
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا الصــّبرُ ناصـرُهُ إن ضـامه كمَـدٌ
يـومَ الرّحيـل ولا السـّلوانُ مُنجِدُه
فلــم أطــاع عــذولاً مـا يسـهِّدُه
إذا غفــا كــلُ طـرْفٍ مـا يسـهِّدُهُ
هـل حـلّ بالعَـذْلِ لاحٍ مـن أخي كمَدٍ
مـا ظـلّ بالحبّ داعي الوجد يعقِدُه
لـولا الغُـرورُ ومـا تجْنـي مطامِعُه
لـذَمّ طيْـفَ الكـرى مـن باتَ يحمَدُه
وكـلّ مـن لا يـرى فـي الأمر مصدَرَهُ
قبـل الـوُرودِ أراهُ الحتْـفَ مورِدُه
كحـائنٍ ظـنّ مولانـا العزيـز علـى
إمهــالهُ مُهمِلاً مــن بـات يرْصـُدُه
الصــّادق العــزمِ لا جبـنٌ يريّثُـه
إن رامَ أمــراً ولا عجــزٌ يفنّــدُه
فــي كــلّ يـومٍ لـه حمـدٌ يجمّعـهُ
بمــا توخّــاهُ مــن مـالٍ يبـدّدُه
جـمُّ المـواهبِ مـا ينفـكّ مـن سرَفٍ
لُجَينُــه يشــتكي منــه وعســجَدُه
غمْرُ الرِّداءِ وَهوبٌ ما حوته على ال
أيّــام مـن طـارفٍ أو تالـدٍ يـدُه
يعتــدّ بالفضـلِ للعـافي ويشـكرُه
كــأنّ عــافيهِ يحبــوهُ ويرفِــدُهُ
موفّــقُ السـّعي والتّـدبيرُ منجِحُـه
وثـاقبُ الـرّأي فـي الجُلّـى مسدّدُه
حسـنُ الرّشـادِ لـه فيمـا يحـاولُه
مــن المقاصــد هــاديه ومُرشـدُهُ
فمــا يَطيــشُ لــه ســهمٌ يفـوّقُه
فــي كــل مــا يتحـرّاهُ ويقصـِدُه
إذا تمـــاثلتِ الأحســابُ فــاخرةً
أضـاء فـي الحسـَبِ الوضـّاحِ محتِدُه
يُزْهـى بجـدّيْنِ أضـحى سـامياً بهما
فمـا تـرى عينُـه مـن ليـس يحسُدُه
يـا أحمـدُ الحمدُ ما أصبحت تكسِبُه
بالفضـلِ والفضـلُ ما أصبحت توردُه
ليَهْــنِ مجـدَك نُعمـى ظـلّ حاسـدُها
يغيظُــه مــا رأى منهـا ويُكمـدُه
جاءتـك تسـحَبُ ذيـلَ العـزّ من ملِك
مــا أيّــد اللـهُ إلا مـن يؤيّـدُه
لـم يلـقَ غيـرَك كُفؤاً يرتضيهِ لما
إليـك أضـحى مـن التّـدبيرِ يُسندُهُ
ألقـى إليـكَ زِمـام الأمـرِ معتقداً
أنّ الأمانــةَ فيمــن طـاب مولـدُه
فاجعَـلْ عِيـاذَك شـكرَ الناسِ تحرزُه
وانظــرْ لنفسـك مـن ذكـرٍ تخلّـدُه
وليَهْــن جـدَّك أعـداءٌ ظفِـرتَ بهـم
وقـد عراهـم مـن الطّغيـانِ أنكدُه
نـوَوْا لك المَكرَ غدراً فاستزلّ لهم
عــن ذاك أيمــنُ تـدبيرٍ وأحمـدُه
مــن كــلّ أخيـبَ خـانته مكايـدُه
فيمـــا نـــواهُ وأرداهُ تــردّدُه
ما أبرموا الرّأيَ في سوء بغوْك به
إلا وعــاد ســحيلاً منــك مُحصــَدُه
ولا ورى زنــدُ كيــدٍ منهـمُ أبـداً
إلا وحـــدُّك بالإقبـــالِ يُصـــلِدُه
علي بن أفلح العبسي، أبو القاسم، جمال المُلك.شاعر، من الكتّاب، علت له شهرة.مدح الخلفاء وأرباب المراتب، وجاب البلاد. وخلع عليه المسترشد بالله ولقّبه (جمال الملك) وأغناه.ثم ظهر أنه يكاتب (دبيساً) فأمر المسترشد بنقض داره، قال ابن الجوزي: (وكانت قد أجريت بالذهب، وعُملت فيها الصور، وفيها الحمّام العجيب، فيه بيشون إن فركه الإنسان يميناً خرج الماء حاراً، وإن فركه شمالا خرج بارداً)، فمضى ابن أفلح إلى تكريت واستجار ببهروز الخادم، فعفا عنه المسترشد.وتوفي ببغداد.له (ديوان شعر) جمعه بنفسه وعمل له مقدمة.