
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هبطـت إليـك مـن المحـلّ الأرفع
ورقـــاء ذات تعـــزّز وتمنّــع
محجوبــة عـن كـلّ مقلـة عـارف
وهـي الـتي سـفرت ولـم تتبرقع
وصـلت علـى كـرهِ اليـك وربمـا
كرهــت فراقـك وهـي ذات تفجـع
أنفـت ومـا أنسـت فلمـا واصلت
ألفـت مجـاورة الخـراب البلقع
وأظنّهـا نسـيت عهـوداً بـالحمى
ومنــازلا بفراقهــا لـم تقنـع
حـتى إذا اتصـلت بهـاء هبوطها
فـي ميـم مركزهـا بـذات الأجرع
علقـت بهـا ثاء الثقيل فأصبحت
بيـن المعـالم والطلـول الخضّع
تبكـي إذا ذكـرت جواراً بالحمى
بمــدامع تهمــى ولمّــا تقطـع
وتظـل سـاجمة علـى المـن التي
درسـت بتكـرار الريـاح الأربـع
إذ عاقهـا الشرك الكثيف وصدّها
قفـص عـن الأوج الفسـيح الأربـع
حـتى إذا قرب المسير من الحمى
ودنا الرحيل إِلى الفضاء الأوسع
وعــذت مفارقــة لكــلّ مخلّــف
عنهـا حليـف الـترب غيـر مشيّع
سـجعت وقـد كشف الغطاء فابصرت
مـا ليـس يـدرك بالعيون الهجّع
وغــدت تغـرد فـوق ذروة شـاهق
سـام إِلـى قعـر الحضـيض الأوضع
إن كـان أرسـلها الإلـه لحكمـة
طـويت عـن الفـذ اللبيب الأروع
فهبوطهــا إن كــان ضـربة لازب
لتكـون سـامعة لمـا لـم تسـمع
وتعــود عالمــة بكــل خفيــة
فـي العـالمين فخرقها لم يرقع
وهـي الـتي قطع الزمان طريقها
حـتى لقـد غربـت بعيـن المطلع
وكأنهــا بــرق تـألق بـالحمى
ثــم انطـوى فكـأنّه لـم يلمـع
الحسين بن عبد الله بن سينا، أبو علي، شرف الملك.الفيلسوف الرئيس، صاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات الإلاهيات.أصله من بلخ، ومولده في إحدى قرى بخارى، نشأ وتعلم في بخارى، وطاف البلاد، وناظر العلماء، واتسعت شهرته، وتقلد الوزارة في همذان، وثار عليه عسكرها ونهبوا بيته، فتوارى.ثم صار إلى أصفهان، وصنف بها أكثر كتبه. وعاد في أواخر أيامه إلى همذان، فمرض في الطريق، ومات بها.قال ابن قيم الجوزية: (وكان ابن سينا - كما أخبر عن نفسه - هو وأبوه، من أهل دعوة الحاكم، من القرامطة الباطنيين)، وقال ابن تيمية (تكلم ابن سينا في أشياء من الإلهيات، والنبويات، والمعاد، والشرائع، لم يتكلم بها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم؛ فإنه استفادها من المسلمين، وإن كان إنما يأخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام كالإسماعيلية؛ وكان أهل بيته من أهل دعوتهم من أتباع الحاكم العبيدي الذي كان هو وأهل بيته معروفين عند المسلمين بالإلحاد) صنَّف نحو مائة كتاب، بين مطول ومختصر، ونظم الشعر الفلسفي الجيد، ودرس اللغة مدة طويلة حتى بارى كبار المنشئين. أشهر كتبه (القانون - ط) كبير في الطب، يسميه علماء الفرنج (Canonmedicina) بقي معولاً عليه في علم الطب وعلمه ستة قرون، وكانوا يتعلمونه في مدارسهم، وطبعوه بالعربية في رومة وهم يسمون ابن سينا Avicenne وله عندهم مكانة رفيعة، ومن تصانيفه (المعاد-خ) رسالة في الحكمة، و(الشفاء-ط) في الحكمة أربعة أجزاء، و(أسرار الحكمة المشرقية - ط) ثلاث مجلدات، وأرجوزة في (المنطق-ط) ورسالة (حي بن يقظان -ط) وهي غير رسالة ابن الطفيل المسماة بهذا الاسم، و(أسباب حدوث الحروف - ط) رسالة، و(الإشارات - ط)، و(الطير في الفلسفة)، و(أسرار الصلاة - ط) في ماهية الصلاة وأحكامها الظاهرة وأسرارها الباطنية إلخ، و(لسان العرب) عشر مجلدات في اللغة.