
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا رأى البـدرُ حبيـبي مـرَّةً
مُقبلاً الاَّ تـــوارى واســـتتر
يســتحى إمّــا يـراهُ مُسـفراً
عــن محيَّــا زاهـرٍ زادٍ أغَـر
وهـو مثلـي أصفَرٌ بادي الضنى
شـأنَ من يحيى لليالي بالسَهر
فكلانــا عاشـقٌ يشـكو الجفـا
يرقـبُ النجـم سـهاداً للسـحَر
بجمــالِ الارضِ ينمــو وَجــدُهُ
وهــيَ لا تُبلغـهُ بعـضَ الـوَطر
هـوَ يبغـي منـذ دهـرٍ وصـلَها
وهيَ تأبى في الهوى الا النظر
ان فلاطــون قــد أوحـى لهـا
مَـذهَباً قـد سـنَّهُ بيـنَ البَشَر
انمــا لحـبُّ انفصـالٌ واتصـا
لٌ لشــكوى او عتــابٍ وســَمَر
مَــذهَبٌ لا بــأسَ فيــهِ نمــا
لقلــوبٍ مــن جمـادٍ كـالحجَر
أو لأجـرام الفضـا والبرّ وال
بحــر والاشـباح طـرًّ والصـُوَر
لا لمثلـي من ذوي الحس الأُولى
يقـدح الشـوقُ باحشـاهم شـَرَر
بينمــا الحــبُّ يريــهِ جنَّـةً
بنفـاد الصـبر يغـدو في سقَر
كم وكم قبلي شهيداً في الهوى
كـان عينـاً صـار بالهجر أثَر
يســرع المــوتُ اليـهِ مُقبلاً
واذا ابطــأ باليـأس انتحـر
فـاذا لـم تُعطَ يا قلب المنى
دَعـهُ لكـن هـل مـن الحبّ مفرّ
انمــا الحـبُّ اضـطراريٌّ فَمَـن
لامَ معتــوهٌ وذو العقـل عَـذَر
سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري.أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه.وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره.له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و(آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط)، و(سحر هاروت-ط)، و(بدائع ماروت-ط)، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط)، و(حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.