
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـان الطعـان وصـدر الرمـح منحطم
والضــرب آن وحــد السـيف منثلـم
وللجمــــــاهير آذان مفتحـــــة
كـي تسـمع النصـح لكن باغت الصمم
والنــائمين وقـد مـرت لهـم فـرص
والنــادمين ولـم ينفعهـم النـدم
عــافوا مـواردهم تجـري لشـاربها
يـا للرجال وفي آل الضحى اختصموا
توسـطوا فـي الـتراخي عـن حقوقهم
ومـا أفـاقوا إلـى أن ضـاقت الأزم
كـانوا إذا هـمّ قـوم غيرهم عزموا
وهـا هـم اليوم ما هموا ولا عزموا
أمـا رأوا هـذه الـدنيا وزينتهـا
لمـن علـى الحزم منهم تقعد الحزم
والنـاس صـنفان صـنف للعلاء بنـوا
معــاقلاً بســماها تزهــر الشــيم
وآخـــرون بنوهــا غيــر دائمــة
وان لهـا بالرخام الصلب قد دعموا
هـذي البنايـات فـي بغـداد آخـذة
دوراً يهــدّ لــه الايـوان والهـرم
يـروم رافعهـا لمـس السـماك أمـا
درى المصـير الـذي صـارت لـه ارم
ليــس البنــاء وان رصـت قواعـده
بثــابت واســاس العــدل منهــدم
يــا جـالبين مـن الآفـاق زخرفهـا
الشــعب يعبـس منهـا وهـي تبتسـم
لــو نتموهـا فأضـحى مـن خلائقكـم
ســيان زخرفهـا المرصـوف والكلـم
مـن أي ميـراث آبـاء لكـم بلغـوا
أمسـت تناطـح أبـراج السـما الأطم
فهــل لكــم قـد فـي فتـح مملكـة
أو موقـف فيـه منكـم تثبـت القدم
هـذا النعيـم الـذي انصبت موارده
عليكــم واســتدارت حـوله النعـم
مـن دمعـة العامل المحزون زهرتها
ورب نعمـــة قــوم أصــلها نقــم
وجـــدتم بزمـــان كلـــه نـــوب
ان الوجـود الـذي جئتـم بـه عـدم
سـر لبنـائكم فـي الأرض مـا شـهدت
تـأثيره فـي المراعـي قبلـه الأمم
يرتادهـا الشـعب لكـن خـاب رائده
لا يظهــر الشــعب الا وهـو منفطـم
ومــا تراكـم فـي الأجـواء عارضـه
إلا غــدا بــرذاذ الــترب ينسـجم
جـف الـثرى وسـحاب المـوت منهمـر
مـن فـوقه والسـيول الجارفـات دم
همـى الربـاب حوالينـا ومـن فـزع
كـادت تلـوذ بسـفح الهضـبة الاكـم
علا وغشـــى محيـــا الأرض برقعــه
فأصـبحت دار أمـن الخـائف القمـم
والجــدب أخصــب للأرواح مــن كلأ
تــأتي وبيلا بـه الهتانـة الـديم
مـن يفزع الناس في الزورا برحمته
ان بـاغت الموحشـان الظلم والظلم
عصـر الرشيد استمع ان كنت ذا اذن
ان الأميــن بهــذا العصــر متهـم
احفـظ حياتـك فيهـا والحيـاء معاً
فمـا بهـا اليـوم مـأمون ومعتصـم
ياباســطاً بــديار العـرب مأدبـة
تحشــى بســم ولكـن فـوقه الدسـم
أكرهـت طبعـك فيهـا وهـو ينكرهـا
وايـن منـك يكـون العطـف والكـرم
هـذي الوليمـة عمر الدهر ما نسيت
وكيـف تنسـى وفـي أطباقهـا الألـم
أريتهـم مـن خيـال السـحر كـاذبه
وعـن حقيقـة مـا نسـعى إليه عموا
ومـذ نـأى الشـك منهـم هاج شعبكم
وكـان مـا علمـوه غيـر مـا علموا
يخلـــد المجــد للأجيــال آيتــه
شـعب تضـامن فيـه الطفـل والهـرم
ولا تجهـــم يومــاً وجــه ســيرته
مـا دام ينشـر فيـه العلم والعلم
مـاج العـراق ببـأس الناهضـين به
فالخصــم مضــطرب والعـزم مضـطرم
وأقــدموا فأقــامت عــرش عاصـمة
إيمـانهم وبحبـل الوحـدة اعتصموا
فــي ذمـة العـرب الآسـاد مـوطنهم
