
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَبــغِ مـا فـاتَ لا تَـأسَ لِمَفقـود
وَلا إِســاءَ لِفــانٍ حــالَ مِــن دودِ
وَأَمســَكَ اِنــسَ وَلا تَرقــب إِعـادَتَهُ
تُضــِع زَمانــاً وَأَمـسٌ غَيـرُ مَـردودِ
أَقبِــل مُجِــدّاً عَلـى أَمـرٍ تُزاوِلُـهُ
حُــرّاً نَزيهــا بِلا حُــزنٍ وَتَعــديلِ
أَنـتَ ابـنُ يومِـكَ فَاِسـتَوفِر مَنافِعَهُ
مــالاً عُلومــاً فَنونـاً كُـلَّ مَحمـودِ
لازِم ثَـــوانِيهُ اِســتَوفِ فَوائِدَهــا
وَاِســرع أَوانــهُ لا يثنـي بِمَقصـودِ
وَاِعمَــل كَــأَنَّهُ يَــومٌ لا غُـدُوَّ لَـهُ
فَاِبــدأ وَكَمِّــل وَلا تَغفَـل لِتَوطيـدِ
أَثبِــت فُــروضَ غَـدٍ قَـوِّم مَسـالِكَها
وَالغُفـلَ فَاِحـذَر عَسـى تَعـيَ لِمَحدودِ
أَهِّـب عَتـاداً لِمـا تَرجـو وَكن حَذِراً
مِـن أَن يُفاجيـكَ أَمـرٌ غَيـرُ مَعهـودِ
اِحـرُث تَطَلَّـب وَسـِر تَجـنِ تَجِـد وَتَصل
وَاِعمَــل بِجَــزمٍ فَلا فَـوزاً بِتَرديـدِ
المَـرءُ بِـالعِلمِ وَالحُسنى رَعا وَسَما
يَسـعى فَيوجِـدُ نقـداً حَتّـى مِـن عودِ
وَالسـِّرُّ فيـهِ لِمَـن لَـم يُعيِـهِ أَمَـدٌ
يَطـوِي الزَمـانَ اِتّباعـاً نَهجَ مَأمودِ
يَقضي عَلى الأَمسِ يَقضي اليَومَ مُجتَهِداً
يَقضــِي لِغَـدوٍ مَرامـاً شـَأنَ تَخليـدِ
ســـاعاتُكَ اِكفـــل فَــرضَ مَصــلَحَةٍ
ذَرهــا مزاحِمَــةً عـوداً عَلـى عـودِ
فَاِغـدُ وَلَـو أَنَّ فـي الإِصـباح قارِعَةٌ
وَاِســرِ وَلَـو بِـدُجى ظَلمـاء مَمـدودِ
فَضــلاً يُنـافِسُ فيـكَ اليَـوم فـارِطهُ
وَيَحسـُدُ الصـُبحُ مِنـهُ العَصرَ عَن زيدِ
الــوَقتُ لِلنّـاسِ نَقـدٌ ذخـرُ مقـدرَةٍ
تَكــافؤوا فيــهِ طُـرّاً دونَ مَنكـودِ
مــا عَـزَّ إِلّا مَـنِ اِسـتَوفى فَـوائِدَهُ
لِلفَــوزِ يُبــدي قـوى روحٍ وَمَجهـودِ
قَـدرُ الزَمـانِ رَفيـعُ القَـدرِ يَعرِفُهُ
يَسـتَكمِلُ النَفـسَ فَضـلاً شـَأوَ تَمجيـدِ
القَلـبُ وَالسـاعَةُ اِعلَم في حَراكِهما
أَســواءُ مَعنـىً سـِراعٌ نَحـوَ مَوعـودِ
فَـالوَقتُ بِـالروحِ قِسـهُ تَـدرِ قيمَتَهُ
وَالنَفـس زِنهـا بِفَضـلٍ فيـكَ مَشـهودِ
غُفــلٌ بِـهِ فَمَزايـا النَفـسِ ضـائِعَةٌ
فَكُـن نَبيهـاً عَزيـزَ الـروحِ وَالريدِ
نَعيـمُ عَيـشٍ رِكازُ الشُغلِ أَودَعَهُ الر
رزّاقُ فـي الجَـدِّ مـا يُدريكَ مِن جودِ
الــروحُ تَطلُبُــهُ وَالحَــزمُ يَجلبُـه
