
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَســمات الشــام وغوطتهـا
هُبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرَّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
أَنـا يـا نَسمَاتُ عَليلٌ مثلُك
رقَّـــةُ جســـمي وَالعِلَّـــه
قَلبنــا مختلفــانِ بَليــلٌ
ذاكَ وَهَـــــذا ذُو غُلَّــــه
هُبّــي بِالسَوسـَن وَالنِسـرين
وَنــاجي النَرجــس وَالفُلّـه
قَلبي الحرّانُ إِذا ما اِستاف
عَــبير شــَذاكِ فَقَــد بَلّـه
المَوعـدَ مـوهِن هَـذا اللَيل
وَعِنــدَ الصــُبح إِذا أَصـبَح
نَســماتِ الشــام وَغوطَتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
مُـرّي بِـالوادي يـا نسـماتُ
وَجُــوزي بِــالمَرج الأَخضــر
وَاِرتـادي الرَوض فَفي أَدغال
الــرَوض لَنــا خَبَـرٌ يُـذكر
وَإِذا جئتِ الــدَوحَ اِحتَملـي
مِــن ريّــاه نَشـر العَنبَـر
كَـم نَجـوى تَحفظهـا لي فيه
الأَنجُــم وَالقَمَــر الأَزهَــر
وَمَواقـف سـال الـدَمع بِهـا
فَجَــرى مِنــهُ سـَيل الأَبطـح
نَســماتِ الشــام وَغوطَتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
أَمّــي أَثلات الـواد وَجوسـي
ثَمَّــةَ فــي قَلــب الرَوضـه
هَـــل مــاءُ غَــديريه إِلّا
مِـن أَدمُـع عَينـي المُرفضـّه
وَســـَلي الصَفصــافِ وَهَــذي
الأَغصـان المتدلّيـة الغَضـَّه
كَـم مِـن حَسـناتٍ كـانَ لَهـا
عِنـــدي وَأَيـــادٍ مبيضــَّه
سـَمح المِقـدار بِهـا حينـاً
وَسـَأَلنا العَـود فَلَـم يَسمَح
نَســمات الشــام وغوطتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
هُبّــيِ بِالغابــة وَاِسـتَمعي
بَغَمـاتِ الجُـؤذُر فـي الغاب
وَهَــديلَ الـوُرق عَلـى غُصـُنٍ
وَضــَجيجَ النَهــر المنسـاب
لَـك يـا شـَجَرات المَرج غَدا
تَحنــاني اليَـوم وَتَنحـاني
صــَلّيتُ وَلَــو تَـدنين لَنـا
لِتَخـــذت بَظلّــك محرابــي
عَهـدي بِـالربع مَربعـاً مـا
أَقــوى وَالنَبـت وَمـا صـوَّح
نَســمات الشــام وغوطتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
أَشــتاق جَنائنــكِ الغَنّـاء
وَتُربَــةَ غَوطتــكِ الفَيحــا
وَخَريـرَ المـاء بظـلّ الرَوضِ
وَصــَوت البُلبــل وَالـدَوحا
أَشـــتاق حَـــدائق آســـكِ
وَالصَفصـاف المائس وَالطَلحا
أَشـــتاق زُهــورك باســِمَةً
وَخُزامــى هَضــبِك وَالسـَفحا
وَالـوَردَ المطبَقَ في الأَكمام
وَنُــورَ الــرَوض إِذا فَتَّــح
نَســماتِ الشــام وَغوطَتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
في الرَمل مِن البَيداء مَهاةٌ
تَرتــع فــي ظــلّ النَخلَـه
الجَـوُّ الطَلـق مَـع الحُريّـة
حَبَّـــبَ للســـرب العزلــه
لا الــوِردُ عَلَيــهِ مُمتنِــع
إِن شــاءَ الـوِردَ لا الظُلَّـه
حَيـي يـا ريـحُ السـِرب بِها
وَمَقيـلَ السـِرب مِـن الرَملَه
إِنّــي يُصـبيني الأَثَـل بِهـا
وَالنَخـل الباسـِق إِذا أَبلَح
نَســمات الشــام وَغوطتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
أَو مـا تَنفـكُّ تَـرود الرَوضَ
لَـــــدى الآصــــال الآرام
وَهَـل الـوادي وَالسـَفح عَلى
مـــا نَعهـــده وَالآجـــام
أَمســـارح آرام الغِـــزلان
أَترجـــع فيـــكِ الأَيّـــام
مــا غَيــر مِنــا جارِحَــةً
حـــزن فــي النَفــس وَآلام
الحُـــبُّ الصــَدقُ كَعهــدِكُم
فيــهِ وَالصــَبرُ وَإِن قَــرَّح
نَســمات الشــام وَغوطتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
تَتَصــاعد أَنفاســي الحَـرى
فـي جَـوف اللَيـل فَأَلمُسـُها
هَــل قَلــبي مَوقـد نِيـرانٍ
أَم عَينـــي عــزَّ تَبجُّســُها
قَـد حـالَ اللَيـل وَنَفسي ما
إِن حــالَت قَــطُّ هَواجســها
مَـن لـي يـا ريـحُ بِأَنفـاسٍ
تَجلـــو كُرَبــي وَتُنفّســها
نَضـبت عَينـي وَبِهـا قَد كُنتُ
أَبـــرّد نــاري إِذ تَلفــح
نَســَمات الشــام وَغوطَتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
اللَيــل وَفحمتُــهُ اِحتَرَقَـت
أَتَــراهُ يُســفر عَــن فَجـرِ
فـي الكُـوَّة مِنـهُ خَيـال شَجٍ
رَثَّــت أَحشــاه مِـن الصـَبر
لَـم يُبـقِ الوَجـدُ سـِوى رَمَقٍ
مِنــهُ يَتَــردَّد فـي الصـَدر
شَخصـــت لِمهبّـــكِ عَينــاه
وَتَلفَّتتـــا نَحُــوَ القَــبر
قَــد ظَــلَّ يُـراوح بَينَهُمـا
لا يَـــدري أَيُّهمـــا الأَروَح
نَســمات الشــام وَغوطتهـا
هبّــي فَالوَجــد بِنـا بَـرّح
ســـَكن اللَيـــل الــداجي
وَسـَكَنتِ وَثائر هَمّي لَم يَبرَح
أديب محمد سعيد التقي.أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى.من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و(مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و(سير التاريخ الإسلامي-ط)، و(أغاريد التلاميذ - ط)، و(سير العظماء- ط)، و(غرائب العادات-ط).