
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَيلـى بكت ما قد شجاها
حــتى تقــرح مقلتاهـا
وَبكــت سـعادتها وأحلا
م الصـبا وبكـت مناهـا
وبكــت وأبكــت بالَّـذي
أذرتـه مـن دمـع سواها
فَلَقَـد دَهاهـا من خطيرا
تِ الكـوارث مـا دَهاهـا
قـد طـالَ عهـد شـقائها
فَبَكَـت فَلَـم يَنفَع بكاها
وَلَقَــد تـأذت فهـي شـا
كيــة بأدمعهـا أذاهـا
إذ زوجوهــا مــن فـتى
مـا إن رأتـه وَلا رآهـا
زفــت إليـه فلـم تجـد
شـيئاً جميلاً فـي فتاهـا
بـل كـان فظـاً فـي معا
شــرة يحقِّرهــا وجاهـا
النفــس ألفــت كربهـا
والعيـن قد لقيت قذاها
مضـت الشـهور فَلَـم يزد
فــي أمــره إلا سـفاها
مــا شــاهدت مـن خلـة
فيــه موافقــة هواهـا
شـكس الطبـاع يسـير في
سـبل الحيـاة بمقتضاها
سـمج لئيـم النفـس لـم
تــك وصــمة إلا أَتاهـا
ألفتــه بعــد لبانــة
فـي نفسـه منهـا قضاها
يــدنو عبوسـاً ثـم يَـبْ
عُـدُ مـن كراهتـه لقاها
وَلَقَـــد يقيــم وَلا كلا
مَ كأَنَّمـا هـو لا يراهـا
إن الــزواج لــه حقـو
ق واجبــاتٌ مـا رَعاهـا
مــاذا تفيـد الواجبـا
ت أَخـا غـرور قد عصاها
فكأَنَّمـــا هــي ســلعة
لقضـاء حـاجته اشتراها
قَــد سـامها خسـفاً وَأَو
سـَعها سـباباً وازدَراها
صـــبرت علــى أخلاقــه
عامـاً فَطـالَ بـه شقاها
حَـتى براهـا الهـمّ وان
حلَّـت لمـا قاسـت قواها
طلبــت إليـه أَن يطـل
لقهـا فَلَـم يسعف مناها
ضـرعت فَلَـم يـرأف بهـا
وَبَكَـت فَلَـم يرحم بكاها
تَرجــو مروءتــه وَهَــل
يأتي المروءَة من أَباها
بــل ظـل يهضـمها وظـل
لـت منـه شـاكية شجاها
لـم تـدر فـي أَي المسا
لـك إن مشت تَلقى هداها
أَتَمـــوت أَم تعنــو لأح
كـامٍ عليهـا قـد قَضاها
وإِذا أَتَــت صـبراً فَمـا
ذا بعـد ذلـك منتهاهـا
ثُــمَّ ارتـأت أن المنـو
ن إذا بــه لاذَت حماهـا
فَتَجَرَّعـــت ســمّاً وَمــا
تـت فـي غضيرٍ من صباها
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).