
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَجلـو المَكـاتِبُ كـالكواكِبْ
مــا لِلجَهالـة مـن غيـاهبْ
كـــل الهدايــة وَالســنى
عنــد الكـواكب وَالمكـاتب
تَفشـــو الأشـــعة منهمــا
ملــء المشـارق وَالمغـارب
إن المكـــاتِب عنــد قــو
م مرتـــق لمــن المــآرب
هـــن المناهـــل للرجــا
ل عَلـى اختلاف فـي المشارب
وَهَــــل البلاد إذا خلـــت
منهــــن إلا كــــالخرائب
مــا كــانَ تـوجبه الحضـا
رة فهـو مـن أسنى المواجب
يــا قــوم إعـداد المكـا
تـبِ فـوق إعـداد الكتـائب
هـــذي مغذيـــة النفـــو
س وَتلــك مجلبـة المعـاطب
إن الكتــاب هــو المعــل
لــمُ وَالمســلي وَالمصـاحب
أَوراقــه فــي عيــن عــش
شــاق الهـدى بيـض كـواعب
لا تَرتَقــــي بغــــداد إل
لا إن تكـــاثرت المكــاتب
وإذا خلـــت منهــا فــإن
نَ خلوهــا إحـدى المصـائب
أكـــبر بحاجتهـــا إلــى
إنشـــاء مكتبــة تناســب
العلـــم نـــور بيــن أي
دي المـرء فـي كل المطالب
وَالجهــل أشــبه بــالظلا
م يحفــه مــن كــل جـانب
العلـــم للحســـنات يــم
طـر مثـل هاطلـة السـحائب
العلـم يعفـى المرء في ال
أعمـال مـن ثقـل المتـاعب
فــي العلــم تَخفيـف لمـا
يَعـرو الحيـاة من النوائب
فـــي العلــم توســيع لأب
واب التجــارة وَالمكاســب
فــي العلـم إصـلاح المفـا
ســد وَالعَقـائد وَالمـذاهب
لَيــسَ الحَيــاة سـوى وغـىً
وَالنــاس مغلــوب وَغــالِب
وَالعلــم فـي هَـذا الجِهـا
د هُـوَ السـلاح لمـن يحـارب
بــالعلم طـار المـرء حـت
تـى مـر مـن بيـن السحائب
بــالعلم قــد تــم اتصـا
ل للمشـــارق بالمغـــارب
بــالعلم صــار يكلــم ال
إنســان آخــر وَهـوَ عـازب
بـالعلم أَضـحى النـاس يـط
وون البحـار مَـع السباسـب
العلــم فــي الــدنيا أبٌ
زاك وأمٌّ للعجـــــــــائب
أَنــا لا أوفِّــي ذكــر مـا
للعلـم مـن غـرر المنـاقب
النـــاس عنــدهم الشــمو
س وَعنــدنا نـور الحبـاحب
هــاتوا لنــا الأعمـال إن
نَ القـول يخلـب أَو يـؤارب
حتـــام تغـــتر العـــرو
بــة بالأمــانيِّ الكــواذب
إن أَبطــأت شــمس الرقــي
يِ فـإنَّ فجـر الشـعب كـاذب
يــا قــوم مرتبـة العلـو
م تفــوق باقيـة المراتـب
يــا قـوم إن العلـم بـال
إجمــاع محمــود العـواقب
يــا قــوم إن العلـم يـح
صــل بــالتعلم وَالتجـارب
يــا قَــوم إن الجهـل فـي
ذا العصر من أَخزى المعايب
يــا قــوم إن العلـم ثـمّ
العلــم ثـم العلـم واجـب
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).