
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جمــرات حبــكَ قــد خبـونَ خمـودا
وســيول دمعــكَ قـد نضـبنَ جمـودا
اضـحى فـؤادكَ فـي الصـبابة فاتراً
مـن بعـد مـا اصـلت لظـاه وقـودا
صــمت اللسـانُ وكـان اطـرب نـاطقٍ
يحبـــو النجــوم قلائداً وعقــودا
هــدأت جوانحــك الــتي ياطالمـا
خفقــت فكــان خفوقهــا مشــهودا
اعطيــتَ بعــد الهجـر بعـضٍ علالـةٍ
ذهبَــت بجمــركَ فاســتحلتَ جليـدا
قــد كنــتَ بالاشـواق تـبراً لامعـاً
فغــدوتَ مـن بعـد الوصـال حديـدا
قـد كنـتَ نـوراً يكسب الليل السنى
فخبــا فــأَلفيتُ البــواكرَ سـُودا
يــا بخـلُ مـذ فـارقتني احرمتنـي
غَــرداً بــهِ عيشــي يـدومُ رغيـدا
لــو دام هجـري كنـت اربـح غـادة
ملكَــت علـى طـول الزمـان عميـدا
مســـَّت فـــؤادي رحمــةٌ لشــقائهِ
أجنتَــهُ مــن روض الخــدود ورودا
اعجــب بــوردٍ ناضــرٍ مــذ نـالهُ
زالـــت نضــارتُهُ فاصــبح عُــودا
اتهمــتِ قلــبي يـا ظلـوم بوصـمةٍ
لا زال عنهــا مــا حييــتُ بعيـدا
يـا ليـت حكمـكِ عـادلاً كقوامـكِ ال
مــزري بكــثرة عــدلهِ الاملــودا
مــا صــار حـبي فـاتراً لا والـذي
جعــل الفتــور بناظرَيــكِ مُبيـدا
بــل زادنـي فَـرط التهالـكِ لوعـةً
ستقضـــُّني حـــتى امــوت شــهيدا
قربـتِ لـي أَجَلِـي ببـدعكِ في الهوى
فاتــاح لـي خـوف الممـات جمـودا
ذكـر التفـرُّق فـي الحيـوة يروعني
مــا الحـال أن فـارقتني ملحـودا
إن شــئتِ عَـوداً للبشاشـة والهنـا
أحيــي الفــؤآد أمانيـاً ووعـودا
لا تسـعفي الـدهر الخـؤُونَ عليهِ أع
راضــاً ولومــاً جارحــاً وصــدودا
اعطــي الســماحةَ حقهـا بـرًّا بـهِ
واكسـيهِ مـن حلـل الهنـاءِ بـرودا
وتجنَّــبي تكــدير اوقــات الصـفا
مَــن ذا يشــوب بعلقــمٍ قنديــدا
ودعــي الــترفُّعَ والــدلالَ تكلُّفـاً
حــتى يعـود بنـا الغـرام سـعيدا
ألمثــل قلــبيَ تتهميــنَ بســلوةٍ
يـا مَـن لهـا عنـت الـرؤُوس سجودا
وانــا الــذي لـم يتخـذكِ حبيبـةً
لفــؤادهِ الملتــاح بــل معبـودا
وانـا الـذي مـذ صـحَّ عقـد ودادنا
اضــحت لــديهِ مهــى زرود قـرودا
وأنـا الـذي يجـد السعادةَ والمُنى
أن تــوطئي قــدميكِ منــهُ خـدودا
وانـا الـذي بـاع الحيـة وصـفوها
فــي ســوق حبــكِ عامـداً معمـودا
ان غبـتِ ظـنَّ الشـمس قرصـاً مـن دمٍ
والارض ســـجناً والســما اخــدودا
واذا وجــدتِ وجــدتِ منــك بعطفـةٍ
حســـب المنيّـــةَ جنَّــةً وخلــودا
العيــدُ أن لـم يبـدُ وجهـكِ مـأتمٌ
واذا بــدا حســب المــآتم عيـدا
كــوني علــى ثقــةٍ بــأَني ثـابتٌ
فــي ديــن حبّــكِ لا اطيـق جحـودا
وتيقنــي ان الــذى الــف الوفـا
منــذ الحداثــة لا يكــون كنـودا
جودي ابخلي صدّي اقبلي جوري اعدلي
تجـــدي ســـليمكِ صــادقاً وودودا
كَلِفــاً مشــوقاً هائمــاً متولّهــاً
لـم يبـغِ عـن سـنن الوفـاء محيدا
بــكِ منـكِ عنـكِ اليـكِ كـل حيـاتهِ
وكـذاك يلبـث فـي الخلـود مُريـدا
سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري.أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه.وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره.له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و(آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط)، و(سحر هاروت-ط)، و(بدائع ماروت-ط)، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط)، و(حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.