وَالغفــلُ يَســلُبُهُ فَـالفَوزُ لِلقـودِ
وَالشـُغلُ لَـولاهُ أَمسى الخَلقُ في هَمَلٍ
لا أُنــسَ يُرجــى وَلا أَمنـاً بِتَوكيـدِ
إِنَّ الكِفــاحَ وجـودُ الـذَاتِ نُصـرَتُهُ
نَفــسُ الحَيــاةِ هُمـا روحٌ لِمَوجـودِ
هَــمُّ الكِفــاحِ اِرتِيـاحٌ لا يُخـالِطُهُ
هَــمُّ المَعــاوِزِ فَـالنُعمى بِمَجهـودِ
صـَرفُ الحَيـاةِ اِنهِماكـا في مَلَذَّتِها
تَعجيـلُ سـَيرٍ بِـوَهمِ الحَتـفِ وَالبيدِ
عَـوِّل عَلـى النَفـسِ لا تَركن إِلى عُمدٍ
وَاِعمَــل بِـدُنياكَ مُمتـازاً كَمَفقـودِ
وَكُــن بِكُــلٍّ وَحيـداً بارِعـا صـَمَداً
إِلَيــكَ يُصــمَدُ فــي عُـرفٍ وَمَسـنودِ
فَإِنَّمــا رَجُــل الــدُنيا وَواحِـدها
مَـن لا يُعَـوِّلُ فـي الـدُنيا عَلى جودِ
سـِرُّ النَجـاحِ التَأَنّي في الأُمورِ فَما
نـالَ العَجـولُ المُنـى قَطعاً بِمَرهودِ
وَزِد عَلَيـــهِ ثَباتـــاً لا يُفــارِقُهُ
جَــزمٌ بِحَــزمٍ يُبــاري سـَهمَ صـَيّودِ
الشـُغلُ وَالحَـربُ سـِيّان اِرتِجاء مَدىً
لا بُــدَّ لِلفَــوزِ مِـن عَـزمٍ وَتَجنيـدِ
وَســِرُّ ســِرِّ الـوَرى لِلفَـوزِ قاطِبَـةً
إِيجــادُ أَرشــَد نَهـجٍ نَحـوَ مَقصـودِ
تَنظيـمُ أَجـزاءِ فِعـلٍ نَسـقُ مَسـلَكِها
إِجراءُهــا عنــوَةً وِفقــاً لِمَعـدودِ
فَـالغُنمُ يَتبَـعُ جَيشـاً ظَـلَّ مُنتَظمـاً
وَالنُجــح بِالسـَعيِ مَوكـولٌ بِتَرشـيدِ
يـا حاسـِداً وَبِحِقـدِ النـاسِ مُشتَغِلاً
بِـاللَهِ أَصـدِق لِمـا تَشـقى لِمَحسـودِ
تَقضــي زَمانَــكَ مَغمومــاً بِلا أَسـَفٍ
عَلـى ضـَياعِ المَـدى تَأسـى لِمَوعـودِ
لَــولا أَهَمَّــكَ مــا تَهـوى وَتَرغَبُـهُ
لَكُنـــتَ أَهلاً وَلا غَـــروى لِتَرفيــدِ
نَفـسُ الأُنـاسِ ذُرى العَليـاءِ مَوطِنُها
لِلعـودِ تَسـعى فَتَرعـى رُشـدَ مَـودودِ
لا تَنثنـي عَـن مُناهـا وَهـيَ سـافِرَةٌ
بِالريــدِ ظــافِرَة تَسـمو عَلـى رُودِ
الحُـرُّ نَفسـُهُ مِـن نـارٍ وَمـا رَضـيَت
إِلّا اِرتِفاعــاً وَإِن تُســجَن بِتَقييـدِ
قُـل إِنَّ مـالي ثَـرائي مِن جَنى عَضدي
مِــن صــامِتٍ نــاطِقٍ عَـرضٍ وَمَنضـودِ
لَـم يَـأتِني مَـدَدٌ لَـم يَحمنـي عَضـَدٌ
لَــم يَكفنــي وَلَـدٌ إِنّـي بِمَجهـودي
قَد نلتُ وَالحَمدُ مِن ذاتِ اليَدَينِ وَذا
تِ النَفسِ ما لَم يَنَلهُ اِبنُ الصَناديدِ
أَلفَيـتُ جاهـاً تُراثـاً جـاهَ عارِيَـةٍ
جــاهي فِعـالي أَنـا لا حَـظُّ مَسـعودِ
