
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســرُّ الطبيعـة غَـورٌ لا قـرارَ لـهُ
حـار الحجـا لو تَروَّى الفكرُ هُوَّتهُ
كلَّـت قـوى اللُّـبِّ واعتلَّـت مشاعِرُهُ
مهمـا البصـائِرُ همَّـت كشـفَ لُجَّتُـهُ
بحـــرٌ ولا يســعُ الإِدراك قَطرَتَــهُ
ممـا درتـهُ العقـولُ مـن ظـواهرهِ
حدساسـاً وقد أُثبتت بالفعل كينتُهُ
ان العناصــر فـي أَطباعهـا فِـرقٌ
ذاك اجتــذاب وذا دفــع تَخُصــَّتُهُ
كيــف ومـا ولمـاذا تلـك عُقـدَتهُ
طبـع التجـاذب فـي الاكوان مطَّرداً
جَمــعُ العناصـرِ فـي نظـم وسـنَّتهُ
اصـل التشـكّل والأعـراض فـي جَمـدٍ
روحُ التكامــل فــي حـيٍّ وَنُـوهَتُهُ
فعــل التحــرُّك فـي الافلاك قـوَّتُهُ
مـن دونـهِ الجسـم معـدوم بجوهره
تصــوراً الا يطيـق الوصـفُ ينعتُـهُ
قُطـبُ الوجود عليهِ الكون دارَ فإِن
يُنفـى نَفـى الكـون يفنيـهِ يشتّتهُ
تُمحـى العـوالم لـو تعتـلُّ علَّتُـهُ
طبع التجاذب لا ينفي التدافعَ وال
تقاهمــا عــالم الاحيـاء يثبتـهُ
سـِرُّ الحيـاة وجـودُ الضـدِّ مجتمعاً
فــي عنصـرِ دون ان تقصـى مهزّتُـهُ
الــروح نــارٌ وفـي مـاءٍ ثـأَبُّتُهُ
مهــزَّة الــروح سـر لا بيـان لـه
خفــاءُهُ فـوقَ وُسـعِ اللـبِّ دِريتُـهُ
وســِرَّ ســرِّه فـي الاحيـاءِ قاطبـةً
ســِرُّ التكامُـل فـي جنـسٍ وهيئتُـهُ
ســرُّ التولُّـد مـا يـدريك حكمتُـهُ
طبـع التجاذب ام ميل الغريزة ام
فعــل اغتـذاءٍ ام الإِيـراث حقّتُـهُ
يـدعى التعشـُّق اجماعـا لـدى بشرٍ
ان رُمـت إِركـانَ فاسـتقصِ طـبيعتَهُ
تلَـق المخـاطِرَ ان تجهـل حقيقتَـهُ
يعنيــك امــره للأُخــرى وعاجلـةٍ
هبـكَ أَثـرت لهـذي الحـزم صـينتهُ
اللَـه أكـبرُ مـا اسـماه مـن حظةٍ
نعـم الوجـودِ وجـودُ النعم قدرتُهُ
رُوح الحيـاة حيـاةُ الـروح منحتهُ
ماذا الحياة اذا قالوا فقل جَذِلاً
عشـقٌ طهـورٌ وحفـظ الجنـس بُغتيَتُهُ
ومـا التعشـَّق ان قالوا فقل فَطِناً
ميـل لخلـدٍ كمـال الـروح نصـرتُهُ
عــزُّ ســموُّ جمــال الخَلـق صـحتهُ
الحــب مطلقـاً النفـعُ اسـتدامتُهُ
والعشـقُ وحـدهُ بـذلُ الروح منيتُهُ
الوصـل عهـدُهُ والصـدق اسـتقامتُهُ
والأَمـــن مغنــاه والإِخلاص لــذَّتُهُ
الخلــد معنــاه والأَولادُ صــورتُهُ
العشـق بـالنفس لا بالجسـم موطنُهُ
والوصـل فعلاً يقـوِّي الـروح يصنتُهُ
الطُّهـر نُعمـاهُ فـي روحٍ وفـي جسدٍ
