
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علـى هـذهِ كـانتْ تَـدورُ النّوائِّبُ
وفــي كُـلِّ جَمْـعٍ للـذَّهَابِ مَـذَاهِبُ
نَزَلْنَـا علـى حُكْـمِ الزَّمانِ وأَمرِهِ
وهـل يَقْبَـلُ النَّصْفَ الألَدُّ المُشَاغِبُ
وتَضـحكُ سـِنُّ المـرْءِ والقلبُ مُوجَعٌ
ويرضـى الفَتَى عن دَهْرِهِ وهوَ عاتِبُ
أَلاَ أَيُّهـا الرُّكْبـانُ والـرَّدُ اجـبٌ
قِفُـوا حَـدِّثُونا ما تَقُولُ النّوادِبُ
إلـى أَيِّ فِتْيانِ النّدى قَصَدَ الرَّدى
وأَيُّهُــمُ نــابَتْ حِمَـاهُ النّـوائِبُ
فيَـا لأَبـي العَبّـاسِ كَـمْ رُدَّ راغبٌ
لِفَقْـدِكَ مَلهوفـاً وكَـمْ جُـبَّ غَـارِبُ
ويــا لأَبـي العَبّـاسِ إِنَّ مَنَاكِبـاً
تَنُــوءُ بِمَــا حَمّلْتَهــا لَنَـواكِبُ
فَيَـا قَبْـرَهُ جُـدْ كُـلَّ قَبْـرٍ بِجُودِهِ
فَفيـــكَ ســَمَاءٌ ثَــرَّةٌ وســَحَائِبُ
فإنّـكَ لَـوْ تَدْرِي بِما فِيكَ مِنْ عُلاً
عَلَـوْتَ وبـاتَتْ فـي ذُرَاكَ الكَواكِبُ
أَخـاً كُنـتُ أَبكيـهِ دَماً وهوَ نائمٌ
حَـذَاراً وتَعْمَـى مُقْلَـتي وهوَ غائِبُ
فَمـاتَ ولا صـَبْري علـى الأَجْرِ واقِفٌ
ولا أنـا فـي عُمْرٍ إلى اللّهِ راغِبُ
أَأَسـعى لأَحْظَـى فيـكَ بـالأَجْرِ إنّـهُ
لَسـَعْيٌ إِذَنْ مِنِّـيْ لَـدَى اللّهِ خَائِبُ
ومَـا الإِثْـمُ إِلاَّ الصَّبْرُ عَنْكَ وإنّما
عَــواقِبُ حَمْـدٍ أَنْ تُـذَمَّ العَـواقِبُ
يقولـونَ مِقْـدَارٌ على المَرْءِ وَاجِبٌ
فقلـتُ وإِعْـوالٌ علـى المرءِ واجِبُ
هُـوَ القَلْـبُ لَمّا حُمَّ يَوْمُ ابنِ أُمِّهِ
وَهَــى جـانِبٌ مِنْـهُ وأُسـْقِمَ جـانِبُ
تَرَشــّفْتُ أَيّــامِيْ وَهُــنَّ كَوالِــحٌ
عليـك وغَـالبْتُ الـرَّدى وهوَ غالِب
ودَافَعْـتُ فـي صـَدْرِ الزَّمَانِ ونَحْرِهِ
وأَيُّ يَــدٍ لــي والزَّمـانُ مُحَـارِبُ
وقلــتُ لـهُ خَـلِّ الجَـوادَ لِقَـومِهِ
وهَـا أَنَـذا فَـازْدَدْ فإنّـا عَصَائِبُ
فَـوَاللّهِ إِخْلاصـاً مِنَ القَولِ صَادقاً
وإلاَّ فَحُبِّـــي آلَ أَحْمَـــدَ كــاذِبُ
لَـوَ انَّ يَـدِي كانَتْ شِفَاءَكَ أَوْ دَمِي
دَمَ القَلْـبِ حتى يَقْضِبَ القَلْبَ قاضِبُ
لَسـَلّمْتُ تَسـْليمَ الرِّضـَا وتَخِـذْتُها
يَـداً للـرَّدَى مـا حَـجَّ لِلّـهِ راكِبُ
فَتىً كانَ مِثْلَ السّيْفِ مِنْ حَيْثُ جئتَهُ
لنائبــةٍ نابَتْــكَ فهــوَ مُضـَارِبُ
فَـتىً هَمُّـهُ حَمْـدٌ على الدَّهْرِ رابِحٌ
وإِنْ غـابَ عنـهُ مـالُهُ فهَـوَ عازِبُ
شــَمَائِلُ إِنْ يَشــْهَدْ فَهُـنَّ مَشـَاهِدٌ
عِظَــامٌ وإِنْ يَرْحَــلْ فَهُـنَّ كَتَـائِبُ
بَكَــاكَ أَخٌ لَــمْ تَحْــوِهِ بَقَرابَـةٍ
بَلـى إِنَّ إِخْـوانَ الصـَّفاءِ أَقـاربُ
وأَظْلَمَـتِ الدُّنْيا التي كُنْتَ جَارَهَا
كَأنّـــكَ للِـــدُّنْيا أَخٌ ومُنَاســِبُ
يُبَــرِّدُ نِيــرانَ المَصـَائِبِ أَنّنـي
أَرى زَمَنـاً لَـمْ تَبْـقَ فيـهِ مَصَائِبُ
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب، أبو محمد، الكلبي.شاعر مُجيد، فيه مجون من شعراء العصر العباسي، سمي بديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين.أصله من (سلمية) قرب حماة ، ومولده ووفاته بحمص، في سورية، لم يفارق بلاد الشام ولم ينتجع بشعره.وقال ابن شهراشوب في كتابه (شعراء أهل البيت): افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره، فقال له: يا فتى اكتسب بهذا، واستعن به على قولك منفعة في العلم والمعاش.وذكر ابن خلكان في اخباره، أن أبا نواس قصده لما مر بالشام ولامه على تخوفه من مقارعة الفحول وقال له: اخرج فلقد فتنت أهل العراق.