أَعلـو بِفَضـلي وَآمـالي مَـدى نَظَـري
أَغلـو بِعَينـي لَدى اِستِقراءِ مَعهودي
قُــحُّ الأَرومَـةِ خُلصـاني ثِقـاتُ تُقـى
إِنّــي فُطِــرتُ عَلـى مِصـداقِ تَوحيـدِ
قـالَ العذالَـةُ أَوهـاكَ الهيامُ فَخَف
شــَأناً فَقُلــتُ لَــهُ عَـذلٌ لِمَحسـودِ
جَلَّـت عَـنِ الوَصـفِ تُـدعى حِكمَةً فَبِها
إِنّــي المُتَيَّـمُ لا بِالغيـدِ وَالخـودِ
أَشـكو إِلَيهـا عَسـى تَحنـو بِعاطِفَـةٍ
أَنحـو اِقتِفاها مَدى الأَقطارِ وَالبيدِ
إِنَّ المَلَـــذَّةَ وافَتنـــي مُــراوِدَةً
فَتّانَــة بِجَمــالِ الخَلــقِ وَالجـودِ
أَسـبابَ نُعـم الغِنـى وَالعِـزِّ باسِطَةً
قـالَت تَمَـنَّ تَجِـد قُلـتُ لَهـا جـودي
لَكِنّنـي إِذ بَـدا حُسـنُ الفَضـيلَة لي
هِمــتُ بِوَصــلِها لا أَثنــي لِتَرويـدِ
نَفســي رَهينَــةُ فَــرضٍ جَـلَّ واجِبـهُ
حِفـظُ السـَلامِ بِحَـولِ اللَـهِ مَعبـودي
إِنّـي المُجاهِـدُ وَاللَـه النَصير لِمَن
شــاءَ وَيَكفــي عَـزاءً قَلـب مَنجـودِ
كَـم خُضـتُ هَيجـاءَ كَـم مَزَّقتُ مِن حَشَدٍ
تَخسـا المَخـاطِرُ إِن هَمَّـت بِتَهديـدي
نَفســي رَهينَــةُ فَــرضٍ جَـلَّ واجِبـهُ
حِفـظُ الحَيـاةِ بِحَـولِ اللَـهِ مَعبودي
أُعطي الدَواءَ وَهو يُعطي الشَفاءَ لِمَن
شــاءَ وَيَكفــي عَـزاءً قَلـبَ مَنجـودِ
كَـم خُضـتُ مَوبُـؤَ كَـم أَنقَدتُ مِن بَشَرٍ
تَخسـا المَخـاطِرُ إِن هَمَّـت بِتَهديـدي
مُقَـدَّسُ الفَـرضِ نَحـوَ المُلكِ قامَ بِنا
وَاللَــهُ يُرشــِدُ مَـن شـاءَ لِمَحمـودِ
نَقضـي نُـداري وَنُقصـي كُنـهَ مُعتَمَـدٍ
نَسـعى لِجَـدوى الحِمـى نمضي بِمَعقودِ
قَضـاؤُنا العَـدلُ ساسَ المُلكَ مَسلَكنا
وَأَمرُهُــم بَينَهُــم شــورى لِتَسـديدِ
أَسـمى المَناصـِب قَـدري فاقَ مَوقِعَها
ذو مِــــرَّةٍ إِنَّنـــي حَلّالُ مَعقـــودِ
جَـزمُ اِهتِمـامي يُجَرّينـي فَعَزمي غَدا
جَلـداً يُقـاوي الـدَواهي عَزم جُلمودِ
أَمّـا الخُطـوبُ فَـإِن نـابَت مُصـادِمَةً
أَودى بِهـا الحَزمُ فَاِنقادَت لِتَسديدي
سليمان غزالة.شاعر وأديب عراقي، باحث اجتماعي من أهل الموصل، طبع ديوانه سنة 1920م، وأهدى بعض قصائده للملك فيصل الأول بن الحسين الهاشمي (المتوفى سنة 1352هـ - 1933م).من كتبه المطبوعة: (الاعتماد على النفس)، و(الحرية)، و(حياتي الشخصية)، و(سوانح الفكر)، و(سوانح الكلم)، و(الوضيعة في الحكمة الخلقية) أجزاء.