عهـد الوصـال اتصـال الرُّوح حُجَّتهُ
شــرط التنــزُّه فـرضٌ تلـك خُطَّتـهُ
ليس اشتهاءُ الحشا ليس اقتضا وَطَرٍ
ليـس التغـزل فـي مـن رُمتَ عِشرتَهُ
بـل عقـدُ حلـفِ لصَون النفس طاهرةً
عُربــون عهـدٍ لحفـظِ الانـس خلَّتَـهُ
للنـاس أَوثـق عهـد السـلم عُروتُهُ
لا يسـلم العشـقُ عـن لَوم لذي شغفٍ
ان لـم تنـزه عـن الأَوهـام دُخلتُهُ
إن لـم يـكُ الشق محضاً في حقيقتهِ
منزَّهــاً فمجــاز الحــبّ يكبتُــهُ
عشـقٌ طهـور تـدوم الـدهر نعمتُـهُ
مـا ابشـع الوصل كنهاً في وسائطِه
حــظُّ البهيمــة ان تُنكـر مزيَّتُـهُ
حسـب اللياقـة لفظـاً لا يفـاهُ به
تحــدُّثاً عيــب ذكــراهُ ونُقرُتــهُ
جمــالُهُ بحجــاب الصــون سـترتهُ
امـا التعشق في القلب الطهور له
بِــرٌّ زكـاءٌ جمـال الـروح زينتُـهُ
يُرضــى التغــزُّل فـي حِـبٍّ علانيـه
تأَدُّبــاً لا تنـافي الطبـعَ لهجتُـهُ
مـا أَشـرف العشـق ان آثـرت عزّتَهُ
يسـمو لحـرٍ بمحـض العشـق طـالعُهُ
يعـتزُّ نفسـاً يحيِّـي اللَـهُ طلعتَـهُ
يصــبو بـذكراه قلـبٌ سـاءَه كـربٌ
يَرنـو عَفيـفٌ زكـيُّ القلـب مُخبِتُـهُ
يمحـي المشـّقةَ يجلـي الهمَّ يكمُتُهُ
كـم مـن ضـعيفٍ وقـد خابت مذاهبُهُ
يغـدو صـحيحاً بـهِ ترتـاح مُهجتـهُ
يصـفو لـه العيـش لا خوفـاً ينغّصُهُ
يرتـــاح ليلاً ولا امــراً يُبَيِّتُــهُ
يطـوي النهـار يرجّي الليلَ عودتَهُ
كـم مـن وضـيع بذات المال مفتقرٍ
يسـعى شـقيّاً زهيـدُ العيـش يأُلُتُهُ
وهـو السـعيد بـذات الحـبِّ مغتبطٌ
فـي بيتـهِ العـزُّ والأَفـراح تُسبتُهُ
يشــدو ويُنشــِد لا أَوهـام تصـمتهُ
النقـص بـالخَلق ثوب الصون يمترُهُ
والعيـب بالخُلق لوم العرض سمعتُهُ
فـاحفظِ لزوجِـك عهـداً رغـمَ عارضةٍ
وارعَ الأَمانــة فــي وعـدٍ تبتِّتُـهُ
صـــدق خلـــوص يقــوِّيه يثبِّتــهُ
واقـض الزمان بذكرى الحِبِّ منتعشاً
وَعِــش بنفـسٍ تُـزِل للعمـر شـقوتَهُ
فهكـذا هكـذا العشـق السليم ولا
مَـن يجـترح فيـهِ مـا اشقى مغبَّتُهُ
ان الســـعادة للانســـان عفتــه
للعشــق شـأنٌ ومـا ادراك محنتـهُ
هبــهُ بوعـدٍ وَفـي تُخشـى نكيثتُـهُ
يسـقيك صـرفاً تطيـبُ الرّوح نشوُتهُ
وان ســكرتَ سـقتك الهـولَ سـكرتُهُ
يـولي السـعادة او تبلـي بليَّتُـهُ
اللَــه يحفــظ ان زلَّـت لـك قـدمٌ
فيـهِ فقـدتّ المُنـى تفنيـك ورطتُهُ
مـا سـاءَ دينـاً بـهِ شـعبٌ ولا نَفَرٌ
