَرى
وَتســـعة أَعشـــار الأنــام مناكيــد
أَمــا فـي بَنـي الأرض العَريضـة قـادرٌ
يخفــــــف وَيلات الحَيــــــاة قَليلا
إذا مـا رجـال الشـرق لم ينهضوا معاً
فأضــيع شــيء فــي الرجـال حقوقهـا
إذا نــات أوطانــاً نشــأت بأرضــها
خـــراب ولــم تحــزن فــأنت جمــاد
بربــك قلــبي أنــت لا نـترك الهـوى
ســواءٌ سـلا يـا قلـب غيـرك أم هامـا
اتصـلح فـي الشـرق الحكومـات شـأنها
لعـــل الغنــى والعلــم يجتمعنــان
أَفــي الحــق أَنَّ البعـض يشـبع بطنـه
وأَن بطـــــون الأكــــثرين تجــــوع
تقــدم أهــل الغــرب حــتى تحـرروا
فمـــا منـــع الشــرقيَّ أن يتحــرّرا
أســائلتي عَـن غايـة الخـالق اسـكتي
فَمــا لــي عَلـى هَـذا السـؤال جـواب
إذا حيـــي الإنســان صــادف منكــراً
وإن مـــاتَ لاقـــى منكــراً وَنَكيــرا
ترقــب ســقوطاً يـا ابـن آدم قـاتلا
فإنــك لــو تــدري علــى جـرف هـار
لقــد قــال كـل فـي الحيـاة برأيـه
تعــــددت الآراء والحــــق واحــــد
إذا قلــت حقــاً خفــت لـوم مخـاطبي
وإن لَــم أَقــل حقــاً أخــاف ضـَميري
أَرى النـــاس إلا مــن تــوفر عقلــه
مـــن النــاس أعــداءً لكــل جَديــد
خــذ العلـم إن الفضـل للعلـم وحـدَه
وإن رجــال العلــم وحــدهمُ النــاس
إبـــاؤُك والإدعـــان شـــرٌّ كلاهمـــا
علــى أن بعـض الشـر أهـون مـن بعـض
لقـد عـاش في الدنيا كما يرتضي امرؤ
يميـــل مـــع الأيــام حيــث تميــل
رَأَيـــت جياعـــاً يفخــرون بجــوعهم
فأضــحكني مــا قــد رأَيـت وأبكـاني
وَمــا النــاس إِلّا خـادِع فـي مَقـاله
يريــد بــه الــدنيا وآخــر مخـدوع
تـــأَخرت بعـــد الأربعيـــن كأنمــا
أمـــاميَ فـــي ســيري إليــهِ ورائي
ألا لَيــتَ أَعمــالي إذا كنــت ميتــاً
وَقَـــد نقـــدوها لا علـــيَّ ولا ليــا
لقـد سـار آبـائي جميعـاً إلـى الردى
وإنــــي علـــى آثـــارهم سأَســـير
يعــود إلــى بــدءٍ لــه كــل ذاهـب
وليــس لأيــام الشــبيبة مــن عــود
أَتَــت صــور الماضــي تباعـاً فمثلـت
لعينـــي لهــواً مــرَّ ثــم اِضــمحلت
أتينــا إلـى الـدنيا فـرادى وهكـذا
سنمضــي فــرادى واحــداً بعـد واحـد
فحصـت بطـون الكـون فحصـاً فَلَـم أَجِـد
ســوى حركــات فيــه لَـم أَدرِ ماهيـا
ألا أيهـــا الإنســـان فيــك معــايب
وأكـــبر عيـــب فيــك أنــك فــاني
إذا خلَــت الـدنيا مـن النفـر الألـى
أَحــب فــؤادي فالسـَلام عَلـى الـدنيا
تمــرُّ الليــالي ليلــة بعــد ليلـة
وحزنـي عَلَـى مـا فـاتني ذلـك الحـزن
وكنـــت أرجـــى أن أفــوز ببغيــتي
فـــأدركني بعـــد الرجـــاء قنــوط
