
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا عَبْـلَ خَلِّـي عَنْكِ قَوْلَ الْمُفْتَرِي
وَاصـْغِي إِلَـى قَـوْلِ الْمُحِبِّ الْمُخْبِرِ
وَخُــذِي كَلَامــاً صـُغْتُهُ مِـنْ عَسـْجَدٍ
وَمَعَانِيـــاً رَصــَّعْتُهَا بِــالْجَوْهَرِ
كَــمْ مَهْمَــهٍ قَفْـرٍ بِنَفْسـِي خُضـْتُهُ
وَمُفَـــاوِزٍ جَاوَزْتُهَـــا بِــالْأَبْجَرِ
كَـمْ جَحْفَـلٍ مِثْـلِ الضـَّبَابِ هَزَمْتُـهُ
بِمُهَنَّـــدٍ مَـــاضٍ وَرُمْــحٍ أَســْمَرِ
كَـمْ فَـارِسٍ بَيْـنَ الصـُّفُوفِ أَخَـذْتُهُ
وَالْخَيْـلُ تَعْثُـرُ بِالْقَنَـا الْمُتَكَسِّرِ
يَـا عَبْـلَ دُونَـكِ كُـلَّ حَـيٍّ فَاسْأَلِي
إِنْ كَـانَ عِنْـدَكِ شـُبْهَةٌ فِـي عَنْتَـرِ
يَـا عَبْـلَ هَـلْ بُلِّغْـتِ يَوْمـاً أَنَّنِي
وَلَّيْــتُ مُنْهَزِمــاً هَزِيمَــةَ مُـدْبِرِ
كَــمْ فَـارِسٍ غَـادَرْتُ يَأْكُـلُ لَحْمَـهُ
ضـَارِي الـذِّئَابِ وَكَاسـِرَاتُ الْأَنْسـُرِ
أَفْـرِي الصـُّدُورَ بِكُـلِّ طَعْـنٍ هَـائِلٍ
وَالســَّابِغَاتِ بِكُــلِّ ضــَرْبٍ مُنْكَـرِ
وَإِذَا رَكِبْـتُ تَـرَى الْجِبَالَ تَضِجُّ مِنْ
رَكْــضِ الْخُيُـولِ وَكُـلَّ قُطْـرٍ مُـوعِرِ
وَإِذَا غَـزَوْتُ تَحُـومُ عِقْبَـانُ الْفَلَا
حَــوْلِي فَتَطْعَـمُ كَبْـدَ كُـلِّ غَضـَنْفَرِ
وَلَكَــمْ خَطِفْـتُ مُـدَرَّعاً مِـنْ سـَرْجِهِ
فِـي الْحَـرْبِ وَهْـوَ بِنَفْسِهِ لَمْ يَشْعُرِ
وَلَكَـمْ وَرَدْتُ الْمَـوْتَ أَعْظَـمَ مَـوْرِدٍ
وَصـَدَرْتُ عَنْـهُ فَكَـانَ أَعْظَـمَ مَصـْدَرِ
يَا عَبْلَ لَوْ عَايَنْتِ فِعْلِي فِي الْعِدَا
مِــنْ كُــلِّ شـِلْوٍ بِـالتُّرَابِ مُعَفَّـرِ
وَالْخَيْـلُ فِـي وَسْطِ الْمَضِيقِ تَبَادَرَتْ
نَحْــوِي كَمِثْـلِ الْعَـارِضِ الْمُتَفَجِّـرِ
مِـنْ كُـلِّ أَدْهَـمَ كَالرِّيَاحِ إِذَا جَرَى
أَوْ أَشـْهَبٍ عَـالِي الْمَطَـا أَوْ أَشْقَرِ
فَصــَرَخْتُ فِيهِــمْ صــَرْخَةً عَبْســِيَّةً
كَالرَّعْـدِ تَـدْوِي فِـي قُلُوبِ الْعَسْكَرِ
وَعَطَفْــتُ نَحْــوَهُمُ وَصــُلْتُ عَلَيْهِـمُ
وَصــَدَمْتُ مَــوْكِبَهُمْ بِصـَدْرِ الْأَبْجَـرِ
وَطَرَحْتُهُــمْ فَـوْقَ الصـَّعِيدِ كَـأَنَّهُمْ
أَعْجَـازُ نَخْـلٍ فِـي حَضـِيضِ الْمَحْجَـرِ
وَدِمَــاؤُهُمْ فَـوْقَ الـدُّرُوعِ تَخَضـَّبَتْ
مِنْهَــا فَصـَارَتْ كَـالْعَقِيقِ الْأَحْمَـرِ
وَلَرُبَّمَــا عَثَــرَ الْجَـوَادُ بِفَـارِسٍ
وَيَخَــالُ أَنَّ جَــوَادَهُ لَــمْ يَعْثُـرِ
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.