ولــم بشـرِّ العنـا تُسـقطهُ زلَّتُـهُ
ترميــه فـي دركـاتٍ أَيـهَ نهضـتُهُ
ســلامة الطبـع فـي احـواله سـَنَنٌ
مـن شـدَّ فيـهِ امتهانـاً تلك عُرّتُهُ
فـاعتزّ نعمـاً بحـرِّ العشق في ورعٍ
واحـذرهُ ينكيـك ان جـاوزت سـُنَّتَهُ
علــى ضـلول الهـوى تشـتدُّ حِـدَّتُهُ
يَنكـي ضـلول الهوى يسطو على أشرٍ
النـاقض العهـد مـن تطغيه نعمتُهُ
علـى المفـرّط والمغـرور عـن بطرٍ
الفاقـد الـرأي مـن ساءَت سريرتُهُ
مـن خـار رجسـاً فلـم تسلم طويَّتهُ
مــن سـخَّر الطبـع افعـالاً تقرِّبـهُ
مــن البهيمــة تسـتولي غريزتـهُ
فهــو البهيمـة فعلاً فـي مشـاعره
المــرءُ تُعــرَفُ بالأَعمـال فطرتـهُ
لا يُثمـرُ الشـوكُ تمـراً تلك طينتُهُ
ان الوحــوشَ بــهِ أَزكـي لعاطفـةٍ
أَمـا تراهـا تراعـي الطبـعَ نَزَّتَهُ
للطبــع أَسـلم أَميـالاً هـي فلمـا
باسـم التـوحُّش ندعو الرجس ننعتُهُ
تحكُّمــاً لا تزكّــي المـرءَ كلمتُـهُ
الرجــس ان غـرور الشـَّخص يخلقُـهُ
لسـوءِ خلقـه تعصـى الطبـع جبلتُهُ
حاشـي التكامـل او علمـاً يلقِّنـهُ
عيــوب هـذا فجـور الصـبِّ افكتُـهُ
حاشــى التمـدُّن ان الرجـس آفنُـهُ
تبّـاً لمـن لـو بفحشـاء قضى وطراً
رجسـاً فتقضـي عليـه الـذلّ زَلَّتُـهُ
يهيـم تيهـاً بـوادي الفحش تُتَتِلاً
حــتى يُصــيبُهُ ويـلٌ تلـك نكلتُـهُ
يسـعى برجلـه نحـو الحتـف يأمتُهُ
لـو كـان يدري سموَّ العشق في بشرٍ
لمــا اشـتراهُ بفحـشٍ بئس قيمتُـهُ
مـن باع بالدون عزَّ النفس مرتضياً
مضـــى بصــفقة مغبــون تبكِّتُــهُ
للطعــةٍ شــقَّ ظرفــاً بئس فعلتُـهُ
الانــس انــسٌ بعشــقٍ لا يخــامرُهُ
شــِركٌ بوصــلٍ لمـن أَصـفاك نيَّتَـهُ
ومـا لإِنـسٍ علـى الحيـوان من شرفٍ
فيـــهِ اذا فُقِـــدَت فعلاً ســجيتُهُ
ان لـم يميِّـزهُ حفـظ العهد عصمتُهُ
مـاذا الروابط بين الأَهل ان فُقِدَت
مزيَّــة الأَصــل او عيبـت أَرُومتَـهُ
عهـد ازدواجٍ بـهِ سـرُّ التكامل في
نفــسٍ وجســمٍ وفــي نسـلٍ رَجِيَّتُـهُ
اسُّ التقــدُّم فــي انــسٍ وصـخرتُهُ
مـن اسـتنام الـى شرِّ الورى عهراً
ودنَّــس الرجـسُ والفحشـاءُ سـيرتهُ
ينكيـه عشـقٌ وان كـان الأُسامةَ او
كـان ابـن قـرمٍ او الزَّبّـاءُ جدّتُهُ
مـن دنَّـس النفـس لا توسـى جريرتُهُ
اوهـام جهـل تـدنّي النفسَ تسقطها
والجسـم تَـدنى القوى منه وبنيتُهُ
فـان أُصـيب الحشـا تضدوى عناصرُهُ
