
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا عَيـنُ لا للغَضـَا ولا الكُثُـبِ
بُكَـا الرَّزَايـا سِوى بُكا الطّرَبِ
جُــودِي وجِــدِّي بملـءِ جَفْنِـكِ ثُ
مَّ احْتفِلـي بالـدُّموعِ وانْكسـبي
يـا عيـنُ فـي كَـرْبُلاَ مَقَابِرُ قَدْ
تَرَكْــنَ قَلــبي مَقَـابرَ الكُـرَبِ
مَقــابرٌ تحتَهــا مَنــابِرُ مِـنْ
عِلْـــمٍ وحِلْــمٍ ومَنْظَــرٍ عَجَــبِ
مِـــنَ البَهَاليــلِ آلِ فاطمــةٍ
أَهْـلِ المعـالي والسّادةِ النُّجُبِ
كَـمْ شـَرِقَتْ مِنْهُـمُ السـُّيُوفُ وكَمْ
رُوِّيَـــتِ الأَرْضُ مِـــنْ دَمٍ ســَرِبِ
نَفْســي فِـداءٌ لَكُـمْ ومَـنْ لَكُـمُ
نَفْســي وأُمِّــي وأُسـْرَتي وأَبـي
لا تَبْعَـدُوا يـا بَني النّبِيِّ على
أَنْ قَـد بَعُـدْتُمْ والدُّهْرُ ذُو نُوَبِ
يـا نَفْـسُ لا تَسـْأَمِيْ ولا تَضـيقِي
وَارْسـِي على الخَطْبِ رَسْوَةَ الهُضُبِ
صـُوني شـُعَاعَ الضَّمير واسْتَشْعِرِي
الصـَّبْرَ وحُسـْنَ العَزَاءِ واحْتَسِبي
فـالخَلْقُ فـي الأرضِ يَعْجَلُونَ ومَوْ
لاكِ علـــى تَـــوْأَدٍ ومُرْتَقَـــبِ
لابُــدَّ أَنْ يُحْشــَرَ القتيـلُ وأَنْ
يُســْأَلَ ذُو قَتْلِــهِ عَـنِ السـّبَبِ
فالوَيْـلُ والنّـارُ والثُّبُورُ لِمَنْ
قَــدْ أَسـْلَموهُ لِلْجَمْـرِ واللّهَـبِ
يــا صـَفْوَةَ اللّـهِ فـي خَلائقـه
وأَكْـــرَمَ الأَعْجَمِيــنَ والعَــربِ
أَنْتُــمْ بُـدُورُ الهُـدَى وأَنْجُمُـهُ
وَدَوّحَــةُ المَكْرُمــاتِ والحَســَبِ
وسَاســَةُ الحَــوْضِ يَـوْمَ لا نَهَـلٌ
لِمُـــورِدِيكُمْ مَــوارِدَ العَطَــبِ
فَكّرْتُ فيكُمْ وفي المُصَابِ فَما انْ
فَــكَ فُــؤادي يَعُـومُ فـي عَجَـبِ
مـا زِلْتُـمُ فـي الحيـاةِ بَيْنهُمُ
بَيْــنَ قَتيــلٍ وبَيْــنَ مُســْتَلَبِ
قَـدْ كـانَ فـي هَجْرِكُـمْ رِضى بِكُمُ
وكَــمْ رِضــىً مُشـْرَجٌ علـى غَضـَبِ
حَتَّــى إذا أَوْدَعَ النّبِــيُّ شـَجاً
قَيْــدَ لَهَـاةِ القَصـَاقِصِ الحَـرِبِ
مَــع بَعِيــدَيْنِ أَحْــرَزَا نَسـَباً
مَـعْ بُعْـدِ دارٍ عَـنْ ذلـكَ النَّسَبِ
مــا كــانَ تَيْـمٌ لهاشـِمٍ بـأَخٍ
ولا عَــــدِيٌّ لأحْمَــــدٍ بَــــأَبِ
لكــنْ حَــديثا عَــداوَةٍ وقِلـىً
تَهَــوَّرَا فــي غيابــةِ الشـُّقُبِ
قامـا بِـدَعْوى في الظُّلْمِ غالبةٍ
وحُجّـــةٍ جَزْلَــةٍ مِــنَ الكَــذِبِ
مِــنْ ثَــمَّ أَوْصــى بـهِ نَبِيُّكُـمُ
نَصــَّاً فأَبْــدَى عَـداوةَ الكَلِـبِ
ومِـنْ هنـاكَ انْبَرَى الزَّمانُ لهمْ
بعــدَ الْتِيــاطٍ بغــارِبٍ جَشـِبِ
لا تَســـْلُقوني بِحَــدِّ أَلْســُنِكُمْ
مـا أَرَبُ الظّـالمينَ مِـنْ أَرَبِـي
إِنّـا إلـى اللّـهِ راجِعـونَ على
سـَهْوِ اللّيـالي وغَفْلَـةِ النُّـوبِ
غَــــدَا عَلِـــيٌّ ورُبَّ مُنْقَلَـــبٍ
