
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ربـع نَكّـرك الأحـداث والقـدم
فصـــار عينــك كالآثــار تتهــم
كأنمــا رسـمك السـرّ الـذي لهـم
عنـدي ونؤيـك صبري الدارس الهدم
كأنمــا ســفعة الأثقــى باقيــة
بيــن الريــاض قطاجونيــة جثـم
أو حسـرة بقيـت فـي القلب مظلمة
عـن حاجـة مـا اقتضوها أذهم أمم
ألا بكـــاه ســحاب دمعــه همــع
بالرعــد مزدفـر بـالبرق مبتسـم
لـم لا يجـدها سـحاب جودهـا ديـم
مــن الـدموع الهـوامي كلهـن دم
ليـت الطلـول أجـابت من به أبداً
فـى حبهـم صـحة فـي بغضـهم سـقم
أو علّهــا بلسـان الحـال ناطقـة
قـد تفهم الحال ما لا تفهم الكلم
أمـا تـرى شـيبتى تنبيـك ناطقـة
بـأنّ حـدّى الـذى اسـتذلقته ثلـم
الشــيب يوعــد والآمــال واعـدة
والمــرء يغــترّ والأيـام تنصـرم
مــالى أرى حكـم الأفعـال سـاقطة
وأســمع الــدهر قـولا كلـه حكـم
مـا لى أرى الفضل فضلا يستهان به
قـد أكرم النقص لمّا اتنقض الكرم
جـولت فـي هـذه الـدنيا وزخرفها
عينـى فـألفيت داراً مـا بها أرم
كجيفــة دوّدت والــدود منشــؤها
منهـا ومنهـا ترى الأرزاء والطعم
سـيّان عنـدي أن بـرّوا وإن فجروا
فليـس يجـرى علـى أمثـالهم قلـم
لا تحســـدنهم إن جُــدّوا بجَــدّهم
فالجِــدّ يجـدى ولكـن مـاله عصـم
ليسـوا وإن نعمـوا عيشاً سوى نعم
وربّمـا نعمـت فـي عيشـها النعـم
الواجـدون غنـى والعـادمون نهـى
هـل الـذي وجدوا مثل الذي عدموا
خلقـت فيهـم وأيضـا قد خلطت بهم
فليـس فيهـم غنـى عنهـم ولا بهـم
أسـكنت بينهـم كـالليث فـي الأجم
رأيـت ليثـاً لـه مـن جنسـه أجـم
إنـى وإن كـان عنـى مـن بليت به
فــي عينـه كمـه فـي أذنـه صـمم
مميّـز مـن بنـى الـدنيا يميزنـي
أقـلّ مـا فـيّ ليـس الجـلّ والعظم
بــأى مــأثرة ينقــاس بـي أحـد
بـــأى مكرمــة تحكينــى الأمــم
أمثــل عنجهـة شـوكاء يلحـق بـى
أو مثــل شــغبر حـش عرضـه زيـم
فـذا عجـوز ولكـن بعـد مـا قعدت
وذاك جــود مشـاع الملـك مسـتهم
إنــى وإن كــانت الأقلام تخـدمنى
كـذاك يخـدم كفـى الصـارم الخذم
قـد أشـهد الـروع مرتاحاً فأكشفه
إذا تنــاكص عــن تيّــاره الهـم
الضــرب محتــدم والطعـن منتظـم
والــدمع مرتكـم والبـأس مغتلـم
والجـوّ يـافوخه مـن نقعهـم قـتر
والأفـق فسـطاطه مـن سـفكهم قتـم
والـبيض والسـمر حمـر تحت غبرته
والمــوت يحكـم والأبطـال تختصـم
واعـدل القسـم فـي حربـى وحربهم
منهـم لنـا غنـم منّـا لهـم غـرم
أمّـا البلاغة فاسألنى الخبير بها
أنـا اللسـان قـديماً والزمان فم
لا يعلــم غيــرى معلمــاً علمــا
لأهلــه أنـا ذاك المعلـم العلـم
كـانت قنـاة علـوم الحـق عاطلـة
حـتى جلاهـا بشـر البنـد والعلـم
نبيــد أرواحهـم بـالرعب نقـذفه
فيهـم وأجسـادهم بالقضـب تلتحـم
ماتت أنالة ذا الدهر اللقاح على
عزائمـى وأسـفت بـى لهـا الهيـم
لـو شبت كان الذى لو شئت بحت به
مـالخوف أسـكت بل إن تلزم الحشم
ولـو وجـدت طلـوع الشـمس متسـعا
لحــط رجــل غريمـى كنـت أغـترم
ولـو بكت غير ما بى دونها الحشم
ولـم يغـم سـبيلى نحوهـا الغمـم
وكــانت الــبيض ظلـف للغمـودله
وقـد تشـاغل عـرض الحيـد والحكم
وظــن أن ليـس تحجيـل سـوى شـعر
وإن للخيــل فـي ميلادهـا اللجـم
وغشـــيت صـــفحات الأرض معدلــة
فالأسـد تنفـر عـن مرعـى بـه غنم
لكنّهــا بقعـة حـفّ الشـتاء بهـا
فكــل صــاغ إليهــا صـاغر سـدم
الحسين بن عبد الله بن سينا، أبو علي، شرف الملك.الفيلسوف الرئيس، صاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات الإلاهيات.أصله من بلخ، ومولده في إحدى قرى بخارى، نشأ وتعلم في بخارى، وطاف البلاد، وناظر العلماء، واتسعت شهرته، وتقلد الوزارة في همذان، وثار عليه عسكرها ونهبوا بيته، فتوارى.ثم صار إلى أصفهان، وصنف بها أكثر كتبه. وعاد في أواخر أيامه إلى همذان، فمرض في الطريق، ومات بها.قال ابن قيم الجوزية: (وكان ابن سينا - كما أخبر عن نفسه - هو وأبوه، من أهل دعوة الحاكم، من القرامطة الباطنيين)، وقال ابن تيمية (تكلم ابن سينا في أشياء من الإلهيات، والنبويات، والمعاد، والشرائع، لم يتكلم بها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم؛ فإنه استفادها من المسلمين، وإن كان إنما يأخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام كالإسماعيلية؛ وكان أهل بيته من أهل دعوتهم من أتباع الحاكم العبيدي الذي كان هو وأهل بيته معروفين عند المسلمين بالإلحاد) صنَّف نحو مائة كتاب، بين مطول ومختصر، ونظم الشعر الفلسفي الجيد، ودرس اللغة مدة طويلة حتى بارى كبار المنشئين. أشهر كتبه (القانون - ط) كبير في الطب، يسميه علماء الفرنج (Canonmedicina) بقي معولاً عليه في علم الطب وعلمه ستة قرون، وكانوا يتعلمونه في مدارسهم، وطبعوه بالعربية في رومة وهم يسمون ابن سينا Avicenne وله عندهم مكانة رفيعة، ومن تصانيفه (المعاد-خ) رسالة في الحكمة، و(الشفاء-ط) في الحكمة أربعة أجزاء، و(أسرار الحكمة المشرقية - ط) ثلاث مجلدات، وأرجوزة في (المنطق-ط) ورسالة (حي بن يقظان -ط) وهي غير رسالة ابن الطفيل المسماة بهذا الاسم، و(أسباب حدوث الحروف - ط) رسالة، و(الإشارات - ط)، و(الطير في الفلسفة)، و(أسرار الصلاة - ط) في ماهية الصلاة وأحكامها الظاهرة وأسرارها الباطنية إلخ، و(لسان العرب) عشر مجلدات في اللغة.