
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـأَنَّ فـي الظلـم تخفيفاً وتهوينا
فـالظلم يقتلنـا والعـدل يحيينا
يـا مالكا أمر هذي الناس في يده
فــابيضّ ليلـك واسـودّت ليالينـا
أوضــاك أنـا جهلنـا كـل معرفـةٍ
زمـانَ جـاز الورى فيه الميادينا
أرضـاك أنـا سـكتنا عـن مطالبنا
يـا مالـك الأمر ما أرضاك يؤذينا
ليســت طريقــك محمـوداً مغبتهـا
غيِّـر إذا شـئت في الأحوال تحسينا
ارحــم قلوبـاً لأقـوامٍ إذا عطشـت
للعـدل يوماً سقاها الظلم غِسلينا
لقــد ملكــت فأســجح إننـا فئة
لا شـيء غيـر جمـال العدل يرضينا
كـم نسـوةٍ قتلـت ظلمـا بعولتهـا
فصـرن يهملـن دمعـاً قبلـه صـينا
يـا رقـق اللَه منك القلب من ملك
يجمـع المـال لكـن مـن مسـاعينا
فـي عهده صار يُبكى الحيفُ أعيننا
دمــاً ويضـحكه مـا كـان يبكينـا
فكـم شـبابٍ مـن الأحرار قد هلكوا
وللإرادات قــد صــاروا قرابينـا
مــا ان تهضــَّم ســلطان رعيتــه
فالملـك قبلـك قـد ربـى سـلاطينا
كـانوا على الناس آباء أولى شفق
وفــي الأرائك أملاكــاً خواقينــا
وكـانت النـاس فـي أيـام دولتهم
لا يبخسـون علـى الناس الموازينا
وهــل تـرى غيـر عمـران ومسـعدةٍ
إذا التفــتَّ قليلاً نحــو ماضـينا
قـد انقضـت دولـة بالعـدل عامرة
كنـا سـعدنا علـى أيامهـا حينـا
لقــد نشــرت قوانينــا موقتــة
ولـم تـولِّ الـذي يُجرى القوانينا
قســت قلــوب ولاة أنــت مرسـلهم
كأَنمـا اللَـه لـم يخلق بها لينا
تراهُــمُ أغبيــاءً عنــد مصــلحة
وفـي المفاسـد تلقـاهم شـياطينا
تكـدرت بازديـاد الجـور عيشـتنا
حـتى غـدا ماؤهـا فـي كأسه طينا
وضـاع فـي الملـك عـدلٌ يُستظل به
مـا بيـن إغمـاض مرشـيِّ وراشـينا
إن الرعيــة أغنمــا يَحــدُّ لهـم
عمَّالــك المســتبدون السـكاكينا
كـم عاهـدوا أنهـم يـأتون معدلة
لكنهــم جـانبوا الإنجـاز لاهينـا
يـا والـي السـوء لا تكذب بموعدة
فالكـذب ليـس بمحمـود وإن زينـا
فـي كـل يـوم تلاقيـن احتفال ردى
لِلّـه مـا أنـت يـا نفسـي تلاقينا
يـا شـمس لا تشـرقي بالنور أوجنا
فــذاك يملأ غيظــاً قلـب والينـا
وأنـت يـا ريـح إن راعيت جانبنا
فلا تهبِّــي علــى جَهــر بوادينـا
مـاذا علـى من يشمُّ العدل مكتفيا
بنفحـة منـه إن عـاف الرياحينـا
يـا عـدل إن التفاتاً منك يسعدنا
يـا عـدل إن ابتساما منك يكفينا
إن غبـت عنـا فلا عيـش يطيـب لنا
ولا نسـيم الصـبا إن هـب يسـلينا
يـا عـدل مـن كانَ محبوباً محاسنه
مـا هَكَـذا يصـرم القوم المحبينا
يـا مـن لياليهم باللهو قد قصرت
تــذكروا أننــا طـالت ليالينـا
ما السعي منك لنيل العدل عن كثب
يــا نفــس إلَّا أمــانيٌّ تَمنينــا
قـد سـافر الجهـل إلّا عن منازلنا
وأثمــر العلـم إلا فـي نواحينـا
مـا جاءنـا الشـر إلا من تهاوننا
مـا عمنـا الظلـم إلا من تغاضينا
لـو أن فـي الجهل كل الجاه مدخر
لمـا ربحنـا بـه دنيـا ولا دينـا
لابـر مـن فـك مـا قـد شد من عقد
كــف الاســار بأيـدينا بأيـدينا
إن الـذين اسـتحبوا قتـل أنفسهم
فـراً من الضيم ما كانوا مجانينا
المـوت أفضـل أدنـى اللَـه ساعته
مـن الحيـاة الـتي أمسـت تعنِّينا
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).