والجسـم ينحـطُّ إِن تطغيـهِ شـهوتُهُ
للعشــق ويـلٌ ومـا أَشـقى تضـرَّتَهُ
الجسـم يبلـى بـداءٍ لا إِسـاءَ لَـهُ
حـار الطـبيبُ بـهِ لـم يـدرِ قَلَّتَهُ
مـا صـاب سـهمُهُ ذرعـاً دون مهلكةٍ
ينســاب ســمُّهُ يســتولي رميَّتَــهُ
هيهـــات رَوحٌ فلا تنفــكُّ نشــبتُهُ
يبقـى المصـابُ عليلاً مـا لَـهُ أَمَلٌ
لا مــال يفـديه لا تلهيـه عشـرتهُ
يُمســي كئيبـاً أَسـيفاً لا يخـالطُهُ
حُـرٌّ مـن الخلـق بـل أَدناهُ حِرضتُهُ
أَليفُــهُ شــبههُ للقــرن نســبتُهُ
يـدنِّس اللـومُ عـرضَ الأَهـل قاطبـةً
تسـري الـى أُجمـع الأَصـحاب علَّتُـهُ
صــحبٌ تحاشـاهُ عـن نُكـرٍ قرينتُـهُ
تأبـاه قُربـاً ويخشى الناسُ صفقتهُ
كــأَجربٍ يرغــب الأَحبــاب عزلتَـهُ
ان الطيـور علـى اجناسـها وقعـت
اجـل فمـن عـالم المنكـوب أَسرتُهُ
يجفــوهُ صــحب واخــدان وعائلـة
تــاتيهِ للفلـس لا للنَّفـس عزمتُـهُ
تحشـيِّاً منـه يخشـى القـومُ رفقتَهُ
تنحـطُّ نفسـه عـن اسـمى فضـائلها
يعصـى النهصـى لا يرى عاراً يلوِّثهُ
هــمُّ خمــول جـوى تغشـاه تدهشـُهُ
لا يســــتفيق لأَعمـــالٍ تبكِّتُـــهُ
يسـؤُ خُلقـاً يعيـب الـداء خِلقتَـهُ
كَــلٌّ ذليـلٌ يـرى الأَهـوال هاجمـةً
يحتـار لا يهتـدى الأَوهـامُ قبلتُـهُ
اضـاع نعمـاً أَحـطُّ النفـسَ عن شرف
للعشـق ضـاع المُنى والعشقُ نقمتُهُ
اضـاع عشـقاً وشـرُّ الويـل ضـيعتُهُ
فـارعَ العفافة واستوفِ المبرّة ان
رُمـت السـعادة فـي عمـرٍ وغبطتَـهُ
وعــن حَلالِــك ان ترغــب وفاحشـُهُ
حلالــك تخســر الأَســمى ونعمتُــهُ
والعشـق تجفـوك رغـم الوصل لذتهُ
دعِ التجاهـل يُعميـك الغَـرامُ ولا
تجنـح الـى زاهـرٍ تُطغيـك حليتُـهُ
واعصـم هـواك بحبل الرشد مهتدياً
للنسـل عـزّاً فخيـر النسـل رشدتُهُ
واخـتر قرينـاً تقـرُّ العينَ رفقتُهُ
العـوذُ بـاللَه ان شـذَّت مشاعرُ حِف
ظِ النسـل فيـك ولـم تُرهبـكَ غَيَّتُهُ
فابشــر بـداءٍ عضـال شـرُّ منقلـبٍ
هــول لولــدٍ وللأَحفــاد ويلتُــهُ
ان كنــتَ لا تتقـي اللَـه وسـخطتَة
سليمان غزالة.شاعر وأديب عراقي، باحث اجتماعي من أهل الموصل، طبع ديوانه سنة 1920م، وأهدى بعض قصائده للملك فيصل الأول بن الحسين الهاشمي (المتوفى سنة 1352هـ - 1933م).من كتبه المطبوعة: (الاعتماد على النفس)، و(الحرية)، و(حياتي الشخصية)، و(سوانح الفكر)، و(سوانح الكلم)، و(الوضيعة في الحكمة الخلقية) أجزاء.