أَشــْأَمَ قَـدْ عـادَ غيـرَ مُنْقَلَـبِ
فــاغْتَرَّهُ السـّيْفُ وهـو خـادِمُهُ
مَتَـى يُهِـبْ فـي الـوَغَى بهِ يُجِبِ
أَوْدَى ولَـوْ مَـدَّ عَيْنَهُ أَسَدَ الغا
بِ لنـاجى السـِّرْحَانَ فـي الهَرَبِ
يـا طُـولَ حُزْنـي ولَوْعَـتي وتَبا
رِيحـي ويـا حَسـْرَتي ويـا كُرَبي
لِهَـوْلِ يَـوْمٍ تَقَلّـصَ العِلْمُ والدِّ
يــنُ بِثَغْريهمــا عَــنِ الشـّنَبِ
ذَلِــكَ يَــوْمٌ لَـمْ تَـرْمِ جَائحَـةٌ
بِمِثْلِــهِ الْمُصــْطَفَى ولَـمْ تُصـِبِ
يَــوْمٌ أصــابَ الضـُّحَى بِظُلْمَتِـهِ
وقَنّـعَ الشـّمْسَ مِـنْ دُجَـى الغُهَبِ
وغَـادَرَ المُعْـوِلاتِ مِنْ هاشمِ الخَ
يْــرِ حَيــارَى مَهْتُوكَـةَ الحُجُـبِ
تَمْـرِي عُيُونـاً علـى أَبِـي حَسـَنٍ
مَحْفُوفَــةً بــالكُلُومِ والنُّــدَبِ
تَغْمُــرُ رَبْـعَ الهُمُـومِ أَعْيُنُهـا
بالـدَّمْعِ حُزْنـاً لِرَبْعِهـا الخَرِبِ
تَئِنُّ والنّفْــسُ تَســْتَديرُ بهَــا
رَحـى مِـنَ المـوتِ مُـرَّةُ القطـبِ
لَهْفي لذاكَ الرُّواءِ أَمْ ذَلِكَ الرَّ
أْيِ وتِلْــكَ الأَنْبــاءِ والخطــبِ
يـا سـَيِّدَ الأَوْصِياءِ والعاليَ ال
حجّــةِ والمُرْتَضــَى وذَا الرُّتَـب
إِنْ يَسـْرِ جَيْـشُ الهُمُومِ مِنْكَ إلى
شــَمْسِ مِنـىً والمَقَـامِ والحُجُـبِ
فَرُبّمــا تَقْعَــصُ الكُمَـاةَ بـأَقْ
دامِـكَ قَعْصـاً يُجْـثي على الرُّكَبِ
وَرُبَّ مُقْــــــوَرَّةٍ مُلَمْلَمَـــــةٍ
فــي عــارِضٍ للحِمَــامِ مُنْسـَكِبِ
فَلَلْـــتَ أَرْجاءَهــا وجَحْفَلَهــا
بِــذِي صــِقَالٍ كَــوامِضِ الشـُّهُبِ
أَوْ أَسْمَرِ الصَّدْرِ أَصْفَرٍ أَزْرَقِ الرَّ
أْسِ وإِنْ كــانَ أَحْمَــرَ الحَلَــبِ
أَوْدَى عَلِــيٌّ صــَلّى علـى رُوحِـهِ
اللّــهُ صــَلاةً طويلــةَ الـدَّأَبِ
وكُـــلُّ نَفْــسٍ لحَيْنِهــا ســَبَبٌ
يَســْرِي إِليهــا كَهَيْئَةِ اللّعِـبِ
والنّـاسُ بـالغَيْبِ يَرْجُمُـونَ وما
خِلْتُهُــمُ يَرْجُمُــونَ عَــنْ كَثَــبِ
وفــي غَــدٍ فــاعْلَمَنْ لِقَـاؤُهُمُ
فـــإنّهم يَرْقُبُـــونَ فــارْتَقِبِ
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب، أبو محمد، الكلبي.شاعر مُجيد، فيه مجون من شعراء العصر العباسي، سمي بديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين.أصله من (سلمية) قرب حماة ، ومولده ووفاته بحمص، في سورية، لم يفارق بلاد الشام ولم ينتجع بشعره.وقال ابن شهراشوب في كتابه (شعراء أهل البيت): افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره، فقال له: يا فتى اكتسب بهذا، واستعن به على قولك منفعة في العلم والمعاش.وذكر ابن خلكان في اخباره، أن أبا نواس قصده لما مر بالشام ولامه على تخوفه من مقارعة الفحول وقال له: اخرج فلقد فتنت أهل العراق.