
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــَذاكِ أَم المســك الفَـتيت يَضـوع
لَــهُ بَيننــا أَنّــي نحُــلُّ ســُطوع
رحلنــا وَلَكـن فـي القُلـوب تَلَفُّـتٌ
إِلَيــكِ وَلَــم يَســكُن لَهُــنَّ وُلـوع
فَيــا لِحَشـا أَورى الحَنيـن ضـُلوعه
فَبــاتَ وَلَــم تَعطــف عَليـهِ ضـُلوع
إِذا مــا كَتَمنـا سـرًّ حبـك خَلفَهـا
أَذاعَ بِـــهِ مِــن غوطتيــكِ مُــذيع
هَيـــا أَثلاثِ النيربيــن يشــوقني
لَــديكُنَّ مِــن عَيــن الشـآم قَطيـع
فَكَـم للظِبـاءِ العيـن فَيكـنَّ مَسرَحاً
وَلِلبَـــدر مِـــن آفــاقكنَّ طُلــوع
وَكَـم هَجعـت لـي فيـكَ عَين وَلم يَكُن
يُرنّـــق جفنيهـــا كَــرى وهجــوع
خَبا النُور مِن شَتّى القُصور وَلَم تَكُن
لِتَخبـــو مَصــابيح بِهــا وَشــُموع
بَكَـت صـَلوات فـي المَحـاريب خُشـَّعاً
فَأَوحشـــَها مِنهُــم بَكــى وَخُشــوع
أَجلَّــقُ هَــل لِلعَيـش فيـك وَدُونَنـا
وَهــاد النَــوى عَـود بِنـا وَرُجـوع
أَحــنُّ إِلــى عَيشــي لَـدَيكِ وَإِنَّمـا
يَحــنُّ إِلــى الأُمّ الــرؤُوم رَضــيع
تَنكـــرت الأَيّـــام فيــكِ وَفُرّقــت
بِهـــا نَـــدواتٌ بَعــدَنا وَجُمــوع
فَيــا لَيـتَ شـعري وَالزَمـان مفـرّقٌ
أَيَرجَــعُ فينـا الشـَمل وَهُـوَ جَميـع
تَرَكـت بِـكَ الأَهليـن وَالقَلب لَم يَقف
بِــهِ عَــن تَنــاجي غَوطتيـك نُـزوع
فَلــولاهمُ لَـم تَبـكِ عَينـي وَلا جَـرَت
عَلَيهُــم بِمحمــرّ العَقيــق دُمــوع
وَمـاليَ لا أَبكـي وَفـي الحَـيّ نِسـوَةٌ
بِقَلــب الصــَفا مِـن نَـوحِهنَّ صـُدوع
ثَـوينَ بِعُقـر الـدار يَنـدُبنَ راحِلاً
تَــــردِّدُ دُورٌ نَــــدبَه وَرُبــــوع
يُلَــوّحنَ بِالمنــديل عِنـدَ وَداعنـا
كَمــا لاحَ بَــرقٌ فــي الظَلام لَمـوع
فَيــا لَــكَ مِنـديلاً أَثـارَ شـَجوننا
وَراح بِــهِ ذُو الصــَبر وَهُـوَ جَـزوع
تَغيَّـــرَ حســن الرَبــوتين وَدُمَّــرٍ
وَحـــالَ مصـــيف فيهُمــا وَرَبيــع
أَرى بَــردى وَالحَــورُ حــفَّ ضـِفافه
يــرِفّ عَلَيــهِ الحَســَن وَهُـوَ بَـديع
يَصــفّق بالعَــذب النَميــر وَرُبَّمـا
جَــرى مـاؤُه السَلسـال وَهُـوَ نَجيـع
كَـأَنّي بِـأَرض الشـامُ معـترَكَ الوَغى
تَلاقَــــت ســـُيوف عِنـــدَها وَدُروع
تَقـــدَّم عَمــروٌ لِلقِتــال وَخالــد
وَمـاجَت عَلـى اليَرمـوك مِنـهُ جُمـوع
وَراحَ صـَلاح الـدين في الجَيش قائِداً
وَقَـد قـام مِـن بَيـن القُبـور يَسوع
أَبابـل فـي أَرض الشـآم وَهَـل بَـدا
بســـهل أَريحــا لِليَهــود يَشــوع
وَكَـم حُرُمـاتٍ بـتُّ أَخشـى اِنتِهاكَهـا
إِذا مـا دَعـا الـداعي وَصـمَّ سـَميع
وَأَصــواتِ ثَكلــى مـا لَهُـنَّ مُجـاوب
وَمُستَشـــفِعاتٍ مـــا لَهُــنَّ شــَفيع
أديب محمد سعيد التقي.أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى.من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و(مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و(سير التاريخ الإسلامي-ط)، و(أغاريد التلاميذ - ط)، و(سير العظماء- ط)، و(غرائب العادات-ط).