ومــا أنــا إن أخفقـت فيمـا رجـوته
بـــأوَّل ســـارٍ عـــن محجَّتــه ضــلا
إذا كــان بعــض النـاس يملـك بلغـة
ولــم يختلــط بالنــاس فهــو سـعيد
حيـــاتي وإن كـــانت إلــيَّ عزيــزة
إذا نـــالني ضـــيمٌ علـــيَّ تهـــون
إلـى اليـوم لـم أحسـد على شيء أمرأً
وقـد كـان عند الناس ما لم يكن عندي
أخـو العقـل يرجـو نيـل مـا هو ممكن
وأكـــثر آمـــال الجهـــول محـــال
بنفسـيَ أفـدي مـن إذا قـال مـا هـذي
وإن مـــرَّ بـــالعوراء مــرَّ كريمــا
أَنـا اليـوم أَمـري فـي يَدي غير أَنَّني
أُحـاذر مـن أَن يخـرج الأمـر مـن يَـدي
إذا كــانَ فــي بيــت مَريضـاً عَزيـزُهُ
فَســـكان ذاكَ الــبيت كلهــم مَرضــى
يرجــي الفَــتى أَن الــثراء يعينــه
عَلــى نائبــات الــدهر حيــن تَنـوب
أَســر مَكــانَ لــي عَلــى الارض ربـوة
إلـــى جانبيهـــا روضـــة وَغَـــدير
ألا ايها الناس ارحموا الناس واركنوا
إلـى السـلم إن السـلم خير من الحرب
وأَحســن أَوقــات الفَــتى وقـت نـومه
إذا كـانَ ذاكَ النـوم خلـواً من الحلم
وَهَــل كــبر الجثمــان ينفــع ربــه
إذا كــانَ فيــه العقــل غيـر كَـبير
أخـــي إن أســـرار الطبيعــة جمــة
ومــا اكتشــفت منهـا العقـول قليـل
تمنيــت لَــو أنــي وَقـد غـبرت علـى
وَفــاتي أَحقــاب رجعـت إلـى الـدنيا
تؤمــل نفــس المــرء طــول بقائهـا
وليــس علــى نفــس تؤمــل مـن بـأس
رغبـــت عَــن الــدنيا كــأَني ميــت
قَريبــاً وَفـي الـدنيا كـأَنّي لا أَفنـى
يَقولــون إن الملــح يصــلح فاســِداً
فَمــا حيلـة الإنسـان إن فسـد الملـح
أقــول لشــيخ ينحنــي عنــد مشــيه
أتنشــد فــي هــذا شـبابك إذ ضـاعا
وكـم قـد نجـا بـاغ فمـا صـدق الـذي
يقــول علـى البـاغي تـدور الـدوائر
أكـل امـرئ يـا أيهـا النـاس إن رأى
مـن الصـدق مـا يخشـى يفر إلى الكذب
لقــد خــاب مـن يخشـى مقالـة كاشـح
ومــا فــاز باللــذات غيــر جســور
مــن النـاس مـن إن غبـت عنـه فـإنه
عـــــدوّ وإن لاقيتـــــه فصـــــديق
كــذاكَ اِختلاف النــاس فـي كـل حقبـة
محاســـن قــوم عنــد قــوم قبــائِح
أعــاذلتي لا تعــذليني علــى البكـا
فـــإن الــذي قــد نــابني لشــديد
أحــس بجســم العــدل شــبه حــرارة
فــأحرز ظنــا أنــه لــم يمـت بعـد
وأحلَــمُ مـن يمشـي مـع النـاس صـافحٌ
إذا ســـبه الجهـــال قـــال ســلاما
لمــن لاذ بالحكــام مــن شــر ظـالم
كمـن فـر مـن حـر الهجيـر إلى النار
إذا كــانَ فــي الـدنيا عـدوٌّ يضـرني
فَـــذاكَ لســـاني ثـــم ذاكَ لِســاني
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).