
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أداجيــة العينيــن ليلــك مظلـم
وطيفـــك نمـــام وقومـــك نــوم
تبيــتين لا حــول الطـراف مـذاود
ولا ســامر فـي نـدوة الحـي منهـم
أمـا ارتعـت مـن موج الدجى وكأنه
وقــد زاحـف الاقطـار جيـش عرمـرم
أتــت زنجــه والصـبح عبـء رومـه
فقـل أشـهب لاقـاه فـي الروع أدهم
إذا اصـطدما حـول المخيـم أفزعـا
أوانــس مزدانــا بهــن المخيــم
ألا لا تراعـي يا بنة القوم واعزمي
علـى الجلـد الموروث فالحزم أحزم
مضــارب لا ينفــك فــي عرصــاتها
يكـاتف فيهـا مسـرج المهـر ملجـم
عقيلـة هـذا الحـي لو زار ما قضى
أمــانيه منــك الخيــال المسـلم
يحوطــك خــدر بالحفــاظ مســردق
كــأن الخبــا كنـز عليـك مطلسـم
ذكــرت ليــالي المواضـي نواعمـاً
فــأيقنت ان الــدهر بـؤس وانعـم
هـل الشـفق المكتـوم تحـت ردائها
إذا طــالعته العيــن ورد مكمــم
وكـم ليلـة منهـا جلا الـدهر غادة
علــى جيـدها عقـد الثريـا منظـم
جرى البدر في بحر الدجى وهو راكد
وشــهب الــدراري طافيــات وعـوم
وقـد حـارت الشـعرى فبحـر أمامها
يمـــوج ونهـــر للمجــرة مفعــم
وحـامت علـى الليـل النجوم كأنها
مـن الطيـر أسـراب علـى اللج حوم
يعــانق منهــا ذابـح نحـو رامـح
كمــا اعتنقـا يـوم سـنان ومخـذم
كتــائب شــهب لا تــزال جيادهــا
تكــر بميــدان الســماء وتهــزم
محجلهــا ســاوى الأغــر فلا يــرى
بموكبهـــا إلا الأغـــر المســـوم
فـداً لـك يـا خيـل النجوم جواريا
كريــم الــذاكي والأقــب المطهـم
تغيريــن لا الأرواح تســلب قســوة
ولا المـال مغصـوب ولا الحـق مهظـم
ولا حـنّ مـن رعـب يـتيم ولـم تبـت
مروعـــة تبكـــي فتـــاة وأيــم
مغـــاران هـــذا عــابس متجهــم
عجاجـــا وهـــذا ضــاحك متبســم
ففـي المـوكب الأعلـى صـلاح ومغنـم
وفـي المـوكب الأدنـى صـياح ومغرم
وفـوق السـحاب الجـون سـرب حمائم
قــذائفها فــوق الربــى تــترنم
قـــذائف أمــا صــفحها فمنــازع
عليـــا وأمـــا بطشــها فمســلم
فكــم بيتـت قصـراً مشـيداً بـأهله
فأصــبح منهـا وهـو للقـاع مسـنم
كسـرب مـن العقبـان أضـحى دليلها
يقحمهـا النهـج الـذي ليـس يقحـم
إلـى عـالم مـا فيـه وكـر لطـائر
ولا حــافر يخطــو اليــه ومنســم
شـياطينها حـارت فلـم تـدر أنهـا
مـن الأرض ترمـي أم من الشهب ترجم
لقـد هـاجمت من جهلها جبهة السما
كـــأن أعاديهــا بــدور وأنجــم
وفـي البلـد الأقصـى نفـوس صـحيحة
تعـــز علينـــا أنهـــا تتــألم
يؤرقهـــا فــوق الأداهــم معــرق
ويقلقهــا تحــت المظــالم مشـئم
بكتهـا بـذوب القلـب أعيـن مصرها
ونــاح عليهــا نيلهــا والمقطـم
مـتى يصـلح المحتـج عنـه مـدافعاً
وفـي قبضـة الخصـم الغلاصـم والفم
فيـا جـائراً عـن غيـه ليـس يرعوي
ويــا ظالمــاً مــن غيـره يتظلـم
تــروم مصــافاتي وســهمك قـاتلي
مـتى اصـطفيا يومـاً سـليم وارقـم
ســل العربـي المحـض أيـن منـاخه
ومثــواه فـي الأرض الفضـاء مسـهم
سـرى موبـؤ الـداء الدفين بسهلها
فأرغمهــا والأرض كالنــاس ترغــم
وكيــف شــفاها والمجــرب خــائف
يلجلــج وصــفا والطــبيب مســقم
يعلــــل معتـــل البلاد بشـــهده
وهـل ينفـع التعليـل والشهد علقم
غـدا الخبط في تلك الموارد سارياً
فلا منجــد منهــا يصــافيه متهـم
غـدت لا غدت في القوم نهبا ومغنما
فللــه نهــب مــا أعــز ومغنــم
لأن ســرنا منهــا مشــارع مــورث
فقــد ســاءنا منهـا تـراث مقسـم
إذا حــاججت أرض بنيهــا فــانكم
أعـــق بنــي أم عليهــا وأظلــم
تخــالفتم فــي أمرهــا وتـوافقت
عليهـــا قلــوب لا تــرّق وترحــم
فيـا ليـت شـعري مـن يؤاخذ غيركم
علـى الجـرم والجانون للذنب أنتم
الشيخ جواد بن محمد بن شبيب بن إبراهيم بن صقر البطايحي الشهير بالشبيبي الكبير.عالم جليل، وأديب فذ، وشاعر خالد.ولد ببغداد، وتوفي والده ولم يتجاوز الأسبوع من عمره، فرحلت به أمه إلى النجف، وتربى على جده لأمه الشيخ صادق أطيمش في الشطرتين، فأخذ عنه الشعر والأدب والعلم.ثم رحل مع أمه إلى النجف سنة الوباء 1297، ثم إلى بغداد حيث توفي هناك ودفن في النجف.