
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنَـا فِي الْحَرْبِ الْعَوَانِ
غَيْــرُ مَجْهُـولِ الْمَكَـانِ
أَيْنَمَـا نَـادَى الْمُنَادِي
فِـي دُجَـى النَّقْعِ يَرَانِي
وَحُســَامِي مَــعْ قَنَـاتِي
لِفِعَــــالِي شـــَاهِدَانِ
أَنَّنِــي أَطْعَــنُ خَصــْمِي
وَهْــوَ يَقْظَـانُ الْجَنَـانِ
أَســْقِهِ كَـأْسَ الْمَنَايَـا
وَقِرَاهَــا مِنْــهُ دَانِـي
أُشــْعِلُ النَّـارَ بِبَأْسـِي
وَأَطَاهَــــا بِجَنَـــانِي
إِنَّنِـــي لَيْــثٌ عَبُــوسٌ
لَيْسَ لِي فِي الْخَلْقِ ثَانِي
خُلِــقَ الرُّمْــحُ لِكَفِّــي
وَالْحُســَامُ الْهِنْـدُوَانِي
وَمَعِـي فِـي الْمَهْدِ كَانَا
فَــوْقَ صـَدْرِي يُؤْنِسـَانِي
فَـإِذَا مَـا الْأَرْضُ صـَارَتْ
وَرْدَةً مِثْـــلَ الــدِّهَانِ
وَالـدِّمَا تَجْـرِي عَلَيْهَـا
لَوْنُهَــا أَحْمَــرُ قَـانِي
وَرَأَيْــتُ الْخَيْـلَ تَهْـوِي
فِـي نَـوَاحِي الصَّحْصـَحَانِ
فَاســـْقِيَانِي لَا بِكَــأْسٍ
مِـــنْ دَمٍ كَـــالْأُرْجُوَانِ
أَسـْمِعَانِي نَغْمَـةَ الْأَســ
ـــيَافِ حَتَّـى تُطْرِبَـانِي
أَطْيَــبُ الْأَصـْوَاتِ عِنْـدِي
حُسـْنُ صـَوْتِ الْهِنْـدُوَانِي
وَصــَرِيرُ الرُّمْـحِ جَهْـراً
فِـي الْوَغَى يَوْمَ الطِّعَانِ
وَصــِيَاحُ الْقَــوْمِ فِيـهِ
وَهْــوَ لِلْأَبْطَــالِ دَانِـي
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.