أضــحى يصـان وفيـه تخفـر الـذمم
وفــي الفــرات مناجيـد مـواقفهم
مـع العـدى بجـبين الـدهر ترتسـم
الباقيــات مــع الــدنيا مخلـدة
يخطهــا لهــم فـي لوخهـا القلـم
تـــدونت بعـــواليهم وقـــائعهم
ومــن مراســمها الأشــلاء والرمـم
مـا حصنوا الوطن المحبوب فارتكزت
حرابهـم فيـه سـوراً والضبا الحذم
ومــازجوه ثــرى طــابت منــابته
حــتى تعــانقت الأطــواد والهمـم
عـرب همـوا عقـدوا الأكليل مؤتلقاً
علـى مليـك لـه البطحـاء والحـرم
وســائل وهـو يـدري حيـن يسـألني
مـن رصـع التـاج بالأعمـال قلت هم
لكـن مـع الأسـف المبكـي تقـاطعهم
فثـــم لا رحمــة فيهــم ولا رحــم
وأصــبحوا شــيعا للقابضـين علـى
زمامهـا وبرغـم الوحـدة انقسـموا
حـي الفـرات وحـي النـازلين علـى
ضـفافه حيـث يعلـو العـز والشـيم
وبيـن ذي الكفـل والفيحـاء ملحمة
فيهــا تباشـرت العقبـان والرخـم
جـاء العـداة لهـا عصـراً بفيلقهم
فزايلوهـا فـراراً بعـدما اعتصموا
والعارضــيات فيهــا عـاد خصـمهم
يؤمهـا ناكصـاً لمـا بـه اصـطدموا
أصــاخ للمــدفع الهــدار جمعهـم
كأنمــا الرعـد فـي آذانهـم نغـم
فاســكتوه بزجــر مــن بنــادقهم
فيــــه شــــجا ليـــس يلـــتئم
والرعـب سـاق اسـاراهم وقـد قدرت
عيـونهم راعهـا فـي الهجعة الحلم
تسلســل الجيــش مأسـوراً وقـادته
خـافوا مقارنـة الاصـفاد فانهزموا
مــذنبات العــوالي فــي متـونهم
فأينمـا انحرفـوا عن شهبها رجموا
وللمئات أمـــام الغــزو هرولــة
كمـا تسـاق أمـام السـائق النعـم
لا يحســبن العــوالي ان دولتنــا
فتيــة فلكــم شــابت بهــا لمـم
فقـل لمـن سـار عينـا في شوارعها
قـف بالديار التي لم يعفها القدم
لا ترتـبي بـالثوى فيهـا فكم كحلت
فيهـا عيـون عدى كي يبصروا فعموا
أيـن العتـاد الـذي أضـحى يسـوره
شـوك الحديـد وايـن الظـل والخيم
أمـا الجبـال فسـل عنهـا مساقطها
تجبـك مـن حولهـا الارسـان واللجم
ضـراغم البـأس فـي آجالهـا حكمـت
والحكم لِلّه فانظر من بها احتكموا
تظلــم العربــي المحــض عنــدهم
يبقـى سـدى أتظـن القوم ما فهموا
خـالوا فصـاحته مـن بينهـم وطنـا
كأنمـا العـرب فـي أوطـانهم عجـم
ونــائب يملأ الكرســي قلــت لــه
مـاذا السـكوت تكلـم أيهـا الصنم
الحامـل الـراس لـم تسـمع له اذن
والصـاقل الـوجه ما في صفحتية فم
بــم اســتحل مـن العمـال راتبـه
وفـي السـكوت انقضـت أيامه الحرم
يــا قابضـين برغـم الحـق حـامته
ومـــالكم صـــلة فيــه ولا رحــم
وهــذه الأرض لــم تنكــر بنــوته
ولــم يكــن راعـه لـولاكم اليتـم
تطلــع الحــائر النـائي بـاطيبه
وابـن البلاد أمـام العـدل منفطـم
خيـر البلاد الـتي أحـرار بقعتهـا
بمــا يطيقــون مـن أعلائهـا خـدم
الشيخ جواد بن محمد بن شبيب بن إبراهيم بن صقر البطايحي الشهير بالشبيبي الكبير.عالم جليل، وأديب فذ، وشاعر خالد.ولد ببغداد، وتوفي والده ولم يتجاوز الأسبوع من عمره، فرحلت به أمه إلى النجف، وتربى على جده لأمه الشيخ صادق أطيمش في الشطرتين، فأخذ عنه الشعر والأدب والعلم.ثم رحل مع أمه إلى النجف سنة الوباء 1297، ثم إلى بغداد حيث توفي هناك ودفن في النجف.