
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذَا كَـانَ أَمْـرُ اللَّـهِ أَمْـراً يُقَدَّرُ
فَكَيْــفَ يَفِـرُّ الْمَـرْءُ مِنْـهُ وَيَحْـذَرُ
وَمَنْ ذَا يَرُدُّ الْمَوْتَ أَوْ يَدْفَعُ الْقَضَا
وَضــَرْبَتُهُ مَحْتُومَــةٌ لَيْــسَ تَعْثَــرُ
لَقَـدْ هَـانَ عِنْدِي الدَّهْرُ لَمَّا عَرَفتُهُ
وَإِنِّـي بِمَـا تَـأْتِي الْمُلِمَّـاتُ أَخْبَرُ
وَلَيْــسَ سـِبَاعُ الْبَـرِّ مِثْـلَ ضـِبَاعِهِ
وَلَا كُـلُّ مَـنْ خَـاضَ الْعَجَاجَـةَ عَنْتَـرُ
سـَلُوا صَرْفَ هَذَا الدَّهْرِ كَمْ شَنَّ غَارَةً
فَفَرَّجْتُهَــا وَالْمَــوْتُ فِيهَـا مُشـَمِّرُ
بِصــَارِمِ عَــزْمٍ لَــوْ ضـَرَبْتُ بِحَـدِّهِ
دُجَـى اللَّيْلِ وَلَّى وَهْوَ بِالنَّجْمِ يَعْثَرُ
دَعُـونِي أَجُدَّ السَّعْيَ فِي طَالَبِ العُلا
فَــأُدْرِكَ ســُؤْلِي أَوْ أَمُـوتَ فَأُعْـذَرُ
وَلَا تَخْتَشــُوا مِمَّـا يُقَـدَّرُ فِـي غَـدٍ
فَمَـا جَاءَنَـا مِنْ عَالَمِ الْغَيْبِ مُخْبِرُ
وَكَـمْ مِـنْ نَـذِيرٍ قَـدْ أَتَانَا مُحَذِّراً
فَكَــانَ رَســُولاً بِالســُّرُورِ يُبَشــِّرُ
قِفِـي وَانْظُرِي يَا عَبْلَ فِعْلِي وَعَايِنِي
طِعَـانِي إِذَا ثَـارَ الْعَجَـاجُ الْمُكَدَّرُ
تَـرِي بَطَلاً يُلْقِـي الْفَـوَارِسَ ضـَاحِكاً
وَيَرْجِــعُ عَنْهُـمْ وَهْـوَ أَشـْعَثُ أَغْبَـرُ
وَلَا يَنْثَنِــي حَتَّــى يُخَلِّـي جَمَاجِمـاً
تَمُــرُّ بِهَـا رِيـحُ الْجَنُـوبِ فَتَصـْفِرُ
وَأَجْسـادَ قَـوْمٍ يَسـْكُنُ الطَّيْرُ حَوْلَهَا
إِلَـى أَنْ يَـرَى وَحْـشَ الْفَلَاةِ فَيَنْفِـرُ
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.