
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لغيـر نعـاك مـا كفكفت عينا
ولا أبكيتهــــا إلا حســـينا
يمينـاً مـا حنثـت بها يميناً
ولا نطقـت بهـا شـفتاي مينـا
فلا أمضــيت إلا فيــه نصــباً
ولا أنعمــت إلا فيــك عينــا
ولا أتبعـت طـرف الفكـر طرفاً
علــى مــا نـاله إلا حزينـا
وهـل تجـري العيون لغير يومٍ
جـرى مـا قد جرى لحسين بينا
وعهـدي باسـمه أدعـو حسـيناً
فصــحفه الــردى رداً حبينـا
فـتى قـد كـان يرعانـا بعين
وترعـاه لهـا وبـه ارتقينـا
فـتى قـد كـان يطعـم ساغبات
ويكســوهن مهمـا قـد عرينـا
وتـبراً كـان فـي الإخوان طراً
وحــراً لا يصـيب ضـناً وشـينا
أقـام بنا كريث الركب ما لم
أمــن بــه وإن أديـت دينـا
وقــوض راحلاً لــم نظـف فيـه
غليلاً لا ولا ســـقماً برينـــا
ولـو مـن الـردى ببقاه دهراً
بـه ممـن يناضـلنا اشـتفينا
معــاني حجــة الإســلام فيـه
وعنــه مــن خلائقــه روينـا
حسـين مـا سـرت فيك المنايا
علــى عجـل ولا كابـدت حينـا
لشــيءٍ غيــر أن يلقـاك جـد
تجبنــه فينعــم فيـك عينـا
سـررت بـه وأنـا قـد بقينـا
نطــارح لوعــة ممـا رأينـا
رأينــا منـك نعشـاً مشـمخراً
يحـك الأفـق رفعـاً فـي يدينا
رأينــاه علـى أعنـاق يسـري
فقـل فـي يـذبل أو طورسـينا
رأينـا خلفـه غـرر المسـاعي
تنــادي أيـن كـافلهن أينـا
ومــن خلفتــه فينـا عميـداً
وتعلـم عـن سـواك لقد أتينا
فنادهــا لسـان الحـال هـذا
علـى قلـن فيـه بلى ارتضينا
كفتنـــا منــه أخلاق حســان
برقتهــا ونفحتهـا انتشـينا
وكهـف للـورى ولنـا إذا مـا
تنمــر حـادث فلـه التجينـا
عليـم فـي الشـريعة مسـتقيم
علــى تأسيسـه رشـداً بنينـا
حكيـم فـي تصـاريف القضـايا
وفيــه تنزلــت أنـا لـدينا
وتلــك جــواهر لأبــي أبيـه
بمنطقـــه شقاشــقه حكينــا
جــواهر حكمــةٍ نسـتام منـه
معانيهــا إذا عــزت علينـا
ومهمـا قـام سوق البحث فيها
بـأعلا سـومها منـه اشـترينا
لأنــا قــد تحققنــا يقينـاً
درايتـه بهـا أن مـا درينـا
خليفــة حجــة الإســلام أدرى
بمـا لـم يرو عنه بها إلينا
حلفــت بــرب نيــب راقصـات
إلـى بطحـاء مكـة إذ سـرينا
علــى أكوارهــا شـعت تلـبي
مهرولــةٌ وتبطنهـا الهوينـا
إلـى أن قـد أناخوهـا برحـب
سـعوا بعراصـه وبهـم سـعينا
وأدوا مــن مناســكها بجمـع
وللجمــرات أنملهــا رمينـا
لأنـت بهـا أعـز النـاس جاراً
وأكـرم مـن بنـائله التقينا
وأفضـله مـن روينا عنه فضلاً
وأكــثرهم حلاً وأقــل شــينا
وبحــر خــاض زاخــره بعلـم
وغيـث نـداً بـواكفه ارتوينا
عليمــاً فاضــلاً بـرّاً رحيمـا
حليمـاً صـالحاً بتقـاك زينـا
كفانـا فيـك يا ابن أبي علي
عـزا عمـن مضـى وبه ارتزينا
كأنـك يـوم هولكمـا اقتفينا
وأنــك بعـده فيـك اقتـدينا
فخـذها يـا علـي القدر بكراً
وأنـا فـي ذمامـك مـا وفينا
فلـم أطلـب قراهـا منك تبراً
ولا أرجــوك تمهرهــا لجينـا
ولكـن مـا حـدا فكـري إليها
سـوى أنـا إليـك قد انتمينا
وما أنا والرثا وأنا المعزى
بنــدب عــز فقـداناً علينـا
فيـا مـن قام ينعى لي حسينا
يطارحنـا نعـاه كمـا نعينـا
ويجهـش بالبكـا شـجواً ونحـن
علـى نسـق البكـا منه بكينا
أعـــن أنســا وأملاك وجنــا
كمـا أرخـت أن نرثـي حسـينا
أحمد بن حسن بن علي بن نجم الرباحي السعدي الشهير بقفطان.عالم جليل، وشاعر شهير، يكنى بأبي سهل.ولد في النجف، ونشأ بها على أبيه وجلّة من علمائها الأجلة.كان آية في الذكاء والحفظ، وكان أصمّاً، ولكنه يفهم المراد لأول وهلة.توفي في النجف ودفن فيها.