
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنــي رأيـت ومثلـي مـن رأى عجبـا
فظــلّ فــي حيـرة مـن ذلـك العجـب
رأيــت فــي عكــبر نشــئا كـأنهم
مــن حســنهم فتـنٌ صـبّت علـى لعَـب
مثــل الطــواويس إلا أنهــم بشــَرٌ
حلّوا من الحسن في العالي من الرتب
أعــداهم مســلموهم حســن طبعهــم
والجـار يأخـذ طبـع الجـار عن كثب
يــا حبّـذا عكـبرا ارضـا وسـاكنها
ومـا حـوت مـن مليـح الـوجه والأدب
أرض بهـا الخمـر في الحانات مشرعةٌ
تهــدى إلــى منبـت للمـال منتهـب
مـا يشـتهي المـاجن العيـار يدركهُ
مـــن الفســوق بلا عســر ولا تعــب
كـن فيلسـوفا وجـزّ اليـوم مغتنمـا
طيـب الحيـاة علـى اسـتعجال مستلب
لا تبــق يومــا ليـوم أنـت خـائفه
فــالعمر أقصــر مـن تأمـل ترتقـب
كن في المواخير في صدر النهار ضحى
واشـرب علـى طـرب مـن دمعـة العنب
وفـي ابسـاتين فـي نصف النهار على
روض وتحــت عريــش الكـرم والقصـَب
إذا شـــئت مــن أحببــت مضــطجعا
أو قائمـا شـئت أو جثوا على الركب
إن شـئت نـم في صحون الدور من وسن
أو فيالســراديب أمـن غيـر محتنـب
طـف بـالجزيرة والعـب فـي مراتعها
فـإن شـكوت الأذى فاصـعد إلـى حلـب
أجـرى مـن المـاء طبـع فـي تسـرّبه
بيـن الريـاض وأغنـي مـن أبـي لهب
كـم محـذنوا بي إذاما أبصروا حنفي
وكـم أعـاقبهم بـالطعن فـي الـذنب
فــي دون ذا طــب للبهلـول مـوفقه
فـي السـوق مفتضـحا بالدلق والطلب
وفيهمـــا طــاب للعيّــار شــهرتهُ
إمــا علــى خشــب للصـلب أو قتـب
عقيل بن محمد العكبري، أبو الحسن الأحنف. شاعر أديب، من أهل عكبرا اشتهر ببغداد. قال ابن الجوزي: روى عنه أبو علي ابن شهاب (ديوان شعره). ووصفه الثعالبي بشاعر المكدين وظريفهم. وقال الصاحب ابن عباد: هو فرد (بني ساسان) اليوم بمدينة السلام. وكثير من شعره في وصف القلة والذلة يتفنن في معانيها ويفاخر بهما ذوي المال والجاه.