
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هاتيـك دجلـةُ رِدْ وهـذا النّيلُ
مـا بعـدَ ذيـنِ لحـائمٍ تعليـلُ
إن كان برْدُ الماءِ عندَك ناقعاً
حـرَّ الجَـوى لا الأشـنبُ المعسول
عجبـاً لشـأنك تـدّعي ظمـأً وفي
جفْنيْـكَ مـن سـيلِ الجُفونِ سُيولُ
وتنـحّ مـن لفْـح الهَجيـرِ وحرِّه
وحشــاكَ فيــه لوعــةٌ وغَليـلُ
مـا هـذه آيـاتُ من عرَفَ الهوى
وشـجاه رَقـراقُ الحيـاء أسـيلُ
لا تكــذبنّ فمـا بهـذا عنـدنا
أهـلَ الصـّبابةِ يُعـرفُ المتبولُ
خــلِّ الغـرامَ لأهلـه فهـمُُ بـه
أولـى لهنّـكَ فـي الغرامِ دخيلُ
أنسـيتَني يومَ العقيق ونحنُ في
واديـهِ بيـن السـَّرْحتيْن حُلـولُ
والحـيُّ يهمِـزُ بالرحيل ومُهجتي
جزَعـاً لمقـترب الرّحيـلِ تسـيلُ
والوجـدُ محتـدمٌ وبيـن أضالعي
قلـبٌ يضـِجُّ بـه الغـرامُ عليـلُ
وأقـلُّ مـا لاقيتُ من كُلَف الهوى
بعــدَ الصــّبابةِ لائمٌ وعَــذولُ
ألا اقتــديتَ بحُـوَّلٍ فـي وجـدِه
قـد عـارك الأشـجانَ وهْـوَ نحيلُ
أظننـتَ أنّ العِشـقَ سهلٌ بئس ما
أوهمتــهُ يـا أيّهـا المخبـولُ
يـا أخـتَ سـعدٍ قد سننتِ شريعةً
مـا سـنّها فـي الأنبيـاءِ رسولُ
حلّلـتِ سـفكَ دمـي ولم ينطِقْ به
ذِكـــرٌ وتـــوْراةٌ ولا إنجيــلُ
وقصـرتِ أجفـاني فما إن تلتقي
وأطلـتِ ليلـي فالعَنـاءُ طويـلُ
وقدحتِ ناراً في الحشا ومنعتِني
إطفاءَهـا بالـدّمعِ وهـو هَطـولُ
سـمعاً لأمركِ ما استطعتُ وكلّ ما
حمّلـتِ مـن عِبْـءِ الهـوى محمولُ
قسـماً بعصـيان العـذول فـإنّه
قسـمٌ علـى حسـن الوفـاءِ دليلُ
إنّـي عليـكِ وإن صـدَدْتِ لعـاطفٌ
ولـكِ الغـداةَ وإن قطعْـتِ وَصولُ
يـا صـاحبيّ مضى الهوى لسبيله
وأتـى الصـوابُ وقولُه المقبولُ
أبثثكمـا عُجَـري فمـا ترَيـانِه
لأخيكمــا فـالرّأيُ منـه أفيـلُ
طال الثّواءُ على المذلّة قانعاً
بالـدّون واسـتولى علـيّ خُمـولُ
وغدا يزاحمُ منكبي في موقف ال
عليــاءِ وغــدٌ أخــرقٌ وجهـولُ
فـي كـلّ يـوم يسـتفزّ سـكينتي
روعٌ يمَــسُّ الحــسَّ منـه ذُهـولُ
ممّـن عهِـدتُ إذا ذُكِـرتُ فـؤادَه
مـن صـدره فرَقـاً يكـادُ يـزولُ
مـا ذاك إلا أنّـه لـم يبـقَ من
هــذا الأنــام مســوّدٌ بُهْلـولُ
يـأوي إليـه المستجيرُ فيغتدي
نعـمَ النّصـيرُ وبأسـُه المأمولُ
قـالا صـهٍ هـذا ابن حامدٍ الذي
مــا بعــدَه لمؤمِّــلٍ تأميــلُ
يمّمْـه تلـقَ اليـمّ يزخَرُ طامياً
والليــثَ يـزأرُ هيبـةً ويصـولُ
وانزِلْ عليه تُنِخ بكِسْرِ فناءِ منْ
مــا ذمّ جيرتَـهُ العشـيَّ نزيـلُ
إنّ امـرءاً كفَـل العزيزُ بنصره
وغــدا يســالمُ دهـرَهُ لَـذليلُ
علي بن أفلح العبسي، أبو القاسم، جمال المُلك.شاعر، من الكتّاب، علت له شهرة.مدح الخلفاء وأرباب المراتب، وجاب البلاد. وخلع عليه المسترشد بالله ولقّبه (جمال الملك) وأغناه.ثم ظهر أنه يكاتب (دبيساً) فأمر المسترشد بنقض داره، قال ابن الجوزي: (وكانت قد أجريت بالذهب، وعُملت فيها الصور، وفيها الحمّام العجيب، فيه بيشون إن فركه الإنسان يميناً خرج الماء حاراً، وإن فركه شمالا خرج بارداً)، فمضى ابن أفلح إلى تكريت واستجار ببهروز الخادم، فعفا عنه المسترشد.وتوفي ببغداد.له (ديوان شعر) جمعه بنفسه وعمل له مقدمة.